«لم يكن يحمل سلاحاً أو مولوتوفاً»... أهالي ضحايا يوم الأرض يطالبون بالتحقيق

إسرائيل رفضت النداءات الدولية للمساءلة

عبد الفتاح عبد النبي (واشنطن بوست)
عبد الفتاح عبد النبي (واشنطن بوست)
TT

«لم يكن يحمل سلاحاً أو مولوتوفاً»... أهالي ضحايا يوم الأرض يطالبون بالتحقيق

عبد الفتاح عبد النبي (واشنطن بوست)
عبد الفتاح عبد النبي (واشنطن بوست)

لاقى مقطع الفيديو الذي يصور مقتل الشاب الفلسطيني عبد الفتاح عبد النبي (19 عاما)، أحد ضحايا يوم الأرض في الأراضي الفلسطينية، انتشارا واسعا، والذي يصور مقتل الشاب الذي كان يحمي رفيقه من رصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي.
ونشرت وكالة معا الفلسطينية مقطع الفيديو الذي يوضح مقتل الشاب.
«إنه لم يملك سلاحا أو مولوتوفاً، فقط إطارا للسيارات.. هل هذا يجرح الإسرائيليين؟ مجرد إطار سيارة؟».. يقول شقيقه محمد عبد النبي (22 عاما) في حواره مع صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، اليوم (الأحد).
وأطلق جنود الاحتلال النار على عبد النبي في الجزء الخلفي من رأسه، فيما تابع شقيقه: «لم يكن يتجه إلى الجانب الإسرائيلي.. إنه فقط كان يهرب منهم».
وكان عبد النبي واحدا من 15 ضحية لاقت مصرعها في مواجهات مع جيش الاحتلال في غزة الجمعة، في إضراب شامل خرج على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل.

واستقبلت عائلة عبد النبي المعزين في وفاة ابنهم، فيما رصدت الصحيفة الأميركية أن أفراد العائلة أعادوا مشاهدة مقطع الفيديو الذي يوثق إطلاق النار عليه لعدة مرات ومرات.
وذكرت عائلة عبد النبي إنه كان يعمل في محل شقيقه لصناعة الفلافل، وأكدت العائلة أنه لا ينتمي إلى أي فصيل مسلح في غزة.
ورصدت الصحيفة أن الخيمة المنصوبة لتلقي العزاء في وفاة عبد النبي لم تحمل أي مؤشرات تعكس أي انتماء سياسي.
وكان عبد النبي في الفيديو الذي يوضح اللحظات الأخيرة له يرتدي ملابس مدنية سوداء (وليست عسكرية)، حسب الصحيفة، فيما لم تنكر العائلة أنه ذهب إلى المظاهرات ورشق الحجارة، موضحين أن ذلك لم يكن السبب في إطلاق النار عليه.
وقال علاء عبد النبي، شقيق آخر له (28 عاما)، للصحيفة: «إنهم كانوا يلقون الحجارة، لكن الحجارة لم تصل إلى السياج، إنها ليست سوى رسالة، نلقي حجارة من أرضنا».
وأرسلت منظمة «عدالة» الإسرائيلية ومركز الميزان لحقوق الإنسان في غزة مطلبا رسميا إلى المدعي العام الإسرائيلي للمطالبة بالمساءلة حول وقوع القتلى، وطالبوا بالتحقيق حول استخدام أسلحة ضد المدنيين، وإنه يعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية.
وتعد عائلة عبد النبي بين المطالبين بفتح تحقيق حول إطلاق جيش الاحتلال نيران على المتظاهرين الجمعة الماضية.
وطالب عائلات ضحايا آخرون في أحداث يوم الأرض بالتحقيق فيما حدث الجمعة أدى لقتل ذويهم.
وخرجت الاحتجاجات الجمعة بمناسبة «يوم الأرض» الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى مقتل ستة من عرب إسرائيل داخل الخط الأخضر على يد قوات الأمن الإسرائيلية خلال مظاهرات عام 1976 احتجاجا على مصادرة الحكومة لأراض في شمال إسرائيل.
ومن جانبها، رفضت إسرائيل اليوم (الأحد) النداءات الدولية لإجراء تحقيق مستقل حول قتل وإصابة الضحايا.
وتعرض الجيش الإسرائيلي لتساؤلات طرحتها منظمات حقوقية على خلفية استخدامه الجمعة الرصاص الحي في واحد من أكثر الأيام دموية منذ حرب 2014، فيما اتهم الفلسطينيون الجنود الإسرائيليين بإطلاق النار على متظاهرين لا يشكلون خطرا داهما.
ودعا كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني إلى إجراء تحقيق مستقل.
والسبت، عرقلت الولايات المتحدة صدور بيان عن مجلس الأمن الدولي يدعو إلى ضبط النفس وإجراء تحقيق مستقل، بحسب ما أعلن دبلوماسيون.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.