سيراليون تنتخب رئيساً جديداً في جولة إعادة تشهد منافسة ساخنة

جرت جولة الإعادة أمس بعد إخفاق أي مرشح في الحصول على نسبة 55 في المائة من الأصوات اللازمة لتحقيق فوز صريح (إ.ب.أ)
جرت جولة الإعادة أمس بعد إخفاق أي مرشح في الحصول على نسبة 55 في المائة من الأصوات اللازمة لتحقيق فوز صريح (إ.ب.أ)
TT

سيراليون تنتخب رئيساً جديداً في جولة إعادة تشهد منافسة ساخنة

جرت جولة الإعادة أمس بعد إخفاق أي مرشح في الحصول على نسبة 55 في المائة من الأصوات اللازمة لتحقيق فوز صريح (إ.ب.أ)
جرت جولة الإعادة أمس بعد إخفاق أي مرشح في الحصول على نسبة 55 في المائة من الأصوات اللازمة لتحقيق فوز صريح (إ.ب.أ)

توجه الناخبون في سيراليون إلى مراكز الاقتراع أمس (السبت)، لانتخاب رئيس جديد في جولة إعادة تشهد منافسة حامية بين زعيم المعارضة، جوليوس مادا بيو، والمرشح عن الحزب الحاكم، سامورا كامارا، عقب حملة شهدت سجالاً وأعمال عنف متفرقة ومعركة قضائية في اللحظة الأخيرة. وجرت جولة الإعادة أمس، بعد إخفاق أي مرشح في الحصول على نسبة 55 في المائة من الأصوات، اللازمة لتحقيق فوز صريح. وكان الفارق ضئيلاً جداً بين المرشحين، ما يفاقم التوتر في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، حيث الولاء السياسي كثيراً ما ينقسم إثنياً، خصوصاً مع ذكريات الحرب الأهلية المؤلمة التي لا تزال ماثلة.
وشهدت الحملة الانتخابية سجالات كلامية وأعمال عنف متفرقة. فقد اتهم بيو حزب «مؤتمر عموم الشعب» باستخدام الشرطة لترهيب حزبه واللجنة الانتخابية، وبرفع القضية أمام المحكمة للتمسك بالسلطة. وأفادت الشرطة بعدة هجمات استهدفت مرشحين وأنصاراً من الجانبين منذ الجولة الأولى التي حقق فيها بيو تقدماً على منافسه بـ15 ألف صوت فقط فيما بلغت نسبة المشاركة 84 في المائة. وقال كامارا إنه «مرتاح» إزاء قرار المحكمة، مكرراً الدعوة لتمضي الانتخابات قدماً بشكل سلمي. وقال إن «سلامة وأمن سيراليون بيدنا. علينا ألا نسمح لانتخابات بأن تقوض سيادتنا». ويعتمد «مؤتمر عموم الشعب» بشكل كبير على الناخبين في تيمني وليمبا معقليه في شمال البلاد، فيما يحظى الحزب المنافس بشعبية في الجنوب بين مجموعة ميندي الإثنية.
وحقق بيو فوزاً بفارق ضئيل في الجولة الأولى من التصويت التي جرت في 7 مارس (آذار) الحالي، بحصوله على 3.‏43 في المائة، وحصل منافسه كامارا على 7.‏42 في المائة.
كانت سيراليون الغنية بالمعادن مستعمرة بريطانية من 1787 لغاية 1961. وبعد 3 عقود غاصت في حرب أهلية استمرت 11 عاماً، وأودت بقرابة 120 ألف شخص. ويتقدم مرشح المعارضة من «حزب الشعب» جوليوس مادا بيو بفارق ضئيل على منافسه سامورا كامارا من حزب «مؤتمر عموم الشعب» الحاكم في الانتخابات التي يتوقع أن تتجاوز نسبة المشاركة فيها أكثر من 80 في المائة.
وكانت الدورة الثانية مقررة الثلاثاء، لكنها أرجئت كي يتسنى للمحكمة العليا النظر في شكوى رفعها «مؤتمر عموم الشعب» عن تلاعب بعدد من صناديق الاقتراع. وألغت المحكمة الاثنين، أمراً قضائياً، لكن اللجنة الفيدرالية للانتخابات قالت إنها بحاجة لأربعة أيام إضافية بسبب توقف الاستعدادات.
ويتعهد كامارا (67 عاماً) بالمضي قدماً في تحقيق الانتعاش الاقتصادي، ويقدم نفسه كمرشح الاستمرارية الذي سيقوم بتطوير برامج كوروما المتعلقة بالصحة وبناء الطرق. بينما يتعهد بيو بالقضاء على الفساد وتقديم تعليم مجاني، كما أنه ينتقد العلاقة الوثيقة للحكومة مع الصين.
ويحق لنحو 18.‏3 مليون من مواطني سيراليون الإدلاء بأصواتهم. وفتحت مراكز الاقتراع وعددها 11122 مركزاً الساعة السابعة صباحاً، لكن عدد الناخبين بدا في الساعات الأولى أقل مقارنة بالجولة الأولى، بحسب مراسلي الصحافة الفرنسية في فريتاون. وأغلقت المراكز الساعة الخامسة مساء على أن تصدر النتائج بعد أيام. ومع إعلان النتيجة بعد أيام، يغادر الرئيس ارنست باي كوروما منصبه بعد أن قضى فترتين، مدة الواحدة 5 سنوات (الحد الدستوري) لكن تلاحقه أيضاً مزاعم بالفساد وسوء الإدارة من المعارضة. وشهدت فترة حكمه التي استمرت 10 سنوات أزمة وباء إيبولا بين 2014 و2016 التي قضى فيها نحو 4 آلاف شخص، وانهيارات أرضية ضربت العاصمة فريتاون عام 2017 أودت بالمئات. وقال مومو سيساي المراقب من الحزب الحاكم في مركز اقتراع في فريتاون لوكالة الصحافة الفرنسية: «حتى الآن، كل شيء طبيعي هذا الصباح، الوضع هادئ (...) الناخبون سيأتون لاحقاً».
وقال مومو كامالا البالغ من العمر 36 عاماً ويعمل منظفاً في فريتاون: «أشعر بالفخر لأني أختار رئيساً سأمنحه صوتي».
وقال مدير مركز الأبحاث «نيتف كونسورتيوم» إدموند أبو لوكالة «فرنس»، الجمعة: «إن نتيجة السباق متقاربة جداً». وأضاف أن مفتاح الفوز في مقاطعة كونو الغنية بالألماس في غرب البلاد.
ويسعى المرشح بيو (53 عاماً) لطي صفحة حكم استمر عقداً من الزمن لحزب «مؤتمر عموم الشعب»، وهو جنرال متقاعد حاد الكلام شارك في انقلاب عام 1992 وقاد لفترة قصيرة مجموعة عسكرية عام 1996 ساعدت في تمهيد الطريق أمام انتخابات ديمقراطية. وخسر في انتخابات 2012 أمام ارنست باي كوروما، مرشح «مؤتمر عموم الشعب» الذي ينتهي حكمه بعد عقد من الزمن.



اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.