الصدر يدعو إلى إشراف أممي على الانتخابات العراقية

بعد تزايد المخاوف من الخروقات واستغلال النفوذ

TT

الصدر يدعو إلى إشراف أممي على الانتخابات العراقية

أكد زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أهمية أن يكون هناك إشراف أممي على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في عموم العراق في 12 مايو (أيار) المقبل. وقال الصدر في بيان له بشأن ما إذا كان يدعم جهة معينة في الانتخابات المقبلة: «إنني قلت بأنه إلى الآن لم أعلن دعمي لجهة معينة». وأضاف الصدر أن «المهم في هذه الفترة هي اللجوء إلى صناديق الاقتراع وعدم ترك الفاسدين مع الصناديق»، معتبرا أن «عزوف محبي الإصلاح هو تخلٍ واضح».
كما أجاب الصدر على سؤال بشأن الترويج لمقاطعة الانتخابات البرلمانية بحجة تزوير نتائجها وبقاء نفس الوجوه الحالية في البرلمان والحكومة، وقال إن «التزوير هو أمر مظنون»، مجددا الدعوة إلى «إشراف أممي مستقل». وطالب الصدر مفوضية الانتخابات بـ«المزيد من الشفافية والمصداقية في التعامل مع صناديق الاقتراع»، معتبرا أن «المقاطعة لن تخفف من التزوير، بل ستسهل عليهم عملية التزوير».
وفي هذا السياق، أكد أمير الكناني، القيادي في التيار الصدري، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «السيد مقتدى الصدر أعلن أكثر من مرة من قبل أنه غير مطمئن لعمل المفوضية ويشكك بها وكان دعا إلى إجراء انتخابات بإشراف أممي خصوصا في المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش والتي تحتوي على أكثر من مكون»، مبينا أن «القناعات لدى الصدر لجهة بقاء احتمالات التزوير قائمة تأتي بسبب المفوضية كونها تمثل في النهاية أحزابا سياسية تتحكم بمجريات الأمور وسبق له أن طالب بتغييرها مثلما طالب بتغيير قانون الانتخابات وهو ما لم يتحقق لكلا الأمرين بالطريقة التي نطمح لها». وأوضح الكناني أنه «في الوقت الذي نستطيع القول إن من الثوابت لدى الصدر تغيير المفوضية والقانون وفي الانتخابات المقبلة لا نخشى عملية العد والفرز التي ستجري بطريقة إلكترونية وإنما نخشى الوسيط الناقل لنتائج الانتخابات التي هي دولة أخرى تذهب إليها النتائج ومن ثم تعود إلى المركز الوطني»، مبينا أن «غالبية القوى السياسية باتت تتخوف من مسألة الوسيط الناقل وبالتالي فإننا حين ننبه المفوضية في وقت مبكر فإننا نريد أن تمضي العملية الانتخابية بشكل سلس وصحيح».
وردا على سؤال بشأن إعلان الصدر عدم دعمه لأي كتلة، قال الكناني إن «الكتلة الأقرب التي يمكن أن يدعمها الصدر هي كتلة سائرون لكنه وضع شروطا صارمة أمامهم لكي يدعمهم سواء على صعيد اختيار المرشحين أو الالتزام بمعايير النزاهة والشفافية»، مشيرا إلى أن «الصدر كان تبنى كتلة الأحرار قبل حلها لكنه اليوم انتقل من التبني إلى الدعم ضمن ضوابط لأنه لا يريد أن يتحمل أخطاء غيره».
وعلى صعيد متصل وفي إطار دعوة الصدر إلى إشراف أممي على الانتخابات، أكد مقداد الشريفي رئيس الدائرة الانتخابية السابق في مفوضية الانتخابات لـ«الشرق الأوسط» أن «الأمم المتحدة موجودة أصلا ضمن مفوضية الانتخابات عن طريق ممثليتها في العراق أي فريق يونامي الأممي». وأضاف الشريفي أن «هذا الفريق الأممي الذي يشرف على الانتخابات العراقية يرتبط مباشرة بممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبتيش وهو فريق متكامل من حيث الخبراء والخبرات والتقنيات».
وكانت مفوضية الانتخابات دعت أمس الاثنين المرشحين والأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية إلى رفع الدعايات الانتخابية خلال ثلاثة أيام. وقال رئيس الإدارة الانتخابية في المفوضية رياض البدران في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «المفوضية ستتخذ الإجراءات الكفيلة وفق نظام الحملات الانتخابية رقم 11 لسنة 2018». وأضاف أن «المفوضية تنذر الأحزاب السياسية المشاركة في العملية الانتخابية والمرشحين بضرورة رفع الدعايات الانتخابية سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في الأماكن العامة وخلال ثلاثة أيام تبدأ من 1-4-2018 وتنتهي في 3-4-2018». ولفت البدران إلى أن «المفوضية ستقوم بفرض غرامات على أي دعاية انتخابية سيتم رصدها من قبل اللجان المشكلة من قبل المفوضية في بغداد والمحافظات العراقية الأخرى وسيتم تطبيق نظام الحملات الانتخابية رقم 11 لسنة 2018 وإجراءاته بهذا الخصوص». ودعا «الأحزاب والمرشحين إلى ضرورة التعاون مع المفوضية في تطبيق القانون والالتزام به من أجل ضمان سير العملية الانتخابية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.