«تويتر» يطرد مليون حساب لـ«الإرهابيين»... وروسيا تتجه لحظر «تلغرام»

لوقف العنف في «الفضاء الإلكتروني» ومواجهة نشاط «المتطرفين»

صورة التقطت في 23 مارس الماضي يظهر فيها شعار «تويتر» على شاشة الكومبيوتر في مؤتمر بالعاصمة بكين بعد الكشف أول من أمس عن تعليق أكثر من مليون حساب بسبب «الترويج للإرهاب» منذ عام 2015 (أ.ف.ب)
صورة التقطت في 23 مارس الماضي يظهر فيها شعار «تويتر» على شاشة الكومبيوتر في مؤتمر بالعاصمة بكين بعد الكشف أول من أمس عن تعليق أكثر من مليون حساب بسبب «الترويج للإرهاب» منذ عام 2015 (أ.ف.ب)
TT

«تويتر» يطرد مليون حساب لـ«الإرهابيين»... وروسيا تتجه لحظر «تلغرام»

صورة التقطت في 23 مارس الماضي يظهر فيها شعار «تويتر» على شاشة الكومبيوتر في مؤتمر بالعاصمة بكين بعد الكشف أول من أمس عن تعليق أكثر من مليون حساب بسبب «الترويج للإرهاب» منذ عام 2015 (أ.ف.ب)
صورة التقطت في 23 مارس الماضي يظهر فيها شعار «تويتر» على شاشة الكومبيوتر في مؤتمر بالعاصمة بكين بعد الكشف أول من أمس عن تعليق أكثر من مليون حساب بسبب «الترويج للإرهاب» منذ عام 2015 (أ.ف.ب)

في خطوة بالغة الأهمية لتوقيف «العنف في الفضاء الإلكتروني، ومواجهة نشاط المتطرفين»، أكد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» حذف 1.2 مليون حساب شجعوا على الإرهاب منذ 2015 وحتى نهاية 2017. وأعلنت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة، أنها «ستطلب من القضاء الروسي حظر تطبيق (تلغرام) نهائياً؛ لأنه الأكثر استخداماً بين شبكات الإرهاب في موسكو».
بينما قال خبراء في شؤون الحركات المتطرفة بمصر لـ«الشرق الأوسط»، إن «أوروبا وأميركا بدأت تنتبه إلى (الجهاد الإلكتروني)؛ نظراً لأنه ساحة تربية سريعة للعناصر الإرهابية»، مؤكدين أن «فيسبوك» أصبح ساحة غير جيدة للإرهاب الآن؛ لكن الأزمة في «تلغرام».
وذكر تقرير صادر عن «تويتر»، أنه خلال النصف الثاني من عام 2017 تم إيقاف ما مجموعه 274.460 حساباً بشكل دائم، وتشكل هذه الأرقام انخفاضاً بنسبة 8.4 في المائة مقارنة بالأشهر الستة الماضية، وهي الفترة الثانية على التوالي التي يشهد فيها «تويتر» انخفاضاً في عدد الحسابات المحذوفة والتي تتعلق بالإرهاب.
ويشير «تويتر» إلى أن الطلبات الحكومية ساعدت على إيقاف أقل من 0.2 في المائة من تلك الحسابات، وسوف نستمر في النظر إلى الجوانب الإيجابية، وأن هذا التأثير الملحوظ، هو نتاج سنوات من العمل الجاد لجعل موقعنا مكاناً آمنا وغير مناسب للساعين للترويج للإرهاب.
وسبق أن أعلن «توتير» في فبراير (شباط) عام 2016، تعليق أكثر من 125 حساباً تابعاً لتنظيم داعش الإرهابي، عقب ضغوط من الحكومات للحد من الدعاية الجهادية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقال عمرو عبد المنعم، الخبير في شؤون الحركات المتشددة في مصر، إن «أوروبا وأميركا بدأتا تنتبهان إلى (الجهاد الإلكتروني) أو العنف عن طريق الفضاء الإلكتروني؛ نظراً لأنه ساحة تربية سريعة للعناصر الإرهابية». مضيفاً إنه «تم رصد أكثر من 250 ألف حساب لـ«(اعش) على (تويتر) خلال عامي 2014 و2015»، ومع أوائل عام 2016 هجر جنود «داعش» موقع «تويتر»، ولجأوا إلى وسائل إعلامية أخرى مثل «تلغرام» و«شات الأطفال»، و«غوغل بلس»، وبقي على «تويتر» العناصر المُحبة للتنظيم.
يشار إلى أن المنصات الإرهابية في الفضاء الإلكتروني دعت حكومات الدول للكثير من الإجراءات. وسبق أن قالت دراسة بجامعة «وارويك» البريطانية، إن 79 في المائة من الشباب أكدوا صدمتهم من خطاب الكراهية على الإنترنت... وكشفت ألمانيا النقاب عن قانون من شأنه تغريم شركات التواصل الاجتماعي ما يصل إلى 50 مليون يورو (53.62 مليون دولار) إذا تقاعست عن حذف خطابات الكراهية بسرعة.
وسبق أن حذر مسؤولون أميركيون من أن «داعش» يسعى لإقامة «خلافة افتراضية» في الفضاء الإلكتروني بدءاً من «تويتر» مروراً بـ«إنستغرام» وصولاً لـ«تلغرام»، يتواصل خلالها مع أنصاره ويجند ناشطين جُدداً، عقب هزائمه في سوريا والعراق.
وقال عبد المنعم، إن مقاتلي «داعش» كانوا يتواصلون عبر حسابات وهمية على «تويتر» بأسماء حركية عليها عبارات أو ألفاظ، مثل «باقية وتتمدد، أو أخبار الخلافة»، ويستخدمون ما يقرب من 50 مفردة تتعلق بالخلافة والتنظيم، لا يعرفها إلا هم.
لكن عبد المنعم كشف عن دراسة اطلع عليها لأحد الإرهابيين أخيراً، والتي تحدث فيها (أي الإرهابي) عن طريقة جديدة للتنظيمات الإرهابية تواجه بها ما تقوم به سلطات الدول من حذف وحظر الحسابات الإلكترونية، عبر توثيق الإصدارات وأرشفة أكبر عدد ممكن من الإصدارات لكل المؤسسات الإعلامية الإرهابية على «تويتر» و«فيسبوك» وغيرها، ودمجها في مساحات قليلة، ووضعها على أسطوانات لتبادلها مع «الإرهابيين» حتى لا تضيع في الفضاء الإلكتروني، ولتتحايل على إجراءات «الحجب والحظر».
لافتاً إلى أنه «تم أرشفة إصدارات أكثر من مؤسسة إعلامية إرهابية، أبرزها: (الفجر، ومنتدى أنا مسلم، والساحات العربية، والأنصار، والشموخ)، على أربعة مستويات، عبارة عن (بيانات، وفيديوهات مرئية، وكتب، وأحداث إرهابية)»، موضحاً أن من يقوم على هذا الأمر عدد كبير من العناصر الإرهابية التي لها دراية بالمواقع الإلكترونية.
وعن إمكانية حذو باقي المواقع الإلكترونية الآخر حذو «تويتر» وحذف حسابات «الإرهابيين»، قال عبد المنعم لـ«الشرق الأوسط»، إن موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بالفعل يقوم بحذف أي إصدار أو عبارات تحث عن العنف، ويعطي إشارة للمتصفح بأن هذا الإصدار غير صالح له لاحتوائه على عبارات متطرفة؛ لذلك أصبحت ساحة «فيسبوك» غير جيدة لـ«الإرهابيين»؛ لكن «تلغرام» هو المشكلة التي تواجه الكثير من الدول.
في السياق ذاته، دخلت المعركة القضائية بين تطبيق «تلغرام» للمراسلة، والسلطات الروسية مرحلتها الأخيرة أمس، بعد انقضاء مهلة التحذير الذي وجهته الأجهزة الأمنية الروسية إلى التطبيق الأكثر انتشاراً في روسيا، بضرورة تسليمها مفاتيح تشفير بيانات المستخدمين؛ ما يفتح المجال لاطلاعها على رسائلهم الخاصة، مبررة ذلك بضرورات مواجهة نشاط «الإرهابيين». وأعلنت الهيئة الفيدرالية الروسية للرقابة، أنها ستطلب من القضاء الروسي حظر التطبيق نهائياً، بسبب رفض القائمين عليه الاستجابة للنداءات المتكررة في هذا الشأن. وكانت الهيئة أمهلت في 20 مارس (آذار) الماضي تطبيق «تلغرام» - المتهم بأنه الأكثر استخداماً بين شبكات الإرهاب في روسيا - فترة أسبوعين للاستجابة لطلب هيئة (وزارة) الأمن الفيدرالي الروسي بتسليمها مفاتيح تقنيات فك التشفيرات... ومع انقضاء المهلة أعلنت الهيئة أنها «لم تتسلم رداً إيجابياً»، مؤكدة أنها ستطلب استصدار أمر قضائي بحظر التطبيق على الأراضي الروسية. وكانت إدارة «تلغرام» أكدت في وقت سابق، أنها لن تخضع لإملاءات الأجهزة الأمنية، وبررت موقفها بأسباب «تقنية وأخرى أدبية»، موضحة أن «رسائل المستخدمين تنقسم في التطبيق جزأين، أحدهما (المراسلات السرية)، وهذه لا تملك الشركة أصلاً نسخة عنها، وهي تبقى فقط على أجهزة المستخدمين؛ ما يجعل تقديم تشفيرات فك البيانات المتعلقة بها أمراً مستحيلاً... والآخر الرسائل العادية التي يتم الاحتفاظ تلقائياً بنسخة احتياطية عنها». وقالت الإدارة إنها «لا تملك الحق الأدبي والقانوني لتسليم هذه البيانات إلى الجهات الأمنية».
وكانت المعركة بين السلطات الأمنية الروسية و«تلغرام» بدأت في 2015 عندما رفضت إدارة التطبيق التعاون مع الجهاز الأمني ما جعلها تواجه تضييقات واسعة. وصدرت أحكام قضائية عدة بمخالفات مالية ضدها وصلت إلى نحو «مليون روبل»، وهي أعلى مخالفة في القانون المتعلق بالرقابة على وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي. ورغم ذلك، رفض مؤسس «تلغرام» الروسي بافل دوروف، تنفيذ الأحكام القضائية ونقل المعركة إلى القضاء الأوروبي الذي لم يفصل بعد في الموضوع.
وقالت مصادر متخصصة، إن «ما بين 80 و90 في المائة من مستخدمي (تلغرام) سوف يواجهون صعوبات رغم أن إدارة التطبيق نشرت تعديلات على الإعدادات تتيح للمستخدمين تجاوز القيود ومواصلة استخدام التطبيق»... وكان مسؤولون أمنيون روس أعلنوا، أن «تحقيقات دلت على انتشار استخدام (تلغرام) بين أعضاء شبكات إرهابية». وأفاد المحققون الروس، بأن «منفذي عملية تفجير مترو أنفاق في وسط سان بطرسبرج العام الماضي، التي أسفرت عن مقتل 16 شخصاً، استخدموا التطبيق للتواصل».
لكن دوروف في المقابل قال، إن «السلطات الأمنية تريد التضييق على كل تطبيقات المراسلات تحت ذريعة مكافحة الإرهاب». بينما حذر ناشطون في المعارضة من أن المعركة القضائية مع «تلغرام» توجه رسائل تحذيرية إلى شبكات التواصل الاجتماعي، وكل تطبيقات المراسلات الأخرى. وكان لافتاً أن لجنة الرقابة على المصنفات التابعة للكرملين أوصت قبل يومين القائمين على تطبيقات المراسلات وشبكات التواصل باستخدام محركات روسية «وطنية»، وقالت إن استخدام التقنيات الأجنبية يزيد من فرص استخدامها من جانب «الإرهابيين».



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.