تضامن يمني مع 36 مختطفاً يتعرضون لمحاكمة «غير قانونية»

مطالب حقوقية لغريفيث بزيارة تعز

TT

تضامن يمني مع 36 مختطفاً يتعرضون لمحاكمة «غير قانونية»

دشن حقوقيون يمنيون حملة تضامنية بالتزامن مع استمرار ميليشيات الحوثي في إخضاع 36 مختطفاً من المدنيين في صنعاء، أمس، لمحاكمة وصفتها رابطة أمهات المختطفين بـ«الهزلية وغير القانونية».
وهدفت الحملة، التي جاءت تحت وسم «#أبرياء _في_محاكم_باطلة»، إلى كشف ما تقوم به الميليشيات الانقلابية من اختطافات ومحاكمات في محاكم تابعة لها، وتلفيق اعترافات باطلة، أو حتى انتزاع اعترافات باطلة تحت كل أنواع التعذيب الوحشي، حيث شهدت الحملة تفاعلاً كبيراً في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي طالب فيه ناشطون آخرون مبعوث الأمم المتحدة لدى اليمن، مارتن غريفيث، بزيارة تعز.
وتواصل الميليشيات خطف الآلاف من المدنيين، بينهم صحافيون، والزج بهم في معتقلاتها السرية من دون معرفة أماكنهم، أو دون أي اتهامات سوى ما تلفقها لهم، كالتواصل مع قوات الشرعية، إضافة إلى المعتقلين المناوئين لها.
وطالبت رابطة أمهات المختطفين في اليمن بإيقاف هذه المحاكمات فوراً، وسرعة إطلاق سراح المختطفين والمخفيين، محملة ميليشيات الحوثي الانقلابية مسؤولية حياتهم وسلامتهم.
وقالت الرابطة، في بيان لها، إن جماعة الحوثي المسلحة تواصل عقد جلسات محاكمة باطلة وهزلية للمختطفين منذ مطلع أبريل (نيسان) من العام الماضي في المحكمة الجزائية المتخصصة، التي يعد قرار إنشائها انتهاكاً صارخاً لدستور الجمهورية اليمنية والقوانين النافذة والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وفي سياق آخر، طالب مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان (منظمة مجتمع مدني غير حكومية مقرها في تعز) المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، بـ«ضرورة مراجعة خطته الخاصة بالاستماع إلى الأطراف اليمنية، وأن تتصدر زيارة تعز برنامج أي سلام لليمن».
وقال في بيان له، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، إن «تعز هي مفتاح السلام في اليمن، وهي بوابة أي حل وطني شامل للقضية اليمنية برمتها»، وإن «أراد المبعوث الأممي فعلاً أن يخرج اليمن بمبادرة تعيد الاستقرار وتحقق السلام، فعليه أن يبدأ بإنهاء أزمة تعز أولاً، وفك حصارها، وإعادة تشغيل مطارها الذي لم يتحدث عنه أحد».
وأوضح المركز، الذي يُعد منظمة إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة، أنه إن «نظر إلى خريطة الصراع الدامي في اليمن، سنجد أن الانفجار الحقيقي بعد اجتياح الحوثي للعاصمة صنعاء كان في صدامه الدامي مع أبناء تعز في 20 مارس (آذار) 2015، وتصميم قوات الحوثي وصالح يومها على اجتياح المحافظة، والذهاب إلى لحج وعدن وكل المحافظات الجنوبية عبرها، فكان الصدام الحقيقي لهذه القوات والمعسكرات مع جموع الشعب الأعزل، وهو ما يظهر الحقيقة التي يتجاهلها الكثير، من أن مَن قاوم حركة الحوثي الانقلابية هم مجاميع المدنيين والمجتمع الأعزل الرافض للعنف الذي لم يعرف السلاح يوماً. وقد فرض الحوثي على الجميع لغة العنف وخطاب التطرف والكراهية ليمزق المجتمع بأكمله».
وأضاف في بيانه: «إذا أردنا أن نضع لبنات حقيقية للسلام في اليمن، فلا بد أن نعيد الاعتبار لقضية تعز، والالتقاء عن قرب بمكوناتها، والاطلاع على المأساة التي تعيشها المدينة، والتي تشكل الآن أكبر مأساة إنسانية على مستوى الشرق الأوسط».
وأكد أنه «لإنهاء حصار تعز، ووقف القتال في جبهة تعز، سنجد أن ثمانين في المائة من الحرب في اليمن توقفت، وأن حل معظم قضايا النازحين هو في إقليم الجند، حيث تعاني إب وتعز من أكبر تجمع نازحين بعيدين عن الرعاية الصحية والتعليمية والاجتماعية».
وفي ختام بيانه، ناشد مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان المبعوث الأممي إلى اليمن أن يبدأ خطوته للحل من حيث هي المعاناة الأكبر لليمنيين، قائلاً إنهم «كلهم أمل في أن يكسر حاجز الخوف والتجاهل تجاه قضية تعز، ويبدأ منها»، منبهاً: «إذا دفع بمساره بعيداً عن هذا الملف الهام إنسانياً واستراتيجياً، فإنه يدفع لدائرة محبطة تبقي اليمن في هاوية محققه وكارثة مستمرة».
وقال: «ما لم تعالج قضية تعز، وتحظى بالاهتمام الحق، فإن طريق السلام سيبقى بعيد المنال، تتخاطفه أيادي تجار الحروب دون نهاية حقيقية لهذه القضية».
كما ناشد قوى العمل الحقوقي والإنساني والأحزاب السياسية والمؤسسات الإعلامية، وقبل كل هؤلاء الحكومة اليمنية ودول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن، أن يعمل الجميع على تصويب مسار خطة المبعوث الأممي إلى اليمن، لتبدأ من حيث يجب، ومن حيث يستحق ملف اليمن أن يقرأ قراءة صحيحة توصل اليمن كله إلى بر الأمان.
يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه تعز من حصار مطبق من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ 3 أعوام، ما تسبب في معاناة قرابة مليون مواطن يعيشون في قلب المدينة جراء الحصار الحقيقي، علاوة على القتل بأسلحة الانقلابيين ونهب الأموال والمساعدات الإغاثية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.