للمرة الأولى، ينعقد مؤتمر الطاقة الاغترابية في أوروبا بعد أن التأم مؤتمران مشابهان في أميركا اللاتينية وأفريقيا. وأهمية مؤتمر أمس لا تنحصر فقط في العدد الكثيف من اللبنانيين الذين جاؤوا إلى العاصمة الفرنسية، بل أيضاً في حضور رسمي عالي المستوى تمثل برئيس الوزراء سعد الحريري ووزير الطاقة سيزار أبي خليل ومستشار الرئيس ميشال عون للشؤون الخارجية إلياس بو صعب. أما ضيف المؤتمر فكان وزير الاقتصاد والمال الفرنسي برونو لومير الذي حضر أول من أمس مؤتمر «سيدر» ورأس أعماله طيلة بعد الظهر.
لكن «محرك» المؤتمر كان وزير الخارجية جبران باسيل الذي ألقى كلمة مطولة تناول فيها أهمية المؤتمر، ورد على منتقديه في لبنان الذين يتهمونه بـ«تبذير» أموال الخزينة من خلال مؤتمرات مكلفة.
وقال إن المؤتمر «لم يكلف الدولة اللبنانية قرشاً واحداً». ولعب سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان دوراً نشطاً في التحضير لنجاحه.
كلمة الختام في المؤتمر، الذي حضرته «الشرق الأوسط»، كانت للرئيس الحريري الذي تحدث كعادته باللغة العامية، وتناول المؤتمر وأهميته كـ«وسيلة تواصل بين اللبنانيين وبلدهم»، وأيد الوزير باسيل في رغبته تغيير اسم وزارة الخارجية والمغتربين لتصبح «وزارة الخارجية والمنتشرين اللبنانيين والتعاون الدولي». لكن الأساسي في كلمته تناول حاجة لبنان للإصلاح وتغيير «طرق العمل الحكومي» والحاجة إلى «قرارات شجاعة» من أجل ذلك، كما لمحاربة الفساد المستشري. وعاد الحريري لنتائج مؤتمر «سيدر»، ليؤكد أنه «لم يعد جائزاً التوجه إلى الخارج لطلب المساعدة» لأن على اللبنانيين أن يدبروا أمورهم بأنفسهم، إلا إذا كانت الأزمات أكبر مما يستطيع لبنان تحمله. وقال الحريري: «علينا العمل بعد الانتخابات بجدية واتخاذ قرارات شجاعة لتأمين فرص عمل والإصلاح هو الأساس لمؤتمر (سيدر)». وإذ شكر الرئيس ماكرون لما قام به لإنجاح مؤتمر «سيدر» الذي وفر للبنان وعوداً بقروض وهبات تزيد على 11 مليار دولار، وضع ذلك في إطار الصداقة التقليدية بين لبنان وفرنسا، وبين تلك التي بناها رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري والرئيس الأسبق جاك شيراك. وكان لا بد في مناسبة كهذه أن يأتي الحريري على ملف الانتخابات الذي كان الوزير باسيل قد تناوله بالتفصيل وربطه الأول بالإصلاحات، وضرورة أن يضغط لبنانيو الانتشار على الحكومة، لتقوم بالإصلاحات اللازمة وإعادة وضع لبنان على سكة النمو. وقال مازحاً: «عليكم أن تهددونا بالإصلاح، وإذا لم أقم به فلا تمنحوني أصواتكم».
أما الوزير الفرنسي لومير، الذي نوه بالعلاقة التاريخية بين لبنان وفرنسا، وبما يمثله لبنان وما يقدمه اللبنانيون لبلدان الانتشار، بما فيها فرنسا، فقد شدد على الحاجة للإصلاح في لبنان، كما في فرنسا، واغتنم المناسبة ليعرض سياسة بلاده الاقتصادية وعزم الرئيس ماكرون والحكومة على تحرير الاقتصاد الفرنسي وجذب الاستثمارات واللحاق بركب الإبداع والاقتصاد الرقمي.
وفي كلمته الافتتاحية، حث الوزير باسيل، اللبنانيين، على التمسك بـ«لبنانيتهم» وفصل ما تقوم به وزارته من أجل إعادة اللحمة بين الوطن الأم ولبنانيي الانتشار، منوهاً بمشاركتهم في الانتخابات النيابية للمرة الأولى في تاريخ البلد وبقانون الجنسية. وقال باسيل: «نعاهدكم العمل حتى لا ينقصكم شيء من حقوقكم وأنتم أحرار ولا وصاية عليكم من أحد». وأشاد باسيل بالدور الريادي الذي يلعبه اللبنانيون في الخارج. وشدد على ضرورة أن يشارك «المنتشرون» في العملية الانتخابية، وأن يمارسوا حقهم الجديد الذي اعتبره «واجباً» سيخسرونه إن لم يستخدموه.
الحريري أكد الحاجة إلى قرارات شجاعة لمحاربة «الفساد المستشري»
باسيل دعا المغتربين إلى «التمسك بلبنانيتهم» وممارسة حقهم الانتخابي
الحريري أكد الحاجة إلى قرارات شجاعة لمحاربة «الفساد المستشري»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة