تحالف «أمل» و«الوطني الحرّ» يخلط أوراق معركة البقاع الغربي

«المستقبل» و«الاشتراكي» يواجهان عودة {الوصاية السورية} للمنطقة

TT

تحالف «أمل» و«الوطني الحرّ» يخلط أوراق معركة البقاع الغربي

تحوّلت وضعية اللوائح الانتخابية في لبنان، إلى «بورصة سياسية» ترتفع أسهمها حيناً وتنخفض حيناً آخر، بفعل التحالفات التي تحصل في هذه الدائرة الانتخابية أو تلك، وتبدّل المزاج الشعبي الذي يتأثر إلى حدّ كبير بتلك المتغيرات، وهذا الواقع ينسحب على دائرة البقاع الغربي، التي شهدت خلط أوراق انتخابية، غداة انضمام «التيار الوطني الحرّ» وحركة «أمل» والوزير عبد الرحيم مراد في لائحة واحدة، بعدما قفزت «أمل» فوق خلافها مع «الوطني الحرّ» ورئيسه وزير الخارجية جبران باسيل، بسبب تصريحات الأخير المسيئة إلى رئيس مجلس النواب نبيه برّي.
هذا الواقع المستجد، دفع بتيار «المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي إلى إعادة تقييم وضع لائحتهما، وخوض معركتهما معاً وفق المعطيات الجديدة، حيث أكد مصدر في تيار «المستقبل» لـ«الشرق الأوسط»، أن «تشكيل لائحة البقاع الغربي بين قوى متخاصمة تكشف أننا أمام انتخابات انتفت معها المبادئ لحساب المصالح». ولفت إلى أن «تحالف التيار الحرّ مع (أمل) في البقاع الغربي له تفسير واحد، هو الاستماتة للحصول على مقعد نيابي إضافي، وإعادة نفوذ حلفاء النظام السوري إلى هذه المنطقة». وأكد المصدر أن «المستقبل مرتاح لتحالفه (مع الاشتراكي) ولم يكن ينظر على نتائج هذه الدائرة على أنها محسومة». وقال: «نحن لم نستهن بأحد، وعلى هذا الأساس اخترنا مرشحينا وتحالفاتنا».
رؤية تيّار «المستقبل» لمعركة البقاع الغربي لا تختلف عن نظرة الحزب الاشتراكي إليها، وقال مفوض الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس لـ«الشرق الأوسط»: «لا شك أن التبدّل الذي حصل على تشكيل اللائحة (مع المستقبل) في اللحظات الأخيرة عبر استبعاد النائب أنطوان سعد، أثر على قوتها وتماسكها بشكل أو بآخر»، وأضاف: «نحن نخوض المعركة بكل قوتنا مع مختلف مكوناتها، ولن نقبل بتسلل نواب يمثل بعضهم حقبة الوصاية، ونعول في هذا الإطار على وعي الناخبين وتحليهم بالمسؤولية الوطنية، كي تحظى المنطقة بالتمثيل السياسي والشعبي الصحيح».
وكانت علاقة رئيس الحكومة سعد الحريري برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، شهدت اضطرابات كبيرة، بسبب مقاربتهما المختلفة لمعالجة الملفات الحياتية، إلى أن طفح بها الكيل غداة استبعاد عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب أنطوان سعد عن لائحتهما في البقاع الغربي، قبل أن تعيد «خلوة الفينيسيا» التي جمعت الحريري وجنبلاط ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، بحضور الموفد السعودي نزار العلولا الأمور إلى طبيعتها.
وفي الحسابات الرقمية، لا يبدو أن التحالف الجديد أحدث تبدلات كبرى، وفق تقدير الباحث في الشركة «الدولية للمعلومات» والخبير الانتخابي محمد شمس الدين، الذي رجّح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون «الفارق بالأصوات بين اللائحتين ما بين سبعة إلى عشرة آلاف صوت لصالح لائحة المستقبل - الاشتراكي». لكنه لفت إلى أن «التوقعات ترجّح أن تكون المقاعد الستّة مناصفة بين اللائحتين». ودعا إلى «مراقبة أين سيذهب الفارق وأين ستصب الأصوات التفضيلية».
وكشف محمد شمس الدين أن «تيار المستقبل نجح في ضمّ المرشحين محمد القرعاوي (سنّي) وهنري شديد (ماروني) إلى لائحته، وهو ما يرجّح فوزهما مع المرشّح الدرزي (النائب وائل أبو فاعور)، مقابل القوة التمثيلية التي يتمتّع بها مرشحون في اللائحة الأخرى (8 آذار)، مثل ايلي الفرزلي (نائب رئيس مجلس النواب السابق)، ومحمد نصرالله (شيعي تابع لحركة أمل) وعبد الرحيم مراد (سنّي)، لكن العملية الانتخابية دائماً ما تنطوي على مفاجآت في ظلّ هذا القانون». وعمّا إذا كان خلاف «المستقبل» - «الاشتراكي» الناجم عن استبعاد النائب أنطوان سعد عن اللائحة، سيترك آثاره على علاقة الطرفين بعد الانتخابات، ذكّر رامي الريّس بالعلاقة التاريخية التي تربط الطرفين. وقال: «هذه العلاقة مرت بمراحل نضالية مشتركة ولو أن هناك تباينات ظرفية تشوبها من حين لآخر». وأضاف: «هذا لا يلغي الاستياء الذي نعيشه في هذه اللحظة بسبب طريقة إدارة الملف الانتخابي، ولا طريقة تعاطي الحلفاء مع بعضهم البعض»، مؤكداً أن هذا الأمر «يستوجب نقاشاً صريحاً وعميقاً، لإعادة تأسيس العلاقة وفق قواعد الاحترام المتبادل».
وتوقّع الخبير الانتخابي محمد شمس الدين، أن «لا تؤثر التوترات التي شابت علاقة (المستقبل) – (الاشتراكي) على وضعيتهما»، معتبراً أن «مثل هذا الخلاف الشكلي يمكن للطرفين أن يتجاوزاه قبيل الانتخابات، طالما أنهما يخوضان معركة واحدة».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.