صخب وإغماءات خلال محاكمة صحافي مغربي بتهمة «الاتجار بالبشر»

تسع سيدات ادعين ضد بوعشرين

TT

صخب وإغماءات خلال محاكمة صحافي مغربي بتهمة «الاتجار بالبشر»

أغمي على ضحيتين مفترضتين لتوفيق بوعشرين، ناشر صحيفة «أخبار اليوم» المغربية، خلال جلسة محاكمته أمس بتهم ثقيلة، بينها الاتجار في البشر، والاغتصاب والاستغلال الجنسي وجلب أشخاص للبغاء.
وسقطت الضحية الأولى في مستهل الجلسة، ونقلت إلى المستشفى، فيما أصيبت الضحية الثانية بحالة هستيريا، وحاولت الهجوم على أحد محامي هيئة دفاع بوعشرين، بينما كان هذا الأخير يتهمها بتزوير شهادة طبية أدلت بها لتبرير تغيبها عن العمل في المؤسسة الصحافية التي تشتغل بها، والتي يمتلكها بوعشرين.
وارتفع عدد المشتكيات ضد بوعشرين إلى تسع سيدات، بدل مشتكيتين في الجلسة الأولى لانطلاق محاكمته قبل ثلاثة أسابيع، تغيبت أربع منهن عن جلسة المحاكمة، فيما بلغ عدد المصرحات اللواتي نادى عليهن القاضي خمس مصرحات، تغيبت منهن واحدة. بينما ناهز عدد المحامين المدافعين عن الضحايا 30 محاميا، فيما بلغ عدد المدافعين عن بوعشرين عددا مماثلا.
وأثار تقديم دفاع بوعشرين لشهادة طبية أدلت بها إحدى المشتكيات للمؤسسة الإعلامية التي يملكها بوعشرين، جدلا استغرق جل جلسة أمس بين دفاع الطرفين والنيابة العامة.
واتهم دفاع بوعشرين المشتكية بالتزوير، طالبا من المحكمة إعمال إجراءات جرائم الجلسة، مشيرا إلى أن الشهادة الطبية التي أدلت بها لمشغلها تدعي فيها عدم قدرتها على العمل خلال الفترة الممتدة من 23 مارس (آذار) إلى 3 أبريل (نيسان).
ولم تتمالك المشتكية نفسها عندما أشار أحد أعضاء هيئة دفاع بوعشرين إلى أنها حملت المشتكية الأخرى التي أغمي عليها على كتفها، معتبرا ذلك دليلا على تدليسها، فهاجمته وهي تصرخ، وهو ما دفع القاضي إلى وقف الجلسة.
واعتبرت النيابة العامة أن هدف دفاع بوعشرين من الإدلاء بتلك الشهادة هو ترهيب الضحايا، وإجبارهن على التراجع عن شكاواهن. فيما اعتبر دفاع بوعشرين كلام النيابة العامة بمثابة تهديد له. كما طالب دفاع الضحايا من القاضي برد تلك الشهادة الطبية، وعدم اعتبارها لكونها لا ترتبط بموضوع المحاكمة.
وأشار دفاع الضحايا إلى أن الشهادة الطبية التي أدلت بها الضحية لمشغلها صحيحة، وأنجزها طبيب مختص.
وأضاف دفاع الضحايا أن تلك الشهادة الطبية موجهة إلى المشغل، وأن بإمكان هذا الأخير أن يتوجه إلى هيئة قضائية مختصة في قانون الشغل إن كان يريد الطعن فيها، معتبرا أن الغرض من إثارتها من طرف دفاع بوعشرين عرقلة المحاكمة والتجريح في الضحايا. كما أشار دفاع الضحايا المزعومات إلى أن المشتكيات يتعرضن لضغوط نفسية كبيرة وسط عائلاتهن ومعارفهن وزملائهن في العمل، وطلب من القاضي الشروع في مناقشة القضية وتسريع المحاكمة.
واحتج دفاع بوعشرين على تخصيص قاعة مجاورة لقاعة المحكمة للضحايا والشهود. والتمس من المحكمة تسجيل ذلك في محضر الجلسة. وأوضح الوكيل العام أن تخصيص قاعة للمشتكيات كان بهدف حمايتهن من المطاردة من طرف الصحافيين ومن الضغوط التي يتعرضن لها.
كما طالب دفاع بوعشرين من القاضي إعفاء إحدى المصرحات، التي تراجعت عن أقوالها، من الحضور إلى المحاكمة. وأوضح أن تلك المصرحة كانت رفعت شكوى تتهم فيها الضابط الذي حرر محضر الاستماع إليها بالتزوير، نافية كل الأقوال المنسوبة إليها في المحضر. وفي رده أشار الوكيل العام إلى أن الغرفة المختصة لدى محكمة النقض قررت عدم قبول تلك الشكوى.
ورفع القاضي الجلسة معلنا أن هيئة المحكمة ستختلي للبث في ملتمسات دفاع بوعشرين بإعمال قانون جرائم الجلسات، وبإعفاء



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.