قالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن مصر تقوم بجهود مكثفة لإغلاق ملف محاولة اغتيال رئيس الوزراء رامي الحمد الله.
وأكدت المصادر أن القاهرة تواصل ضغوطها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من جهة، كي لا يتخذ قرارات وإجراءات ضد غزة في الوقت الراهن، وتواصل ضغوطها بالمقابل على حماس، لمنعها من اتهام السلطة بالوقوف خلف المحاولة، وهو التوجه الموجود لدى حماس حالياً، رداً على اتهام عباس لها بالتورط في تلك المحاولة.
وبحسب المصادر، نجحت القاهرة، في هذه المرحلة على الأقل، بتبريد الرؤوس قليلاً، وتأجيل أي قرارات أو إعلانات من شأنها توتير الموقف أكثر.
وقالت المصادر إن عباس وافق على إعطاء مصر مهلة مشروطة، بتسليم الملف الأمني كاملاً للحكومة الفلسطينية.
ويتجه الرئيس الفلسطيني إلى إعلان قطاع غزة «إقليماً متمرداً»، إذا لم تسلم حركة حماس قطاع غزة للحكومة الفلسطينية بشكل كامل.
وكان عباس قد أعلن عن نيته اتخاذ «إجراءات وطنية وقانونية ومالية» ضد قطاع غزة، متهماً حركة حماس بمحاولة اغتيال الحمد الله وفرج، في الـ13 من الشهر الحالي.
ولم تبد حماس حتى الآن استعداداً لتسليم القطاع، ونفت لمصر اتهامات عباس لها، وألمحت إلى وجود جهات في رام الله متورطة في العملية.
ويوجد خلاف سابق بين حماس والسلطة حول مفهوم تمكين حكومة الحمد الله من القيام بمهامها في غزة، وتتهم حماس السلطة بمحاولة إقصائها من المشهد.
وضمن الجهود المصرية المكثفة، توجه رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج إلى القاهرة، لإجراء محادثات حول غزة.
وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إن مباحثات فرج مع الجانب المصري ستركز على الضغوط التي تمارسها القاهرة على السلطة الفلسطينية لمنع تصعيد الأزمة مع حركة حماس في قطاع غزة.
وقال مصدر فلسطيني مطلع لـ«هآرتس» إن مصر تضغط على عباس لمنعه من اتخاذ أي إجراءات «عقابية» إضافية ضد قطاع غزة. ونقلت الصحيفة عن المصدر أن الرئيس عباس قرّر إرسال رئيس جهاز المخابرات إلى القاهرة، حاملاً معه أدلة تثبت وقوف حماس خلف تفجير موكب الحمد الله.
وجاءت خطوة عباس رداً على الأسئلة التي طرحتها مصر، حول اتهامات السلطة الفلسطينية لحماس، وأيضاً رداً على تلميحات حماس بأن لديها معلومات عن تورط جهات في رام الله في محاولة الاغتيال.
وكانت وزارة الداخلية التابعة لحماس قد ألمحت الخميس إلى تورط جهات في رام الله في محاولة اغتيال الحمد الله في غزة.
وعرضت الداخلية في غزة اعترافات ومعلومات مكتوبة، لم تشر فيها إلى جهة محددة تقف خلف المنفذين، وإنما أعادت سرد تفاصيل سابقة معروفة، أضافت إليها أنه تم التجهيز للعبوات قبل فترة من زيارة الحمد الله، وتم ربط الهاتف الذي استخدم في التفجير بالعبوات قبل إبلاغ مدير عام قوى الأمن في غزة بموعد الزيارة بيوم واحد. وسألت الداخلية: «من الذي أبلغ المنفذين بموعد قدوم الوفد، قبل أن يعلم اللواء توفيق أبو نعيم؟».
وتقود مصر جهوداً لإتمام المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس منذ أكثر من 6 أشهر، لكن الخلاف الحاد بين السلطة وحماس، حول ملفات الأمن والمعابر والموظفين والجباية المالية، أعاق التقدم.
مصر تواصل جهودها لغلق ملف محاولة اغتيال الحمد الله و«إنقاذ» المصالحة
مصر تواصل جهودها لغلق ملف محاولة اغتيال الحمد الله و«إنقاذ» المصالحة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة