بكين تبرر رسومها الانتقامية بـ«تعويض الخسائر»... وواشنطن تتهمها بـ«تشويه الأسواق»

بكين تبرر رسومها الانتقامية بـ«تعويض الخسائر»... وواشنطن تتهمها بـ«تشويه الأسواق»
TT

بكين تبرر رسومها الانتقامية بـ«تعويض الخسائر»... وواشنطن تتهمها بـ«تشويه الأسواق»

بكين تبرر رسومها الانتقامية بـ«تعويض الخسائر»... وواشنطن تتهمها بـ«تشويه الأسواق»

قالت وزارة الخارجية الصينية أمس الثلاثاء إن بكين فرضت تعريفات جمركية على 128 مُنتجا أميركيا من النبيذ حتى البرتقال، من أجل «تعويض الخسائر» التي سببتها الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على منتجات صينية، ولحماية المصالح الوطنية الصينية.. فيما اتهمت واشنطن بكين بأنها تتسبب في «تشويه الأسواق العالمية» بدلا من العمل على تصحيح الأوضاع.
وفرضت بكين بدءا من الاثنين 2 أبريل (نيسان) تعريفات جمركية إضافية، بنسبة 15 في المائة على 120 منتجا، و25 في المائة على 8 منتجات أميركية، تمثل وارداتها نحو 3 مليارات دولار، وذلك ردا على رسوم جديدة فرضتها الولايات المتحدة على واردات الألومنيوم والصلب. وتم إعفاء المنتجين الأميركيين وكندا وكوريا الجنوبية من دفع رسوم الألومنيوم والصلب، ولكن لم يشمل الإعفاء الصين؛ وهي مورد صغير نسبيا للولايات المتحدة.
وتعتبر التعريفات الصينية إلى حد كبير متواضعة في حجمها. ويُنظر إلى هذه التعريفات على أنها «طلقة تحذير» للإدارة الأميركية التي ستكشف النقاب هذا الأسبوع عن قائمة من واردات التكنولوجيا الصينية المتطورة التي تعتزم الولايات المتحدة فرض رسوم عليها. وقال وانغ هيلو، الباحث في مركز أبحاث وزارة التجارة الصينية في تعليق لصحيفة الشعب الرسمية الصينية: «الصين لا تحب الحروب التجارية، ولكن بوقوفها إلى جانب العدل ليس أمامها خيار سوى الدخول في حرب لإنهاء حرب».
وأبدت الصناعة الأميركية مخاوفها من احتمال أن ترد الصين بشكل أكبر بفرض رسوم عقابية على منتجات رئيسية، مثل الطائرات وفول الصويا والسيارات. وقالت الصين مرارا إنها لا تخشى دخول حرب تجارية مع الولايات المتحدة، ولكنها حثت أيضا واشنطن على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وحل خلافاتهما التجارية.
وفيما يعد الرد الأول من نوعه على الخطوة الصينية، اتهم البيت الأبيض الصين، يوم الاثنين، بـ«تشويه الأسواق العالمية» بعد تفعيل الرسوم الجمركية. وقالت لينزي والترز نائبة المتحدث باسم البيت الأبيض في بيان نقلته وسائل إعلام أميركية: «بدلا من استهداف الصادرات الأميركية التي يتم تداولها بشكل عادل، يتعين على الصين أن توقف ممارساتها التجارية غير العادلة التي تضر بالأمن القومي الأميركي وتشوه الأسواق العالمية».
من جانبه، قال بيتر نافارو المستشار التجاري للبيت الأبيض يوم الاثنين إنه لا يرى أن فرض كل من الولايات المتحدة والصين تعريفات جمركية على الطرف الآخر في رد انتقامي متبادل، يعد تصعيد للتوترات التجارية.
وسئل نافارو في قناة «سي إن بي سي» عن الإجراء الذي يجب أن تتخذه الولايات المتحدة للرد على فرض الصين تعريفات جمركية، فقال: «لا أعتقد أنه سيكون ردا مقابل رد.. يجب ألا تسير الأمور على هذا النحو، فهذا لن يؤدي إلا إلى دوامة من التصعيد». وقال نافارو إن الرئيس دونالد ترمب ملتزم بشكل قاطع بمنهج عمل سيوفر مناخا تجاريا عادلا بين البلدين.
وعقب إعلان الصين عن خطوتها الانتقامية، نزل الدولار أمس الثلاثاء نتيجة المخاوف من التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين رغم استقرار أسواق العملة إلى حد بعيد وتجاهلها للتأثير المحتمل للنزاع على النمو العالمي.
وهبط الدولار مقابل الين، الذي يستفيد عادة من أوقات الضبابية الاقتصادية، لليوم الثالث على التوالي، لكن التراجع توقف أمس إذ تخلى المستثمرون عن العملة اليابانية.
ونزل الين 0.2 في المائة إلى 106.075 مقابل الدولار. وانخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات، بنسبة 0.2 في المائة إلى 89.13، بينما ارتفع اليورو 0.2 في المائة إلى 1.2324 دولار.
وحافظ اليورو على مكاسبه حتى بعد أن أظهر مسح أن نشاط قطاع الصناعات التحويلية في إيطاليا لا يزال قويا نسبيا لكنه تباطأ بشدة في مارس (آذار) للشهر الثاني على التوالي.
أما العملات العالية العائد مثل الدولارات الكندية والنيوزيلندية والأسترالية فارتفعت جميعا مقابل الدولار، بما يشير إلى أن السوق ليست قلقة كثيرا في الوقت الحالي من أن يقوض النزاع التجاري النمو الاقتصادي العالمي. وارتفع الدولار الأسترالي 0.5 في المائة إلى 0.7695 دولار أميركي، بعدما سجل الأسبوع الماضي أدنى مستوى له في ثلاثة أشهر عند 0.7643 دولار أميركيا.
من جانبها، استهلت الأسهم الأميركية تعاملات الأسبوع الحالي بتراجع كبير، في ختام تعاملات يوم الاثنين، بعد عودة أسواق المال إلى العمل في أعقاب عطلة نهاية الأسبوع الطويلة التي بدأت يوم الجمعة الماضي.. وذلك مع تخلي المستثمرين عن أسهم التكنولوجيا وتجدد مخاوف الحرب التجارية، فيما تحسنت المؤشرات قليلا مع افتتاح تعاملات الثلاثاء.
وأظهرت كل الأسهم الرئيسية تحركات ملحوظة نحو التراجع يوم الاثنين، حيث تراجع مؤشر «ناسداك» لأسهم التكنولوجيا ومؤشر «إس آند بي 500» الأوسع نطاقا إلى أقل مستوياتهما منذ حوالي شهرين. وتراجع مؤشر داو جونز الصناعي القياسي بواقع 458.92 نقطة، أي بنسبة 1.9 في المائة، إلى 23644.19 نقطة، في حين تراجع مؤشر إس آند بي 500 الأوسع نطاقا بواقع 58.99 نقطة، أي بنسبة 2.2 في المائة، إلى 2581.88 نقطة. وتراجع مؤشر ناسداك المجمع بواقع 193.33 نقطة، أي بنسبة 2.7 في المائة، إلى 6870.12 نقطة.
وإثر الهبوط الأميركي، هبطت الأسهم الآسيوية ثم الأوروبية أمس الثلاثاء مع دخول الربع الثاني من العام، في ظل مناخ تشوبه التوترات التجارية وتصاعد الضغوط على شركات التكنولوجيا الكبرى.
وهبط المؤشر «ستوكس 600» الأوروبي واحدا في المائة، بينما انخفض المؤشر «داكس» الألماني 1.4 في المائة، وتصدرت الأسهم الصناعية والمالية وأسهم الرعاية الصحية قائمة الخاسرين.
وهبط قطاع التكنولوجيا 1.6 في المائة متأثرا بأسهم شركات صناعة الرقائق بعد تقرير بأن آبل تخطط لاستبدال رقائق إنتل في أجهزة ماكينتوش برقائقها الخاصة. وهبط المؤشر ثمانية في المائة في الأسابيع الثلاثة المنصرمة مع تنامي القلق بشأن شركات التكنولوجيا الكبرى في ظل التركيز على أزمة استخدام «فيسبوك» لبيانات المشتركين، والتلويح بفرض قواعد جديدة على أنشطة «أمازون».
وشهدت السوق عموما ضعفا في الإقبال على المخاطرة، حيث اقتفى المستثمرون الأوروبيون أثر أقرانهم الأميركيين والآسيويين في التخارج بعدما أقدمت الصين على خطوة تجارية ثأرية في مواجهة الولايات المتحدة.
كما هبطت أسهم «إير فرانس» 3.2 في المائة بعد أن قالت الشركة إن 75 في المائة من رحلاتها لن تتوقف. وكانت اتحادات العاملين في الشركة دعت إلى إضراب للمطالبة بزيادة الأجور.



تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
TT

تقرير التضخم الأميركي يضغط على معنويات السوق اليابانية

أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)
أشخاص يسيرون أمام لوحة إلكترونية تعرض متوسط مؤشر «نيكي» في إحدى شركات الوساطة في طوكيو (أ.ب)

محا مؤشر «نيكي» الياباني خسائره ليغلق مرتفعاً قليلاً يوم الأربعاء، مع عودة المستثمرين إلى شراء الأسهم الرخيصة، في حين أثر تقرير التضخم الرئيس في الولايات المتحدة على المعنويات؛ إذ من المرجح أن يؤثر في مسار أسعار الفائدة في مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وأغلق مؤشر «نيكي» مرتفعاً بنسبة 0.01 في المائة، ليصل إلى 39372.23 نقطة، بعد أن هبط بنسبة 0.65 في المائة في وقت سابق من الجلسة. كما ارتفع مؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً بنسبة 0.29 إلى 2749.31 نقطة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وقال محلل السوق في مختبر «توكاي طوكيو» للاستخبارات، شوتارو ياسودا: «لم تكن هناك إشارات كبيرة تحرّك السوق اليوم، لكن المستثمرين عادوا لشراء الأسهم عندما انخفضت إلى مستويات معقولة». وأضاف: «لكن المكاسب كانت محدودة بسبب الحذر المرتبط بنتيجة تقرير أسعار المستهلك في الولايات المتحدة».

وقد افتتحت الأسهم اليابانية منخفضة، متأثرة بتراجع مؤشرات «وول ستريت» الرئيسة يوم الثلاثاء، قبل صدور بيانات التضخم لشهر نوفمبر (تشرين الثاني)، وهي واحدة من آخر التقارير الرئيسة قبل اجتماع مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» المقرر يومي 17 و18 ديسمبر (كانون الأول).

كما ينتظر المستثمرون قرار «بنك اليابان» بشأن السياسة النقدية، والمقرر صدوره في التاسع عشر من ديسمبر. وأشار محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، إلى استعداد البنك لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى في المستقبل القريب إذا أصبح أكثر اقتناعاً بأن التضخم سيظل عند مستوى 2 في المائة، مدعوماً بالاستهلاك القوي ونمو الأجور. وحقّق سهم شركة «فاست ريتيلنغ»، مالكة العلامة التجارية «يونيكلو»، ارتفاعاً بنسبة 0.37 في المائة؛ ليصبح أكبر داعم لمؤشر «نيكي».

في المقابل، هبطت أسهم الشركات الكبرى في قطاع الرقائق؛ حيث خسرت شركتا «أدفانتست» و«طوكيو إلكترون» بنسبة 0.51 في المائة و0.49 في المائة على التوالي. وتعرّض سهم شركة «ديسكو»، مورد أجهزة تصنيع الرقائق، لهبوط حاد بنسبة 3.65 في المائة؛ ليصبح أكبر الخاسرين بالنسبة المئوية على مؤشر «نيكي».

في المقابل، قفز سهم شركة «كاواساكي» للصناعات الثقيلة بنسبة 10.28 في المائة، ليصبح أكبر رابح بالنسبة المئوية على المؤشر، في حين ارتفع سهم شركة «آي إتش آي» بنسبة 6.25 في المائة. وسجل سهم شركة «توب كون» ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 23 في المائة، ليصل إلى الحد الأقصى اليومي، بعد إعلان الشركة أنها تدرس التحول إلى القطاع الخاص بين تدابير أخرى لرفع قيمتها، في أعقاب تقارير تفيد بأن شركات الاستثمار الخاص تقدمت بعروض لشراء الشركة.

وفي سوق السندات، ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات يوم الأربعاء، متتبعاً نظيراتها من سندات الخزانة الأميركية. وقد ارتفع العائد على سندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات بمقدار 0.5 نقطة أساس، ليصل إلى 1.065 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات السنوات الخمس بمقدار 0.5 نقطة أساس أيضاً، ليصل إلى 0.73 في المائة.

وفي الوقت نفسه، يستعد المستثمرون للتحول السلس للعقود الآجلة من تلك المستحقة في ديسمبر إلى تلك المستحقة في مارس (آذار)، التي ترتبط بسندات الحكومة اليابانية لأجل 10 سنوات رقم «366» التي كان «بنك اليابان» يمتلكها بكثافة.

وقال كبير الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي تراست» لإدارة الأصول، كاتسوتوشي إينادومي: «يشير التحول السلس للعقود الآجلة إلى إزالة المخاوف بشأن نقص السندات اللازمة لتسوية العقود».

وقد تجاوز حجم التداول وعدد الاهتمامات المفتوحة لعقود مارس تلك الخاصة بعقود ديسمبر قبل تاريخ التجديد الرسمي المقرر يوم الجمعة. وكانت الأسواق قلقة بشأن النقص المحتمل في السندات اللازمة لتسوية العقود الآجلة المقبلة.

ويحتاج المستثمرون إلى سندات الحكومة اليابانية رقم «366» لإغلاق العقود الآجلة المستحقة في مارس. ولكن هذه السندات كانت مملوكة بنسبة تزيد على 90 في المائة من قبل «بنك اليابان» نتيجة لشرائه العدواني للسندات، في إطار دفاعه عن سياسة أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. وقد انخفضت ملكية «بنك اليابان» للسندات إلى 89 في المائة الأسبوع الماضي بعد أن سمح البنك المركزي للاعبين في السوق بالاحتفاظ بنحو 200 مليار ين (1.32 مليار دولار) من السندات التي أقرضها لهم من خلال مرفق إقراض الأوراق المالية.

كما باعت وزارة المالية 350 مليار ين من سندات رقم «366» في مزادات تعزيز السيولة في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر. وأشار الاستراتيجيون إلى أن السوق أمّنت ما يقرب من تريليون ين من السندات اللازمة لتسوية عقود مارس نتيجة لهذه العمليات.