حملة المقاطعة الدبلوماسية لروسيا مستمرة... والكرملين سيرد في «الوقت المناسب»

خطة أوروبية لتحسين البنية التحتية العسكرية وسط التوتر مع موسكو

نشطاء في كييف يحملون يافطات أمام السفارة الروسية بعد قرار طرد 13 دبلوماسياً كتب عليها «لن نشتاق إليكم» (أ.ف.ب)
نشطاء في كييف يحملون يافطات أمام السفارة الروسية بعد قرار طرد 13 دبلوماسياً كتب عليها «لن نشتاق إليكم» (أ.ف.ب)
TT

حملة المقاطعة الدبلوماسية لروسيا مستمرة... والكرملين سيرد في «الوقت المناسب»

نشطاء في كييف يحملون يافطات أمام السفارة الروسية بعد قرار طرد 13 دبلوماسياً كتب عليها «لن نشتاق إليكم» (أ.ف.ب)
نشطاء في كييف يحملون يافطات أمام السفارة الروسية بعد قرار طرد 13 دبلوماسياً كتب عليها «لن نشتاق إليكم» (أ.ف.ب)

أكد الكرملين أن روسيا سترد قطعا على طرد دبلوماسييها من قبل حكومات عدة دول غربية ودول بشرق أوروبا، لكن الرد سيكون في الوقت الذي تراه مناسبا. وجاء طرد الدبلوماسيين بسبب واقعة تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في بريطانيا. وتزعم بريطانيا أن روسيا هي المسؤولة عن تنفيذ هذه الواقعة، لكن موسكو تنفي ذلك. ولم يقدم ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، أمس الأربعاء، خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف، أي تفاصيل عن الكيفية التي سيكون عليها رد فعل روسيا، لكنه أشار إلى أن الرد سيتوافق مع المصالح الوطنية لروسيا. وعبر بيسكوف عن أمله في أن تبحث الدول، التي طردت دبلوماسيين روسا، بدرجة أعمق في المعلومات التي قالت بريطانيا إنها دليل تورط روسيا في حادث التسميم.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الحكومة البريطانية نفذت هجوما بسلاح كيماوي ضد الجاسوس الروسي السابق في جنوب إنجلترا أوائل هذا الشهر. وأضافت الوزارة في بيان، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية، أن «تحليلا لجميع الملابسات يكشف لامبالاة من قبل السلطات البريطانية في التعرف على الدوافع الحقيقية والعثور على مرتكبي الجريمة». وأضافت: «هذا يدفعنا إلى فكرة التورط المحتمل من قبل الأجهزة الخاصة البريطانية». وتابع البيان: «أظهرت السلطات البريطانية بشكل منهجي قصورا حيال ضمان أمن المواطنين الروس في أراضيها (البريطانية)».
وأمس انضمت جمهورية الجبل الأسود ولوكسمبورغ إلى حملة المقاطعة الدبلوماسية، التي قادتها لندن بطرد 23 دبلوماسيا روسيا. الخطوة البريطانية تبعتها خطوات تضامنية من أكثر من 20 دولة أوروبية، إضافة إلى الولايات المتحدة، وكانت النتيجة طرد أكثر من 160 دبلوماسيا من البعثات الروسية.
لوكسمبورغ استدعت سفيرها إلى موسكو «للتشاور»، أما جمهورية الجبل الأسود، أحدث عضو في حلف شمال الأطلسي، التي تطمح بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فقد قررت طرد دبلوماسي روسي.
ومن جانب متصل، أعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن تسميم الجاسوس الروسي السابق في بريطانيا جزء من استراتيجية لتنفيذ عمليات بهدف إثارة انقسام في الغرب. وقال ماتيس إن نفي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمسؤولية في قضية تسميم سكريبال لا يمكن أخذه على محمل الجد، مضيفا أمام صحافيين: «يقومون بأمور يعتقدون أنه من الممكن إنكارها... إنهم يحاولون بذلك تفكيك وحدة حلف شمال الأطلسي».
ومن جانب آخر، دشن الاتحاد الأوروبي، أمس، خطوات لتحسين حركة المعدات العسكرية والأفراد في أنحاء الكتلة عن طريق تحديث الطرق والجسور لتلائم الحمولات الثقيلة. وشهدت الأعوام الأخيرة قيام الدول الأوروبية بمراجعة الهياكل العسكرية في أنحاء القارة، في ظل تجدد التوترات مع روسيا. وتمثل القدرة العسكرية على التنقل أولوية بالنسبة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) وبالنسبة لتعاون الدفاع الذي تم ترسيخه حديثا بين 25 دولة أوروبية. وقبل المشاريع الملموسة التي ستعلن لاحقا، أطلق المسؤولون التنفيذيون الأوروبيون «تدريبا على عملية جرد» للوضع الحالي «للتنقل عسكريا»، ووضع جدول زمني للأشهر القادمة.
وقالت مفوضة النقل فيوليتا بولك خلال مؤتمر صحافي، كما نقلت عنها الصحافة الفرنسية: «نرغب في إجراء تقييم لحالة البنى التحتية الأوروبية، لمعرفة ما إذا كانت لا تزال تلبي الاحتياجات». وأضافت: «إنها مسألة تتعلق بالأمن الجماعي»، داعية دول الاتحاد إلى «المراجعة والتحقق» بحلول منتصف عام 2018 من قائمة «متطلبات عسكرية» قيد الإعداد. وأشارت المفوضية إلى أنها ستحدد «بحلول عام 2019» أجزاء الشبكة الأوروبية «المناسبة للنقل العسكري، بما في ذلك التحسينات الضرورية للبنية التحتية القائمة»، مثل مدى ارتفاع الجسور وقدرتها على التحمل.
وقالت مفوضة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني، كما نقلت عنها الوكالة الألمانية، إنه من خلال تحسين القدرة العسكرية على التنقل، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يكون «أكثر فعالية في منع اندلاع الأزمات، وأكثر كفاءة في نشر مهماتنا وأسرع في رد الفعل لدى ظهور تحديات».
وتهدف الإجراءات المقترحة إلى إزالة مختلف العقبات البيروقراطية والتشريعية التي تزيد من تعقيد التحركات العسكرية خصوصا عندما يتعلق الأمر بنقل متفجرات أو مواد خطرة، وإلى تعديل البنى التحتية في الطرقات والسكك الحديد لتصبح مؤاتية لنقل عتاد ثقيل مثل الدبابات.
وتشمل مقترحات المفوضية الأوروبية مراجعة شبكة الطرق والسكك الحديدية بأوروبا لتحديد طرق النقل العسكري الملائمة وتقييم عمليات الفحص الحالية على الحدود لتسريع الإجراءات بالنسبة للأفراد العسكريين والمعدات. وأضحت المفوضية أنه على سبيل المثال، لم يتم بناء الكثير من الجسور البرية في أنحاء الاتحاد الأوروبي لتحمل وزن أو ارتفاع المركبات العسكرية الكبيرة، في حين تفتقر البنية التحتية للسكك الحديدية لقدرات التحميل الكافية للاستخدام العسكري. وتأتي هذه المقترحات عقب أن وافق الناتو على تأسيس مركز قيادة جديد الشهر الماضي لدعم حركة القوات السريعة في أنحاء أوروبا.



حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
TT

حالة تأهب مع وصول الإعصار «شيدو» إلى أرخبيل مايوت الفرنسي

بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)
بلدة ساحلية في مايوت تترقب وصول الإعصار (أ.ف.ب)

ضرب الإعصار «شيدو» صباح اليوم السبت أرخبيل مايوت الفرنسي في المحيط الهندي حيث أُعلنت حالة التأهب القصوى مع توقع اشتداد الرياح المصاحبة له والتي تجاوزت سرعتها 180 كيلومترا في الساعة.

وضرب الإعصار جزيرة بوتيت تير في شرق الأرخبيل حيث يخشى أن تصل سرعة الرياح «إلى 200 و230 كلم/ساعة»، بحسب آخر نشرة للأرصاد الجوية الفرنسية، متوقعة رياحا مدمرة أشد من تلك التي صاحبت الإعصار «كاميسي» عام 1984.

وتسببت الرياح بانقطاع الكهرباء مع سقوط أعمدة كهرباء واقتلاع أشجار وتطاير أسقف منازل مصنوعة من الصفيح.

غيوم في سماء مايوت (أ.ف.ب)

وفي مدينة أوانغاني، قال رئيس البلدية يوسف أمبدي إنه يخشى «الأسوأ... لا يمكننا الخروج ولكن ما نشاهده يفوق الوصف».

ومنذ الصباح الباكر، أصدرت السلطات تحذيرا أرجوانيا وهو ما يعني لزوم جميع السكان منازلهم وعدم الخروج بما يشمل أجهزة الطوارئ والأمن وجميع عناصر الإنقاذ.

وقالت فاطمة التي تعيش في ماجيكافو-كوروبا وما زالت تذكر الإعصار الذي ضرب جزر القمر المجاورة عندما كانت طفلة «نحن خائفون جدا».

وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية أمطارا شديدة الغزارة مع خطر تشكل السيول والفيضانات وارتفاع أمواج البحر التي يمكن أن يكون لها آثار كبيرة على الساحل.

وحُظرت حركة المرور على الطرق العامة في جزيرتي غراند تير وبوتيت تير، وأغلق مطار دزاوودزي منذ مساء الجمعة.

ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية الفرنسية تحسنا في الأحوال الجوية خلال اليوم، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.