يواصل الجيش التركي تشييد قاعدة عسكرية في جبال بالكايا قرب الحدود التركية مع العراق، وسط تقارير عن توغله أعمق داخل كردستان العراق، وتوجهه لإقامة 3 قواعد دائمة فيها.
وبحسب مصادر أمنية تركية، فإن إقامة القاعدة في جبال بالكايا يستهدف منع عبور عناصر «العمال الكردستاني» من الأراضي العراقية إلى داخل تركيا وضمان أمن الحدود. وتقام القاعدة العسكرية على ارتفاع 2400 متر في قضاء شمدينلي بولاية هكاري جنوب شرقي تركيا.
وتم البدء في بناء القاعدة عقب التصريحات المتواترة عن عملية عسكرية تركية تستهدف وجود عناصر «العمال الكردستاني».
بدورها، ذكرت شبكة «رووداو» الإعلامية الكردية، أمس، أن الجيش التركي تقدم بعمق 17 كيلو متراً في أراضي إقليم كردستان، مشيرة إلى نية أنقرة إنشاء ثلاث قواعد عسكرية في المنطقة وإنشاء قواعد عسكرية في جبل كتكين، وأن العمل جار منذ ثلاثة أيام في تبليط طريق تؤدي إلى الجبل والمناطق المحاذية.
ونقلت الشبكة عن سكان محليين في قرية أشمه أنه «على الرغم من عدم دخول الجيش التركي إلى القرية، لكن عدداً من الجنود طلبوا من أحد أطفال القرية جلب بعض الطعام لهم، وأكدوا أنهم لن يضروا السكان».
ورفضت مصادر تركية التعليق على هذه التقارير، وأكدت في الوقت ذاته لـ«الشرق الأوسط» أن تركيا لن تتردد في القيام بأي عمل يحافظ على أمن حدودها وشعبها، لافتة إلى أن الجيش التركي يتخذ تدابيره في المناطق الجنوبية الشرقية المحاذية لحدود العراق لمنع أي عمليات إرهابية، أو تسلل لعناصر من «العمال الكردستاني» من جبال قنديل إلى داخل البلاد.
وفي السياق ذاته، أكد قيادي حزب العدالة والتنمية الحاكم أن الرسالة التركية للحكومة العراقية بشأن سنجار وجبال قنديل واضحة تماماً، وأن الجيش التركي سيقوم باللازم إذا لم يقم الجيش العراقي بما يتعين عليه القيام به في تلك المناطق.
وكان رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي أعلن، الأسبوع الماضي، أن حكومته لا يمكن أن تقبل أن تتعرض تركيا للتهديد من داخل الأراضي العراقية. من جهته، قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن جهاز المخابرات التركي حصل على معلومات تفيد ببدء عملية عسكرية عراقية في سنجار تستهدف «العمال الكردستاني»، متمنياً أن تحقق النجاح، وأكد في الوقت نفسه أن تركيا ستقوم بما يلزم حال فشل هذه العملية.
وزار مسؤول عراقي، أنقرة، الأسبوع الماضي، والتقى رئيس المخابرات التركية هاكان فيدان، كما قام رئيس أركان الجيش العراقي عثمان الغانمي بتفقد مناطق الحدود التركية مع كل من تركيا وسوريا للوقوف على وضع القوات العراقية التي تم نشرها بالمنطقة. ونفت قيادة العمليات المشتركة في العراق عبور أي قوات أجنبية الحدود إلى نينوى وسنجار، وأكدت أن الوضع الأمني في هذه المناطق تحت سيطرة القوات العراقية.
وفي الوقت ذاته، يواصل الجيش التركي ضرباته الجوية في شمال العراق، وأعلنت رئاسة الأركان التركية، أمس، تحييد 90 من عناصر «العمال الكردستاني» في شمال العراق وجنوب شرقي تركيا خلال الفترة من 24 إلى 30 مارس (آذار) الماضي.
توغل أعمق للجيش التركي في كردستان العراق
مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»: نقوم بكل ما يلزم لضمان أمن حدودنا
توغل أعمق للجيش التركي في كردستان العراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة