اتفاق أفغاني ـ باكستاني على قضايا رئيسية سعياً إلى سلام مع «طالبان»

مقتل قيادي في «داعش» بضربة جوية

الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس وزراء باكستان شهيد عباسي يستعرضان حرس الشرف في كابل أول من أمس قبل الاتفاق على قضايا رئيسية تتعلق بالسلام مع «طالبان» (رويترز)
الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس وزراء باكستان شهيد عباسي يستعرضان حرس الشرف في كابل أول من أمس قبل الاتفاق على قضايا رئيسية تتعلق بالسلام مع «طالبان» (رويترز)
TT

اتفاق أفغاني ـ باكستاني على قضايا رئيسية سعياً إلى سلام مع «طالبان»

الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس وزراء باكستان شهيد عباسي يستعرضان حرس الشرف في كابل أول من أمس قبل الاتفاق على قضايا رئيسية تتعلق بالسلام مع «طالبان» (رويترز)
الرئيس الأفغاني أشرف غني ورئيس وزراء باكستان شهيد عباسي يستعرضان حرس الشرف في كابل أول من أمس قبل الاتفاق على قضايا رئيسية تتعلق بالسلام مع «طالبان» (رويترز)

اتفق الرئيس الأفغاني محمد أشرف غني، ورئيس وزراء باكستان شهيد خاقان عباسي، على سبع قضايا رئيسية، متعلقة بخطة العمل الأفغانية الباكستانية سعياً للسلام مع طالبان، طبقاً لما ذكرته وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء أمس. وقالت وزارة الشؤون الخارجية الأفغانية إنه تم التوصل للاتفاق، خلال اجتماع بين زعيمي البلدين في كابل أمس، بهدف الانتهاء من الخطة بين الدولتين.
وطبقاً للوزارة، اتفق الزعيمان على أن باكستان ستدعم عملية سلام بقيادة أفغانية وستتخذ خطوات فعالة ضد المتشددين والدوائر التي تحاول فرض تهديد على أمن الدولتين. واتفق الزعيمان أيضاً على أنه لن يتم السماح لأي دولة ولا شبكة ولا جماعة ولا فرد باستخدام أراضي الدولتين، لتنفيذ أنشطة مدمّرة، وسيتم تشكيل آلية لتقييم وتنسيق والاتفاق على تنفيذ الاتفاق.
واتفق الزعيمان الأفغاني والباكستاني أيضاً على احترام المجال الجوي ووحدة أراضي كل من الدولتين، والامتناع عن إلقاء كل طرف اللوم على الآخر، من خلال تسوية القضايا والخلافات من خلال آلية للتعاون الثنائي، يتم تشكليها من خلال الخطة». وأضافت الوزارة أن زعيمي الدولتين اتفقا على أنه سيتم تشكيل مجموعات عمل للمساعدة في تنفيذ الخطة.
وقرر غني وعباسي أن يعدّ مستشارا الأمن القومي في البلدين خطة عمل مشتركة للسلام والمصالحة في أفغانستان، وفقاً لبيان صادر عن القصر الرئاسي الأفغاني. ونقل البيان عن غني قوله خلال الاجتماع مع عباسي: «اتفق الجانبان على أن يقوم مستشارا الأمن القومي بصياغة خطة عمل (مشتركة) بين أفغانستان وباكستان». ولم يذكر البيان ما ستكون عليه الخطة وكيف سيتم إقناع طالبان بالشروع في محادثات لإنهاء الحرب التي دخلت عامها السابع عشر. لكن كابل تدفع إسلام آباد لاستخدام نفوذها للتأثير على زعماء طالبان الذين يزعم أنهم في المناطق الحدودية الباكستانية لإقناعهم بفتح محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.
وتأتي هذه الزيارة، وهي أول زيارة يقوم بها رئيس وزراء باكستاني إلى أفغانستان منذ ثلاث سنوات، بعد أسابيع على دعوة مؤتمر دولي برعاية روسيا في مدينة طشقند الأوزبكية طالبان إلى التخلي عن العنف. وقال دبلوماسي باكستاني لوكالة الأنباء الألمانية: «نعتقد أن الأمور ستبدأ في التحرك إلى الأمام بعد هذا الاجتماع». وتتهم واشنطن إسلام آباد بتقديم الدعم لحركة طالبان المتشددة في قتالها ضد الحكومة الأفغانية، والقوات الدولية العاملة في البلاد، فيما ترفض إسلام آباد هذه الاتهامات.
يُذكَر أن أفغانستان تتهم باكستان بدعم حركة طالبان وشبكة حقاني اللتين تشنان هجمات في البلاد، وهو ما تنفيه إسلام آباد.
من جهة أخرى، قال مسؤولو أمن إن القوات الأفغانية قتلت قائداً بارزاً في تنظيم «داعش» خلال ضربة جوية، وذلك بعد عام من انشقاقه عن حركة طالبان وتأسيسه لموطئ قدم جديد للتنظيم المتشدد في البلاد.
وقال حنيف رضائي المتحدث باسم القوات الجوية في الجيش الوطني الأفغاني إن قاري حكمت قتل في ضربة لطائرة دون طيار بعد ظهر أول من أمس في منطقة درزاب التابعة لإقليم جوزجان في شمال أفغانستان.
وأضاف أن شخصا يدعى مولاي حبيب الرحمن اختير لخلافة حكمت داخل تنظيم «داعش» في شمال أفغانستان. وأسس «داعش» فرعاً لها في جوزجان العام الماضي بعد انشقاق حكمت عن طالبان وهو ما لفت نظر القوات الأميركية.
وأعلن التنظيم مسؤوليته عن هجمات انتحارية الشهر الماضي قرب مساجد للشيعة في هرات وكابل. وتقاتل حكومة أفغانستان، المدعومة من الغرب، وحركة طالبان، تنظيم «داعش».
إلى ذلك، ذكر مسؤولون محليون أن جنديين على الأقل من الجيش الوطني الأفغاني قتلا في هجوم شنته حركة طالبان على نقطة تفتيش بإقليم سار - إي - بول شمال أفغانستان، الليلة قبل الماضية، طبقا لما ذكرته قناة «تولو.نيوز» التلفزيونية الأفغانية أمس.
وقال محمد حنيف رضائي، أحد المتحدثين باسم فيلق «شاهين 209» العسكري بإقليم بلخ إن طالبان هاجمت نقطة تفتيش عسكرية في قرية بالغالي بإقليم سار - إي - بول وقتلت جنديين وأصابت ثلاثة آخرين.
وأضاف رضائي أن الهجوم استمر لأكثر من 30 دقيقة. وتابع أنه تم نقل الجنود الجرحى إلى مستشفى تابع لفيلق شاهين 209 العسكري، حيث إن حالتهم مستقرة. غير أن تقارير تشير إلى أن «طالبان» استولت على ثلاث دبابات، لكن رضائي نفى تلك المزاعم». وأضاف رضائي أنه بعد الاشتباك فرت «طالبان» من المنطقة.
ولم يصدر أي تعليق على الهجوم من جانب حركة طالبان التي تستهدف قوات الأمن والجيش الأفغاني.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.