الحمد الله: لن نعود إلى غزة إلا وبين أيدينا كل الصلاحيات

رئيس الوزراء الفلسطيني طالب بتسليم كل المسؤوليات دفعة واحدة وبلا اشتراطات

TT

الحمد الله: لن نعود إلى غزة إلا وبين أيدينا كل الصلاحيات

طالب أمس رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله مجددا بتسليم كل المسؤوليات في قطاع غزة إلى حكومته دفعة واحدة، وبلا تأخير أو اشتراطات.
وقال الحمد الله: «لن نعود إلى قطاع غزة إلا وبين أيدينا جميع الصلاحيات، التي تؤهلنا للعمل فيه بكفاءة وشفافية ونزاهة، دون انتكاسات أو عودة إلى الوراء». مشددا على وجوب التخلص من الانقسام، الذي قال إنه «سيظل عاملا يضعف المشروع الوطني ويهدده».
وجاءت رسالة الحمد الله حول عدم استعداده وحكومته للعودة إلى القطاع إلا بتسلمه كاملا، في وقت تعمل فيه مصر على نزع فتيل الأزمة الكبيرة، التي اندلعت في قطاع غزة بعد محاولة اغتيال الحمد الله في غزة الشهر الماضي.
واتهم عباس حركة حماس بمحاولة اغتيال الحمد الله، وتوعد غزة بإجراءات مالية وقانونية، لكن «حماس» رفضت الاتهامات، وألمحت إلى تورط جهات أمنية في المحاولة، فيما طلبت مصر من الطرفين تهدئة التوترات وإعطاءها فرصة.
وفي غضون ذلك، تسربت معلومات حول توصل مصر إلى اتفاق مع «حماس» يتضمن تسليم القطاع، مع إقامة لجنة وطنية للتأكد من عدم استخدام سلاح الفصائل ضد السلطة.
ويزيد تصريح الحمد الله من الضغط على «حماس»، التي تطالب بإلغاء إجراءات عقابية أخذها عباس سابقا ضد غزة، تضمنت وقف رواتب وتخفيضها، وإحالات إلى التقاعد، ووقف دعم وقود محطة الكهرباء، بالإضافة إلى وقف بعض الإعفاءات الضريبية.
ومن جهتها، طالبت حركة حماس الرئيس عباس بضرورة وقف إجراءاته العقابية قبل أي شيء، معتبرة أن هذا أقل خطوة ممكن أن يتخذها عباس لتقدير تضحيات أهالي غزة بعد الأحداث الأخيرة على الحدود. وقالت بهذا الخصوص: «شعبنا الفلسطيني بأمسّ الحاجة إلى قيادة قوية حكيمة، أمينة عليه، تدافع عنه وتحترم تضحياته، وتحقق طموحاته».
وبعد أن قتلت إسرائيل 17 فلسطينيا في غزة الأسبوع الماضي، خف التركيز على الخلاف المحتدم بين السلطة و«حماس»، لكن سكان غزة يخشون على الرغم من ذلك من إجراءات أخرى، سيتخذها عباس إذا لم تتسلم السلطة القطاع. وقد تعززت هذه المخاوف مع إطلاق تصريحات من الطرفين حول تجميد المصالحة، وهو ما ترافق مع خروج الوفد الأمني المصري من القطاع، الذي كان مكلفا متابعة تنفيذ اتفاق القاهرة الأخير، الذي وقعه الطرفان في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وتعمل مصر على عدم تأزم الأمر أكثر، ولذلك تكثف تحركاتها من أجل التوصل إلى اتفاق، يسمح بعودة السلطة بشكل كامل لقطاع غزة قبل طرح الإدارة الأميركية خطة السلام المعروفة بصفقة القرن. كما تريد مصر طي صفحة الانقسام الفلسطيني، بما يسمح بعد ذلك بالتفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
وأكدت مصادر مطلعة أن هذا التوجه كان مثار نقاش بين رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى مسألة الجهود المتعلقة بإدخال تعديلات على صفقة القرن كي تصبح واقعية ومقبولة.
ويحتاج الحل في غزة إلى موافقة ثلاثة أطراف، هي السلطة وحماس وإسرائيل كذلك، وهو ما يفسر لقاء اللواء كامل مع رئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلي نداف أرغمان في تل أبيب بعد لقائه بالرئيس عباس.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مصر تضغط في هذا الوقت على «حماس» بهدف منعها من أي إعلانات من شأنها توتير الوضع أكثر، مثل اتهام جهات في السلطة بمحاولة اغتيال الحمد الله.
وكانت «حماس» تتجه لمثل هذا الإعلان، لكنها اكتفت تحت الضغوط بتلميحات حول جهات، لم تحددها من خارج غزة، باستغلال جهات متشددة وتوجيها في غزة.
وتطارد «حماس» مطلوبين آخرين لها في محاولة الاغتيال، بعدما قتلت المشتبه الرئيسي واعتقلت آخرين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.