شهدت مصر أمس، حالة من الاستنفار الأمني القصوى في العاصمة القاهرة وجميع المحافظات. وقال مصدر أمني إن «حالة الاستنفار المعلنة قبل نحو أسبوع داخل كل قطاعات ومديريات الأمن، تأتي لتأمين احتفالات المسيحيين بعيد الفصح، خشية وقوع تفجيرات إرهابية تعكر من صفو الاحتفالات».
وكثفت قوات الأمن بمحيط الكنائس والمطرانيات من وجودها، تزامنا مع الاحتفال بعيد الفصح، ومشطت محيط الكنائس، مع زيادة توافد الأقباط عليها، لممارسة طقوس الصلوات الخاصة بأسبوع الآلام. ويقام قداس عيد الفصح مساء اليوم (السبت)، قبل ساعات من الاحتفال بالعيد (الأحد).
وترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمس، قداس «جمعة الآلام» وذلك بدير الأنبا بيشوي بوادي النطرون جنوب القاهرة، حيث صلى البابا بحضور رهبان الدير وعدد من الآباء الأساقفة... ويتذكر الأقباط ما يعرف باسم «الجمعة العظيمة» وهي الجمعة التي تسبق عيد الفصح، وتبدأ الصلوات في هذا اليوم من السادسة صباحا ودون توقف.
وكانت احتفالات «عيد الفصح» العام الماضي، قد شهدت أسوأ اعتداءات ضد الأقباط منذ سنوات، عقب وقوع اعتداءين داميين استهدفا كنيسة «مار جرجس» في مدينة طنطا الواقعة في وسط دلتا النيل، والكنيسة المرقسية في الإسكندرية، وأسفرا عن مقتل ما لا يقل عن 45 شخصا وإصابة 112 بجروح. وتبنى تنظيم داعش الإرهابي الهجوميين، كما تبنى تفجير كنيسة ملحقة بكاتدرائية الأقباط الأرثوذكس في القاهرة في ديسمبر (كانون الأول) 2016، أوقع 28 قتيلا. أعقبه نشر فيديو هدد فيه باستهداف المسيحيين.
وشهدت محافظات مصر أمس نشاطا مروريا من مديري الأمن والقيادات الأمنية لتفقد القوات والخدمات الأمنية، لتأمين دور العبادة والمنشآت الحيوية والمهمة، والمواقع الشرطية بنطاق مديريات الأمن والأقوال والارتكازات ونقاط التفتيش الأمنية والمرورية، للتأكد من انتظام الخدمات وتنفيذ الخطط الأمنية والاطمئنان على حالة الاستنفار الأمني والتأهب، حيث تم التشديد على القوات باتخاذ جميع التدابير الاحترازية التي من شأنها حفظ الأمن في ربوع البلاد، ومُلاحقة العناصر الإرهابية، خاصة في ظل الحرب الشرسة التي تخوضها قوات الشرطة بالتنسيق مع رجال القوات المسلحة لاقتلاع جذور الإرهاب.
وانطلقت عملية عسكرية واسعة في التاسع من فبراير (شباط) الماضي بمشاركة تشكيلات متنوعة من قوات الجيش والشرطة ضد «العناصر الإرهابية» في شبه جزيرة سيناء، خاصة تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي بايع «داعش» الإرهابي عام 2014 وغيّر اسمه إلى «ولاية سيناء».
وقالت مصادر كنسية أمس، إن «إجراءات تأمين الكنائس تعكس حذرا فقط حتى يشعر المصلون من الأقباط في الكنيسة بالأمان خلال احتفالات العيد»، لافتة إلى أن «فرق كشافة الكنائس سوف تواصل دورها المعتاد في تنظيم وتأمين دخول المصلين للكنائس ومساعدة أفراد الشرطة المصرية».
من جهته، أوضح المصدر الأمني نفسه، أن «إجراءات تأمين الكنائس شملت نشر بوابات إلكترونية على مداخل الكنائس، وتعاملا دقيقا في عمليات تفتيش الحقائب والمتعلقات الخاصة بالزوار».
مضيفا أن «اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، شدد على اليقظة وتكثيف الوجود الأمني بالأكمنة والدوريات الشرطية على كل الطرق، كما ستقوم وحدات الانتشار السريع بالمرور داخل شوارع المدن، وتعزيز الأكمنة بقوات إضافية، كما ستقوم سيارات النجدة بدور الربط بين أقسام الشرطة، وغرفة العمليات المركزية بالوزارة وغرف العمليات بالمحافظات، للانتقال الفوري إلى مصادر البلاغات».
ويشكل الأقباط قرابة 10 في المائة من عدد السكان بمصر... وتعرض الأقباط لعدة اعتداءات في السنوات الأخيرة، كان آخرها مقتل 7 في هجوم إرهابي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي أمام كنيسة بحلوان جنوب القاهرة.
استنفار أمني بمصر خشية أعمال إرهابية تُعكر صفو احتفالات المسيحيين بالفصح
تعزيزات في محيط الكنائس... ومُلاحقات للعناصر المتطرفة
استنفار أمني بمصر خشية أعمال إرهابية تُعكر صفو احتفالات المسيحيين بالفصح
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة