الاتحاد الأوروبي يمهل «فيسبوك» أسبوعين لشرح فضيحة اختراق الخصوصية

موظف سابق في «كامبريدج أناليتيكا» أكد «دورها الحاسم» في «بريكست»

مقر شركة «كامبريدج أناليتيكا» في لندن (أ.ف.ب)
مقر شركة «كامبريدج أناليتيكا» في لندن (أ.ف.ب)
TT

الاتحاد الأوروبي يمهل «فيسبوك» أسبوعين لشرح فضيحة اختراق الخصوصية

مقر شركة «كامبريدج أناليتيكا» في لندن (أ.ف.ب)
مقر شركة «كامبريدج أناليتيكا» في لندن (أ.ف.ب)

أمهل الاتحاد الأوروبي «فيسبوك» أسبوعين للرد على الأسئلة التي أثارتها الفضيحة المرتبطة بانتهاك خصوصية البيانات التي جُمعت من موقع التواصل الاجتماعي، بينما أصرّ نواب بريطانيون على الحصول على توضيحات من رئيسه مارك زوكربرغ شخصياً.
في غضون ذلك، ذكرت وكالة بلومبيرغ أن زوكربرغ وافق على المثول أمام الكونغرس الأميركي في 12 أبريل (نيسان) المقبل.
وسألت المفوضة الأوروبية للمسائل القضائية، فيرا جوروفا، في رسالة وجهتها إلى المديرة التنفيذية لعمليات «فيسبوك» شيرل ساندبرغ، عن الخطوات التي تنوي الشركة اتخاذها لمنع حصول فضيحة مشابهة في المستقبل. وقالت وفق مقتطفات من الرسالة، نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية، أمس: «سأكون ممتنة للحصول على إجابة خلال الأسبوعين المقبلين».
وطرحت جوروفا 5 أسئلة، بينها «هل تأثرت أي من بيانات مواطني الاتحاد الأوروبي بالفضيحة التي ظهرت مؤخراً؟»، وأضافت: «في حال حدث ذلك، ما الطريقة التي تنوون من خلالها إبلاغ السلطات والمستخدمين بالأمر؟».
وسألت جوروفا إن كانت هناك حاجة إلى تشديد الضوابط على وسائل التواصل الاجتماعي بحيث تصبح أشبه بالقواعد المفروضة على وسائل الإعلام التقليدية، وإن كانت هذه المواقع ستغيّر نهجها في ما يتعلق بالشفافية حيال المستخدمين والمنظمين.
من جهة أخرى، جدد نواب بريطانيون، أمس، طلبهم مقابلة رئيس «فيسبوك» شخصياً على خلفية الفضيحة التي تتعلق باستخدام بيانات ما يقارب 50 مليون مستخدم في حملات سياسية. وقال رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية في مجلس العموم البريطاني، داميان كولينز، إن خطورة الاتهامات تعني أنه من «المناسب» أن يقدم زوكربرغ نفسه توضيحاً. وعرض «فيسبوك» في رسالة، نشرتها اللجنة البريطانية، أمس، إرسال مدير التكنولوجيا لديه مايك شروبفر، أو مدير تطوير المنتجات كريس كوكس، إلى لندن الشهر المقبل لتقديم إجابات. لكن كولينز شدد، أمس، على أنه «سنكون سعداء جداً بدعوة السيد كوكس لتقديم أدلة. مع ذلك، لا نزال نرغب في الاستماع إلى السيد زوكربرغ كذلك». وأشار إلى أن اللجنة تسعى إلى الحصول على توضيحات من «فيسبوك» بهذا الشأن، مؤكداً «في حال كان غير مرتبط لتزويدنا بالأدلة، فيسعدنا أن يتم ذلك إما عبر حضوره شخصياً وإما من خلال اتصال بالفيديو عبر الإنترنت إذا كان ذلك مناسباً أكثر».
ويصر «فيسبوك» على أنه لم يكن على علم بأن البيانات التي أُخذت من الموقع استُخدمت من قِبَل شركة «كمبريدج أناليتيكا» التي عملت لصالح حملة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وغيرها. لكن قواعد «فيسبوك» سمحت آنذاك لتطبيق طوّره باحث أكاديمي وحمّله نحو 270 ألف شخص، بالحصول على بيانات عشرات الملايين من أصدقائهم. بدورها، كشفت رئيسة قسم السياسة العامة لدى «فيسبوك» في بريطانيا، ريبيكا ستيمسون، أن الشركة تعمل مع منظمين حول العالم لتحديد عدد الأشخاص المتأثرين في كل بلد. ودعا كذلك رئيس البرلمان الأوروبي، أنطونيو تاياني، مؤسس «فيسبوك» لتقديم إيضاحات أمام النواب الأوروبيين.
على صعيد متصل، صرح مسرّب المعلومات، كريستوفر وايلي، في مقابلة مع عدة صحف أوروبية أن شركة «كمبريدج أناليتيكا» المتهمة باستخدام بيانات نحو 50 مليون مستخدم لـ«فيسبوك» لغايات سياسية، لعبت «دوراً حاسماً في التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي».
وقال وايلي رداً على سؤال عما إذا كان البريطانيون سيصوتون لصالح «بريكست» دون تدخل من «كمبريدج أناليتيكا»، إن الشركة «لعبت دوراً حاسماً. أنا واثق من ذلك»، حسب ما أوردت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية التي أجرت المقابلة الأحد الماضي مع صحف أخرى، من بينها «لوموند» و«دي فيلت» و«إل باييس» و«لا ريبوبليكا». وأكد وايلي هذا الموقف، أمس، في إفادته أمام نواب بريطانيين.
وفي المقابلة، أكد مسرّب المعلومات أن شركة «أغريغيت آي كيو» الكندية المرتبطة بـ«كمبريدج أناليتيكا»، عملت مع هذه الأخيرة لمساعدة حملة «مغادرة الاتحاد الأوروبي» لصالح الخروج، على تجنب سقف النفقات المخصصة لها، مضيفاً أنه «من دون (أغريغيت آي كيو) لما كان معسكر المغادرة فاز في الاستفتاء الذي حُسم بأقل من 2% من الأصوات».
واعتبر هذا الموظف السابق لدى «كمبريدج أناليتيكا» البريطانية من جهة أخرى، أنه يجب «إصلاح (فيسبوك) لا حذفه»، وذلك تعليقاً على الدعوات لإلغاء هذا الموقع. وقال حسب ما أوردت صحيفة «لوموند» إن «التواصل بات مستحيلاً من دون هذه المنصات، لكن لا بد من وضع ضوابط لها».
وروى وايلي، من جهة أخرى، مجريات توظيفه الملتبسة في 2013 من قبل شركة «إس سي إل» الأم لـ«كمبريدج أناليتيكا»، التي ساهم في تأسيسها. وأضاف كيف اكتشف بعدها أن «سلفه مات في ظروف غامضة داخل غرفته في أحد فنادق نيروبي، بينما كان يعمل لحساب أوهورو كينياتا، الرئيس الحالي لكينيا»، حسب ما نقلت عنه «لوموند».
وأكد وايلي، كذلك، تورط ستيف بانون، المستشار السابق للرئيس الأميركي دونالد ترمب، في الشركة البريطانية، مشيراً إلى أن هذا الأخير كان يقصد لندن «مرة في الشهر على الأقل»، وأن قدومه حثّ وايلي على ترك منصبه، حسب «ليبراسيون».



روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».