أكد المدرب الوطني، جاسم الحربي، أن المنتخب السعودي الأول لم يظهر بالمستوى المأمول في مواجهته الودية التي جمعته بالمنتخب البلجيكي وخسرها برباعية، وقال: أعتقد أنه ما زال يعاني من مشكلة الاستمرار بعدم الثبات على التشكيلة، وأعتبرها مشكلة كبيرة، فالوقت ليس وقت تجربة، بل وقت استقرار من خلال اختيار التشكيلة المناسبة، وحتى يكون فيه انسجام بين الخطوط لا بد من الثبات على التشكيلة.
وتابع: لو تحدثنا عن الشكل العام للتكتيك الذي لعب به في مباراته أمام بلجيكا، فلا يجب أن نقول سيئاً، بل أقل من جيد؛ فالتنظيم الدفاعي ضعيف جداً والاختراق كان سهلاً، سواء من الأطراف أم العمق، وحقيقة ما نشاهده من أخطاء أعتبره شيئاً كبيراً؛ فالأخطاء الدفاعية يمكن وصفها بالبدائية، والمفترض أن نشاهد تنظيماً في عدد اللاعبين وخروجهم مع بعض وقربهم من بعض وتغطيتهم لبعض.
وتابع: لو لعب المنتخب من دون مدرب ربما كان ظهر بشكل أفضل؛ لأن اللاعبين سيعرفون أدوارهم، وطالما في أدوار جديدة من المدرب فهم لا يستطيعون إتقانها، ويعني ذلك وجود خلل في اختيار الطريقة التي تتناسب معهم، أو ترجمة إمكاناتهم على أرض الواقع، وكل لاعب حسب مركزه، وأكرر: ما شاهدناه شيء مؤلم في ظل اقتراب موعد كأس العالم، ونحن ما زلنا من مستوى ضعيف إلى أضعف. وأضاف: من خلال متابعتنا المباريات الودية للمنتخبات التي تستعد للمونديال نجد أن المنتخب السعودي هو الأضعف للأسف، وأرجو ألا نستمر على هذا المستوى؛ إذ ما زال هناك مزيد من الوقت لتغيير استراتيجية المدرب من خلال اختيار العناصر والطريقة التي تناسب لعبهم، ففي كأس العالم لا بد أن تنتهج الطريقة الدفاعية وتلعب على الهجمات المرتدة، وهذا أمر طبيعي أيضاً، الأساس في العمل يجب أن يكون لديك من 60 إلى 70 في المائة تنظيم دفاعي عالٍ، وليس بعيب أن تنتهج هذا الأسلوب؛ فالمنتخب الإيطالي لعب خمس مرات في نهائي كأس العالم نتيجة للتنظيم الدفاعي العالي، وهذه إمكاناتنا؛ لذا لا يمنع أن نلعب بالطريقة نفسها.
وقال: في مباراتنا أمام بلجيكا لم نشاهد لا دفاعاً ولا هجوماً مع الأسف، ولم نكن في أفضل حالاتنا في الدفاع والهجوم، حيث لم نشاهد خلق فرص، وكانت الهجمات خجولة جداً، وتابعنا كيف أضاع المنتخب البلجيكي فرصاً محققة لو سجلت لتضاعفت النتيجة لولا براعة الحارس فواز القرني في الشوط الأول، وأنا أستغرب لماذا تم تغيير الحارس في الشوط الثاني؛ فالحارس يحتاج إلى مباراة كاملة حتى يكون هناك انسجام بين الحارس، ويكون فيه لغة اتصال بينه وبين خط الدفاع، ولا أعطي فرصة للتغيرات على حساب الانسجام، فلا بد أن يكون هنالك انسجام بين اللاعبين، وأنت تعرف أنه لا بد من لعب ثلاث مباريات على أقل تقدير لإيصال الفكرة التي تريد إيصالها.
وواصل: تبقى المباريات الودية «ودية»، لكن في نهاية المطاف ستظهر لك الملامح لفترة الإعداد الخاصة بكأس العالم، وإذا استمر الحال كما هو عليه سنكون أضعف الفرق في المشاركة وسيكون صيداً سهلاً، وبخاصة على مستوى الدفاع، وإذا لم يغير المدرب طريقة اللعب من الناحية الدفاعية واللعب على الهجمات المرتدة الذي أعتبره الأسلوب الأمثل للمنتخب، وغير ذلك، لن نحقق نتائج إيجابية، وعلينا نسيان طريقة فتح اللعب والهجوم من أوسع الأبواب.
وتابع: أعتقد أن الخسارة الكبيرة التي تعرض لها المنتخب أمام بلجيكا يتحملها المدرب واللاعبون بواقع 50 في المائة لكل منهما، رغم أن اللاعبين دائماً يتحملون النسبة الأكبر، فأين الروح القتالية داخل الملعب؟!
وقال الحربي: لا أود التطرق إلى اللياقة البدنية؛ كونها مباراة ودية ويكون فيه الحمل أقل من المباريات الرسمية والمؤشر يقول إن لياقة اللاعبين لا تزال تحتاج إلى لفتة نظر من الجهاز اللياقي للمنتخب.
من جهته، قال المدرب الوطني بندر الجعيثن، إن الأخطاء واردة في كرة القدم، لكن الأخطاء القاتلة غير مقبولة، خصوصاً إذا جاءت من لاعب منتخب، وما شاهدناه في مباراة منتخبنا من مستوى ضد منتخب بلجيكا لا نقول إنه سيئ؛ إذ إنك تلعب مع منتخب تصنيفه الخامس عالمياً، أيضاً الفوارق الفنية التي بيننا وبينهم شاسعة، أضف إلى ذلك العمل الاحترافي والعمل التنظيمي والتكتيكي داخل الملعب فهم يفوقوننا بشكل كبير.
وقال: القوة البدنية التي يملكها اللاعب الأوروبي تختلف تماماً، وبخاصة أنك تلعب في الدوري المحلي، ونحن ندرك أن اللاعب السعودي لا يعطي كل إمكاناته في الدوري المحلي، فما بالك وأنت تواجه هذه المنتخبات العالمية التي معظم لاعبيها ينشطون في الدوري الأوروبي؛ لذلك اجتمع كل شيء ضدك، الفوارق الفنية، وفوارق البنية الجسمانية والبدنية، والعمل التنظيمي والتكتيكي، والفكر الاحترافي، وأختلف أيضاً القاعدة الأساسية التي يرسم عليها كل شيء، وهي الأكاديميات التي على مستوى النشء من 8 سنوات وما فوق؛ فنحن في حاجة إليها، وبالتالي لا بد أن نعرف إمكاناتنا التي تقارن باللاعبين الأوروبيين، فما بالك وأنت تلعب أمام منتخب هو الخامس على مستوى العالم.
وتابع: ما تحدث به رئيس الهيئة العامة للرياض تركي آل الشيخ من خلال انتقاده مستوى المنتخب، وكذلك تغيير اللاعب محمد السهلاوي لوجود أفضل منه، كان نابعاً من حرصه وغيرته، ففي وقت المباراة كان هناك نوع من الحرص اللازم، لكن لا بد أن نعرف أن جميع اللاعبين الذين يلعبون في المنتخب الحالي هم من شاركوا في التصفيات الأولية ومحمد السهلاوي كان من ضمنهم وكان ينافس على لقب الهداف وليس هو اللاعب السيئ في مباراة بلجيكا؛ فالمنتخب ككل لم يكن في مستواه؛ لذلك لا نلوم السهلاوي وحده وهو جزء من المنظومة الموجودة في المنتخب.
وذكر الجعيثن: لا بد أن نعرف أن الواقع شيء والأمنيات شيء آخر، ويجب أن نعترف بإمكاناتنا، وهذا هو الموجود لدينا ونحن نلعب لنبين هذه الإمكانات ونقدم المستوى الذي يؤكد أن المنتخب قادر على إثبات حضوره ولديه القدرة، حاله حال أي منتخب لديه الطموح من خلال ما تعلمناه في السنوات الماضية ولا نلعب للحصول على كأس العالم، ولا نقارن أنفسنا ببلجيكا أو ألمانيا، أو الفرق التي تسبقنا بسنوات، ولا نتحدث عن الجيل السابق الذين يتميزون بمستوى عال.
وتابع: لا نود التطرق إلى موضوع المدرب واستراتيجيته في التكتيك؛ فهو مدرب يملك الخبرة والإمكانات العالية، ولديه سجل تاريخي مميز، وأشرف على منتخبات عالمية، ولا نحمل كل شيء على المدرب، ولا بد أن نعرف إمكانات لاعبينا ولا تقارن كما ذكرت بإمكانات اللاعبين الأوروبيين، وكل ما أتمناه أن يكون المنتخب في أفضل جاهزيته الفنية والمعنوية قبل انطلاق مونديال كأس العالم.
جاسم الحربي: الأخضر ليس في مرحلة تجارب... ودفاعاتنا ضعيفة
الجعيثن أكد وجود فوارق كبيرة بين الجيل الحالي وسابقيه
جاسم الحربي: الأخضر ليس في مرحلة تجارب... ودفاعاتنا ضعيفة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة