تونس: تأكيد مشاركة 2074 قائمة في الانتخابات البلدية المقبلة

تابع تونس

TT

تونس: تأكيد مشاركة 2074 قائمة في الانتخابات البلدية المقبلة

أعلن محمد التليلي المنصري، رئيس الهيئة التونسية العليا المستقلة للانتخابات، أمس خلال مؤتمر صحافي مشاركة 2074 قائمة في الانتخابات البلدية، المزمع إجراؤها في السادس من مايو (أيار) المقبل، وهو العدد النهائي للقوائم الحاصلة على ترخيص قانوني للمشاركة في انتخابات الحكم المحلي، التي تجرى لأول مرة بعد ثورة 2011.
وأوضح المنصري أن المحكمة الإدارية، التي تنظر في الخلافات القانونية بين القوائم المرشحة للانتخابات، أعلنت منذ الاثنين الماضي انتهاء النظر في الطعون المقدمة إليها، وأصدرت أحكامها الباتة والنهائية، وهو ما مكن الهيئة من الإعلان بصفة نهائية أيضا عن القوائم المشاركة في الانتخابات.
وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قد أعلنت خلال شهر مارس (آذار) الماضي، أن عدد القوائم، التي تم قبولها لخوض الانتخابات البلدية بلغ 2068 قائمة، فيما تم رفض 106 قوائم، وهو ما يعني العودة لقبول ست قوائم انتخابية بعد استيفائها الإجراءات القانونية.
ومن المنتظر مشاركة أكثر من 53 ألف مرشح لخوض الانتخابات البلدية المقبلة، وسيتعين على الناخبين انتخاب نحو 7043 عضوا في مجالس الحكم المحلي.
وفي هذا الشأن، قال عادل البرينصي، عضو الهيئة العليا للانتخابات، لـ«الشرق الأوسط» إن الانتهاء من الإجراءات سيفتح الباب أمام المرحلة المقبلة للعملية الانتخابية المتمثلة في بدء الحملة الانتخابية، التي ستنطلق بصفة رسمية في 14 أبريل (نيسان) الحالي، على أن تتواصل إلى غاية الرابع من مايو المقبل.
وتوقع البرينصي أن تترجم هذه الحملة مدى انخراط التونسيين في الشأن العام، وإعطاء مؤشرات مهمة حول مدى عزوف المواطنين عن الانخراط في التحضير للانتخابات.
ومن المنتظر خلال هذه الانتخابات أن يدلي أكثر من 36 ألفا من عناصر الأمن والجيش بأصواتهم لأول مرة في 29 من أبريل، علما بأن هيئة الانتخابات طالبت بعدم لجوئهم لصناديق الاقتراع للحفاظ على حيادهم، في ظل تواصل التهديدات الإرهابية، علاوة على عدم نشر قوائم الأمنيين والعسكريين في السجلات الانتخابية. وقد خصص لهم 350 359 مكتب اقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية، على أن تكون عملية فرز الأصوات مع بقية الناخبين التونسيين.
وعلى صعيد متصل بالانتخابات البلدية، أقر البرلمان حق البلديات (السلطة المحلية) في تنظيم الاستفتاء حول إعداد برامج التنمية والتهيئة الترابية، وذلك بموافقة أغلبية ثلثي أعضاء المجلس البلدي.
ومكن قانون الجماعات المحلية الجديد 10 في المائة من الناخبين المحليين من حق المبادرة باقتراح تنظيم الاستفتاء. علما بأن الفصل 31 من قانون الجماعات المحلية كان محل خلافات حادة بين أعضاء البرلمان.
وإضافة لهذا الفصل الذي حسم الخلاف حوله، فإن مسألة التفرغ لرئاسة المجلس البلدي من عدمه، تم تأجيل مناقشته إلى نهاية أشغال البرلمان حول قانون الجماعات المحلية، وهو موضوع مثل منذ البداية محور خلاف حاد بين مختلف الأحزاب الممثلة في البرلمان التونسي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».