البنك المركزي العراقي أحد ضحايا «الجيوش الإلكترونية»

TT

البنك المركزي العراقي أحد ضحايا «الجيوش الإلكترونية»

رغم توقيع الكتل السياسية العراقية على ميثاق شرف انتخابي، قبل نحو أسبوعين، يمنع حملات التشهير بين الكتل المتنافسة في الانتخابات النيابية المقررة في مايو (أيار) المقبل، فإن حملات التسقيط السياسي والشخصي التي تقوم بها مجاميع الجيوش الإلكترونية التابعة لكتل سياسية مختلفة، ما زالت مستمرة على قدم وساق. ويبدو أن خصوم رئيس ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي اختاروا أن يكون البنك المركزي العراقي أحد ضحاياهم الجانبيين بهدف النيل من المالكي.
وقبل الموعد الرسمي المحدد لانطلاق الحملات الدعائية المقرر في 14 أبريل (نيسان) الحالي، اضطر البنك المركزي العراقي، أمس، إلى إصدار توضيح بشأن كتاب مزيف يتحدث عن طلب المالكي بصفته رئيسا سابقا للوزراء من البنك المركزي صرف نحو 4 مليارات دولار لنائبين من محافظة بابل لتوزيعها على العوائل المتعففة والنازحة في المحافظة. ويعود تاريخ الكتاب الموقع من قبل مدير البنك المركزي علي العلاق إلى عام 2015.
وانتشر الكتاب المزيف على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع البنك المركزي إلى تكذيبه عبر توضيح مقتضب وزعه على وسائل الإعلام. وجاء في توضيح البنك المركزي: «تداولت بعض وسائل التواصل الاجتماعي كتابا مزورا تحت عنوان (شكوى وفساد مالي) مفاده سحب مبلغ أربعة مليارات دولار من البنك المركزي العراقي عام 2015، وفِي الوقت الذي ينفي فيه هذا البنك صدور مثل هذا الكتاب والواقعة التي تضمنها». وأشار البنك المركزي إلى حقه في مقاضاة مطلقي هذه الإشاعات، وطالب وسائل الإعلام بتوخي الدقة والحذر في نقل الخبر.
من جانبه، اعتبر عضو ائتلاف «دولة القانون» كامل الزيدي، أن «التنافس السياسي غير الشريف وصل إلى مديات غير مقبولة خاصة في الموسم الانتخابي الأخير». وردا على الكتاب المزيف، قال الزيدي لـ«الشرق الأوسط»: «زيف الكتاب واضح، فليس لدينا آلية مالية للصرف بهذه الطريقة، ومن قاموا بنشره يعرفون ذلك، لكنهم أرادوا تضليل الناس». وأشار إلى أن «أغلب الكتل السياسية لم ولن تحترم ميثاق الشرف الانتخابي الذي وقعوه قبل أيام، المطلوب قوانين محاسبة صارمة توقف الجيوش الإلكترونية وغيرها عند حدها». ويعتقد الزيدي أن «خصوم المالكي ما زالوا قلقين من حظوظه الانتخابية، رغم أحاديثهم المتكررة عن كونه انتهى سياسيا وليس له نصيب في الانتخابات المقبلة».
وفي شأن آخر، يتعلق بالانتخابات العامة، أجرت مفوضية الانتخابات المستقلة، أمس، قرعة اختيار موظفي يوم الاقتراع. وأبلغت مصادر من مفوضية الانتخابات «الشرق الأوسط» أن «القرعة جرت لاختيار 245 من مجموع 450 ألف متقدم لشغل الوظيفة»، مضيفة: «يتقدم لشغل هذه الوظيفة المؤقتة عادة طلاب الكليات والشباب المتفرغون في مقابل أجور قليلة تبلغ نحو 250 ألف دينار عراقي وتنتهي بانتهاء يوم الاقتراع».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».