«الشيوعي» السوداني يتوقع إطلاق معتقليه بعد لقاء نادر مع مدير المخابرات

TT

«الشيوعي» السوداني يتوقع إطلاق معتقليه بعد لقاء نادر مع مدير المخابرات

في سابقة نادرة، كشف الحزب الشيوعي السوداني المعارض، عن لقاء جمع بين بعض قادته المعتقلين، مع رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح عبد الله (قوش) بمباني الجهاز بالخرطوم.
وبحسب بيان صادر عن المكتب السياسي للحزب الشيوعي أمس، فإن عضو اللجنة المركزية للحزب صديق يوسف، تلقى دعوة من مدير جهاز الأمن والمخابرات، وهناك وجد عنده السكرتير العام للحزب محمد مختار الخطيب، والقياديين الحارث أحمد التوم، صدقي كبلّو، صالح محمود، علي الكنين، المعتقلين لدى الجهاز، بعضهم منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي.
وذكر البيان الذي حصلت عليه «الشرق الأوسط» أمس، أن قوش قدم لهم رؤى جهاز الأمن الجديدة، وعزمه على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين كافة، استهلالاً لعهد جديد، تتاح فيه الفرصة للجميع للمشاركة في حل أزمة الوطن. وقال البيان إن «قوش» جدد على مسامعهم المواقف الجديدة المعلنة من قبل نظام الحكم، والمتمثلة في محاربة الفساد ومكافحة الأنشطة التخريبية للاقتصاد الوطني، وأعلن موقفه الشخصي بأنه «ضد الاعتقالات»، ودعوته للحوار. وتوقع بيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي، وفقاً لما دار بينه في اللقاء، إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في غضون 48 ساعة، بما فيهم معتقلو الحزب.
وقال البيان إن قادة الحزب أكدوا «أهمية وضرورة توفير الحريات السياسية، وتوفير المناخ الديمقراطي والممارسة الديمقراطية»، باعتباره المدخل السليم لبداية حل مشكلات المواطن. وأعلن الحزب تمسكه بـ«شعار إسقاط النظام» باعتباره ممارسة ديمقراطية وحقا مكفولا بحسب الأعراف والقوانين والدستور وميثاق الأمم المتحدة. وتابع: «دعوة إسقاط النظام عن طريق النضال السلمي، أتت بعد أن سد النظام الطريق أمام ممارسة ديمقراطية عبر صناديق الاقتراع»، وأضاف: «اختار الحزب الشيوعي طرح إسقاط النظام عبر الوسائل السلمية، والحزب ضد انتهاج العنف».
يشار إلى أن مدير جهاز الأمن السوداني الحالي، وجد عند إعادة تعيينه في المنصب للمرة الثانية، عشرات المعتقلين السياسيين داخل المعتقلات، ومن بينهم سكرتير الحزب الشيوعي، وقادة أحزاب أخرى، وعدد آخر من المعارضين والنشطاء السياسيين والمدنيين، ألقي القبض على معظمهم لمشاركتهم في الاحتجاجات الشعبية ضد الغلاء وارتفاع أسعار الخبز والسلع الرئيسية منذ منتصف فبراير الماضي.
من جهة ثانية، استنكر تحالف المعارضة السودانية الإجراءات الجنائية والبلاغ الذي دونته نيابة أمن الدولة، ضد رئيس حزب الأمة القومي الصادق المهدي وآخرين، واعتبرها نكوصاً عن واجبات النظام تجاه مواطنيه، وملاحقة كيدية لقادة المعارضة الهدف منها تقييد العمل السياسي.
وبعد ساعات من صدور توجيه من الرئيس عمر البشير، باتخاذ إجراءات قانونية ضد الأحزاب المتحالفة مع الحركات المتمردة المسلحة، دونت نيابة أمن الدولة الثلاثاء بلاغات جنائية تحت مواد تصل عقوبة بعضها السجن المؤبد والإعدام، ضد رئيس تحالف المعارضة المعروف بـ«نداء السودان» الصادق المهدي وآخرين، تحت ذريعة تعاملهم وتنسيقهم مع الحركات المتمردة المسلحة لإسقاط النظام. ووجه وكيل النيابة العليا السودانية بفتح بلاغات تحت المواد (21 – 25 – 26 – 50 – 51 – 53 – 63 - 66) من القانون الجنائي، والمادتين (5 - 6) من قانون مكافحة الإرهاب، وذلك لتوقيعه بصفته رئيساً لحزب الأمة القومي مع الحركات المسلحة على «إعلان دستوري»، أعلنوا فيه العمل المشترك لإسقاط النظام وتحريض المواطنين على التمرد والعصيان، وإثارة الفوضى والبلبلة.
واعتبر الأمين العام لتحالف «نداء السودان» مني أركو مناوي في بيان أمس، الإجراءات التي اتخذت ضد المهدي وآخرين من قادة تحالف المعارضة، تنصلاً من واجبات النظام تجاه وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، وتقييداً للعمل السياسي وملاحقة القادة والنشطاء واتخاذهم رهائن، وتخلياً عن التزامه بقرارات الاتحاد الأفريقي بشأن النزاعات في السودان..
وشغل المهدي منصب رئيس الوزراء لمرتين، كان آخرها إسقاط حكومته بانقلاب الإسلاميين بقيادة عمر البشير في 1989. ولذلك درج على إطلاق صفة «رئيس الوزراء الشرعي» على نفسه.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.