سيناتور يحذر من عواقب الانسحاب الأميركي من شرق سوريا

هجوم جديد لـ«داعش» قرب حدود العراق

TT

سيناتور يحذر من عواقب الانسحاب الأميركي من شرق سوريا

حذر السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، الأحد، الرئيس الأميركي دونالد ترمب من سحب القوات الأميركية من سوريا، قائلاً إن ذلك سيؤدي إلى عودة «داعش» وزيادة الهيمنة الإيرانية على سوريا.
وقال غراهام، وهو عضو لجنة الشؤون العسكرية في مجلس الشيوخ، «نحن نتجه نحو كارثة، فقد قال جميع المستشارين العسكريين إنه يجب علينا أن نترك قوات أميركية في سوريا للعمل مع الأكراد، وعلينا تهدئة الأوضاع بين تركيا والقوات الكردية التي ساعدتنا، وضمان عدم سقوط (مدينة) الرقة في أيدي (داعش) مرة أخرى».
وقال ترمب لمستشاريه في منتصف فبراير (شباط) الماضي، إنه يريد إخراج القوات الأميركية من سوريا في أسرع وقت حال الإعلان عن التغلب على «داعش».
وأضاف غراهام في لقائه التلفزيوني على قناة «فوكس نيوز»: «ما زال هناك أكثر من 3000 من مقاتلي (داعش) يتجولون في جميع أنحاء سوريا»، مؤكداً أنه «إذا سحبنا قواتنا فإن عناصر (داعش) ستعود لإعادة التنظيم، والحرب بين تركيا والأكراد ستخرج عن السيطرة، وكذلك ستُمنح دمشق للإيرانيين، كل ذلك من دون وجود أميركي في سوريا».
وتعمل القوات الأميركية، المقدرة بحدود 2000 جندي، مع الأكراد و«قوات سوريا الديمقراطية» لإخلاء الأراضي من عناصر «داعش»، والإبقاء عليها لمنع إعادة تشكيل تلك العناصر الإرهابية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع (بنتاغون) دانا وايت في اليوم ذاته الذي صرح فيه ترمب بنية سحب القوات الأميركية من سوريا: «بينما استطاع التحالف هزيمة (داعش) بشكل كبير، إلا أنه يبقى الكثير من العمل المهم لضمان الهزيمة الكاملة والدائمة لهؤلاء المتطرفين». وأعربت وزارة الدفاع مراراً عن قلقها من عدم تركيز التحالف على المهمة الأساسية في سوريا، وهي قهر «داعش»، وذكّرت وايت بطبيعة المهمة في سوريا قائلة: «لم تتغير مهمتنا: التحالف لا يزال ملتزماً بهزيمة (داعش)».
إلى ذلك، قتل نحو 20 مقاتلاً موالين للنظام السوري في الساعات الـ24 الأخيرة في هجمات شنها تنظيم داعش شرق سوريا، حيث خسر المتطرفون القسم الأكبر من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وقال المرصد إن «19 مقاتلاً موالين للنظام قتلوا في هجمات عدة شنها (جهاديون) في الساعات الـ24 الأخيرة في مدينة البوكمال ومحيطها».
وتقع البوكمال في محافظة دير الزور، وشكلت لوقت طويل معقلاً لـ«داعش» في سوريا على مسافة غير بعيدة من الحدود العراقية قبل أن يخسروها نهاية 2017.
ويقول «المرصد» إن التنظيم يسيطر على أقل من خمسة في المائة من الأراضي السورية، خصوصاً في شرق البلاد ووسطها.
لكن المتطرفين تمكنوا في الشهر الماضي من السيطرة على حي القدم جنوب دمشق، بعد معارك مع القوات الموالية للنظام. وأوضح «المرصد» أن حصيلة القتلى في صفوف المقاتلين الموالين للنظام في هذه المعارك ارتفعت إلى 116 «بعد العثور على جثث إضافية لمقاتلين اعتبروا مفقودين». وكان «المرصد» أشار في حصيلة سابقة إلى 62 قتيلاً.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.