هل تعيد الـ«23 دقيقة» الاتحاد إلى واجهة آسيا؟

الفريق يطمح للفوز باللقب التاسع لكأس الملك

جانب من مواجهة فريق الاتحاد والباطن في نصف نهائي كأس الملك («الشرق الأوسط»)

جدد نادي الاتحاد أماله في خطف بطاقة المشاركة بدوري أبطال آسيا في النسخة المقبلة، بعد تأهله لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، بعد تجاوزه الباطن في نصف النهائي، وصعوده لمواجهة الفيصلي في النهائي.
وأعاد لاعبو الاتحاد الأفراح لمدرجهم بعد طول غياب جراء تذبذب مستويات الفريق في المباريات، وخروجه من المنافسة على لقب الدوري السعودي للمحترفين، حيث كسا اللون الأصفر مدينة جدة الساحلية غرب السعودية، بعد إعلان الفريق طرفاً في نهائي أغلى البطولات للموسم الرياضي، وسط تطلعات اتحادية لقدرة الفريق على تحقيق اللقب الغائب عن خزينة النادي طوال الـ5 سنوات الماضية.
واستطاع العميد، كما يحب أنصاره تسميته، بلوغ نهائي البطولة الأغلى للموسم الرياضي للمرة الثالثة عشرة، بينما استطاع تحقيق اللقب 8 مرات من 12 مباراة نهائية خاضها الفريق، فيما تأهل الاتحاد إلى نهائي كأس الملك بمسمّاه الجديد (بداية من 2008) للمرة السادسة، وشارك في 23 بطولة، وكان آخر لقب حققه في 2013.
وكسر الاتحاد الحظ العاثر الذي لازمه في الدور نصف النهائي خلال السنوات الماضية، حيث خسر 3 مرات في آخر 3 مناسبات تأهل فيها إلى النهائي، قبل مباراة أمس.
وكان الاتحاد صعد لنهائي أغلى البطولات بعد فوزه على الكوكب 3 - 1 في دور الـ32 قبل تغلبه على الاتفاق 2 - 1 في دور الـ16 وأقصى الشباب من البطولة بـ3 - 1 في دور الثمانية، وفوزه العريض على الباطن 6 - 2 في نصف النهائي.
وتمكن التشيلي لويس سييرا مدرب الاتحاد من النجاح في مهمة صنفها البعض بالأصعب بعد قيادته الفريق إلى نهائي أغلى البطولات السعودية، رغم قرار الحرمان الذي طال النادي بمنع قيد لاعبين محترفين لفترتي تسجيل «صيفية وشتوية»، وقرار اتحاد الكرة في الميركاتو الشتوي بالسماح للأندية بالاستعانة بـ7 لاعبين محترفين، مبقية على حظوظ منافسة الفريق لحصد اللقب الأغلى، وخطف بطاقة المشاركة بدوري أبطال آسيا في نسخته المقبلة.
وشهدت مواجهة الاتحاد والباطن عدة مكاسب للفريق الأصفر، منها عودة المهاجم الاتحادي عبد الرحمن الغامدي للتهديف منذ ابتعاده عن هز الشباك ما يقارب العامين، حيث استطاع تسجيل ثنائية في شباك الباطن مكرراً ما فعله أمام الخليج موسم 2015 - 2016.
كما شهدت المواجهة عودة فريق الاتحاد للمشهد كمرشح لخطف لقب البطولة الأغلى بتحقيق كأس الملك، بعد أن تكفل اللاعبون بتسجيل 5 أهداف في مدة لم تتجاوز 23 دقيقة، كانت كفيلة بقلب تأخر الفريق بالنتيجة لفوز عريض. ويتطلع عشاق النادي لتكرار اللاعبين لسيناريو الدقائق «23» أمام الفيصلي بتسجيل الخماسية، وانتهاء المواجهة لصالح فريقهم.
واستطاع الاتحاد اكتساح منافسه الباطن بنتيجة 6 - 2، والتأهل كطرف ثانٍ لمواجهة النهائي، رغم تأخره بهدف سجله لاعب الباطن البرازيلي جليهمي بعد دقيقتين من انطلاقة الشوط الأول، ليدرك التشيلي كارلوس فيلانويفا لاعب الاتحاد التعادل بعدها بثلاث دقائق، ليعود المستضيف للتقدم مجدداً في المباراة عن طريق البرازيلي جوناثان بينتيس في الدقيقة 62، قبل أن يعيد المهاجم عبد الرحمن الغامدي فريقه للمنافسة مجدداً بتسجيل هدف التعادل في الدقيقة الـ68، ليعود الغامدي بعد مرور أربع دقائق لتعزيز تفوق فريقه بهدف ثالث.
وأضاف التونسي أحمد العكايشي الهدف الرابع للاتحاد في الدقيقة 77، التي شهدت فرحة عامرة للاعب في تعبير واضح عن حالة الضغط التي عاشها طيلة الفترة الماضية، بسبب كثرة إهداره للفرص، وتسجيله هدفين فقط خلال الأشهر الثلاثة الأولى من 2018.
واستعان الحكم بنظام حكم الفيديو ليحتسب ركلة جزاء للمصري محمود عبد المنعم (كهربا) نفذها لاعب الاتحاد فيلانويفا، ليسكنها شباك الباطن عند الدقيقة الـ88، ليضيف عبد العزيز العرياني السداسية في الوقت بدل الضائع.
بدوره أشاد لويس سييرا، المدير الفني لفريق الاتحاد بلاعبيه بعد الفوز، مشيراً إلى أن الهدف الأول الذي ولج مرمى فريقه كان حادثاً عارضاً، وأن ردة فعل اللاعبين جاءت جيدة بعد التعادل في صناعة العديد من الفرص للتسجيل، منوهاً بأن المباراة شهدت تنافساً شديداً بين الفريقين.
وأضاف: «في الشوط الثاني استقبلنا هدفاً آخر، ولكن ردة فعلنا كانت هذه المرة ممتازة للغاية وأفضل من الأولى، ولحسن الحظ جميع الفرص التي سنحت لنا توجت كأهداف»، وزاد: «حققنا نتيجة ممتازة ولكنها لم تعكس مجريات المواجهة، وفي النهاية نشعر بسعادة بالغة، وسعداء جداً بالفوز والأداء»، مضيفاً: «استعدنا لاعبين كثراً وعناصرنا الأساسية كانت موجودة بشكل مميز». مختتماً تصريحاته بتقديم الشكر للجماهير وتهنئتهم بتحقيق الفوز والتأهل.
إلى ذلك، أهدى كارلوس فيلانويفا محترف فريق الاتحاد الفوز لجماهير ناديه، معرباً عن سعادته الكبيرة بوصول الفريق إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، مضيفاً: «سعيد لأنني أساهم في خدمة الفريق بصناعة الأهداف والتسجيل، وسعيد لأصدقائي اللاعبين وللمدرب والجماهير»، مشيراً إلى أن «النهائي مباراة واحدة فقط، وسوف نبذل كل جهدنا لتحقيق اللقب من أجل إسعاد الجماهير».
وحول مواجهة الفيصلي في نهائي كأس الملك، قال التشيلي فيلانويفا: «الفيصلي فريق قوي للغاية، ولم يصل للنهائي بالحظ، إنه يمتلك لاعبين مميزين نجحوا في التغلب على فريق كبير مثل الأهلي»، وأضاف: «لم نستطع التغلب على الفيصلي هذا الموسم، وسنسعى لهزيمتهم في النهائي، وسوف نجهز أنفسنا بشكل جيد جداً».
من جانبه، أكد أحمد عسيري مدافع الاتحاد أن فريقه كبير، ورده دائماً يكون قوياً في الملعب، وذلك رداً على التصريحات التي أطلقها أحد شرفي نادي الباطن بأن فريقه سيحقق نتيجة تاريخية أمام الاتحاد، مشيراً عسيري إلى أن النتيجة كانت لصالح «العميد».
وأضاف عسيري: «سعيد بتحقيق الفوز، ومنذ زمن لم يفرح جمهور الاتحاد بهذا الشكل، لذا نهديه هذا الفوز الذي يستحقه»، متابعاً: «الشيء المميز أننا نجحنا في معادلة النتيجة مرتين بشكل سريع، وسجلنا 4 أهداف أخرى، والظروف التي سبقت المباراة كانت صعبة، لكن تألق الاتحاد دائماً ما يولد من رحم المعاناة».
يذكر أن الاتحاد حقق انتصاره الخامس أول من أمس على الباطن في 6 مواجهات جمعت الفريقين، مقابل خسارة واحدة، كانت في الدور الأول من الدوري الموسم الحالي 1 - 3، كما يعود الفوز الأكبر إلى نصف نهائي كأس الملك، منذ فوز الفريق نفسه، على الفتح بنتيجة 6 - 0 (2 - 0 ذهاباً و4 - 0 إياباً) في هذا الدور، عام 2013. ولأول مرة يسجل فريق 6 أهداف في مرمى الباطن، سواء داخل أو خارج أرضه، منذ صعود الفريق إلى الأضواء في صيف 2016.