عناصر «داعش» يتقدمون قرب الحدود التركية على متن عربات أميركية غنموها في العراق

التنظيم سيطر على قريتي إكثار ومعلان في ريف حلب

عناصر «داعش» يتقدمون قرب الحدود التركية على متن عربات أميركية غنموها في العراق
TT

عناصر «داعش» يتقدمون قرب الحدود التركية على متن عربات أميركية غنموها في العراق

عناصر «داعش» يتقدمون قرب الحدود التركية على متن عربات أميركية غنموها في العراق

ظهرت عربات عسكرية أميركية من طراز «هامفي» للمرة الأولى، أمس، في المعارك في ريف حلب بين كتائب في المعارضة السورية المسلحة وتنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) الذي كان استولى على هذه العربات من الجيش العراقي أخيرا ونقلها إلى سوريا، بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتمكنت «داعش» أمس من السيطرة على مناطق جديدة في ريف حلب الذي كانت انسحبت من جزء كبير منه قبل أشهر تحت وطأة ضربات الكتائب وبينها جبهة النصرة المتطرفة.
وأفاد المرصد عن سيطرة «داعش» على «قريتي إكثار ومعلان في ريف حلب الشمالي القريبتين من الحدود السورية - التركية، عقب اشتباكات عنيفة مع مقاتلي جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) ومقاتلي الجبهة الإسلامية وكتائب أخرى»، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتقع هاتان القريتان على مقربة من مدينة أعزاز الحدودية التي كان تنظيم «داعش» انسحب منها في فبراير (شباط) تحت ضغط الكتائب.
وفي الأشهر التي تلت، انسحب التنظيم من معظم الريف الغربي والريف الجنوبي لحلب بعد معارك مع الكتائب. وتركزت معارك أمس في الريف الشمالي حيث لا يزال التنظيم يحتفظ بمواقع يحاول منها التمدد نحو الحدود وإعادة سيطرته على قرى أخرى في ريف حلب.
وأشار المرصد إلى أن اللافت في معارك أمس استخدام التنظيم لـ«عربات أميركية من طراز (هامفي) استولى عليها في العراق». وتشن «داعش» منذ التاسع من يونيو (حزيران) هجوما في شمال العراق، وتمكنت بدعم من مسلحين سنة آخرين من السيطرة على مناطق واسعة بعد انسحاب الجيش العراقي منها.
وفي شمال شرقي سوريا، أفاد المرصد السوري بأن مسلحين مجهولين رجح أنهم من «داعش» خطفوا أمس «ما لا يقل عن 20 طالبا جامعيا على الطريق الواصل بين مدينتي الحسكة والقامشلي».
ولا يزال التنظيم يحتجز في محافظة حلب منذ 29 مايو (أيار) نحو 145 كرديا من تلامذة الشهادة الإعدادية، اعتقلهم لدى عودتهم من تقديم الامتحانات الرسمية في مدينة حلب، إلى مدينة كوباني (عين العرب)، على طريق حلب - منبج.
ونقل المرصد عن سكان وأهالي بعض الطلاب في كوباني قولهم إن خمسة تلامذة كانوا تمكنوا من الفرار من خاطفيهم، ورووا أن «الدولة الإسلامية» عرضت عليهم الانضمام إلى صفوف مقاتليها، وكانت تعطيهم دروسا «بمآثر الجهاد وقتال أعداء الله والمرتدين».
كما لا يزال مجهولا مصير 193 مواطنا كرديا تتراوح أعمارهم بين 17 و70 عاما خطفوا في اليوم نفسه، 29 مايو، من بلدة قباسين في ريف مدينة الباب في حلب.
ويسلك عدد كبير من الطلاب الذين يفترض بهم التنقل بين المناطق الكردية ومدينة حلب طريقا يخرجون به من الأراضي السورية إلى تركيا، ومن تركيا يدخلون محافظة حلب عبر معبر باب السلامة القريب من مدينة أعزاز، خوفا من التعرض للخطف على الطرق الداخلية بين الحسكة وحلب.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.