أحزاب يمنية تطالب بموقف أممي جاد ضد تصعيد الميليشيات

TT

أحزاب يمنية تطالب بموقف أممي جاد ضد تصعيد الميليشيات

طالب 11 حزبا سياسيا يمنيا على رأسهم «المؤتمر الشعبي العام» و«الإصلاح» مجلس الأمن ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة باتخاذ «موقف جدي تجاه التصعيد الحوثي الخطير الذي يفشل مساعي السلام والذي يضاعف من معاناة شعبنا على مختلف الجوانب».
وأعربت الأحزاب في بيان عن إدانتها لأعمال استهداف المدن السعودية بعدد من الصواريخ الباليستية الموجهة من قبل ميليشيا الانقلاب والتي كان آخرها يوم أمس الأحد 25 مارس (آذار) 2018 لتقدم بذلك شاهدا جديدا على حجم الإسناد والدعم الإيراني للحوثيين والذي يصر على أخذ اليمن بعيدا عن محيطه العربي والإقليمي وتحويله إلى ساحة تهديد، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة، وهذا ما ترفضه المنظومة السياسية اليمنية بكل أحزابها ومكوناتها.
وقالت الأحزاب: «لقد جاءت اعتداءات الانقلابيين الصاروخية متزامنة مع زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى بلادنا ووجوده في صنعاء سعيا للوصول مع جماعات الانقلاب لتفاهمات من أجل العودة للحوار والمفاوضات بمرجعياته الثلاث المتفق عليها، وبعد زيارة وفد أوروبي والتي فهمت كرسالة خاطئة من قبل الانقلابيين شجعتهم على الإقدام على مزيد من التصعيد، ليمثل ذلك ردا عمليا من قبل جماعة الحوثي وتحالفها الانقلابي وبدعم إيراني لرفض كل دعوات وجهود تحقيق الاستقرار والسلام وآخرها مساعي المبعوث الجديد، وفي الحقيقة فإن هذا السلوك ليس بمستغرب من قبل جماعة ميليشياوية سبق لها محاولة اغتيال المبعوث السابق وعملت على إفشال مهمته في تحقيق السلام».
وجاء في البيان: «إننا في الأحزاب والتنظيمات السياسية اليمنية ونحن نعبر عن ترحيبنا بالمبعوث الدولي الجديد في بلادنا فإننا نرجو لزيارته النجاح في إجبار الانقلابين على تقديم أدلة حقيقية تثبت جديتهم في العمل من أجل إخراج الشعب اليمني من هذا الوضع وعلى رأس تلك الأدلة ما يتعلق بالكشف عن المخفيين قسريا وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار عن المدن»، مضيفا: «نود في الأحزاب والتنظيمات السياسية أن نلفت الانتباه إلى أن وجود المبعوث الدولي جاء بعد متغيرات كبيرة زاد فيها الانقلابيون من انتهاكاتهم وتجاوزاتهم بحق اليمن واليمنيين فمن الحرب التي طالت معظم البلاد على نطاق واسع وقضت على البنية الأساسية للبلاد، وأوقفت عجلة الاقتصاد ودمرت أجهزة مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص وعامة المواطنين، ونهبت الميليشيات كل الموارد واعتقلت السياسيين والصحافيين والناشطين الحقوقيين واقتحمت مقرات الأحزاب والصحف ومنظمات المجتمع المدني وهذا يعني أن أي مفاوضات لا بد وأن تسبقها إجراءات بناء الثقة وتتضمن كل النقاط السابقة وعلى رأسها منع التلاعب بأقوات الناس والمتاجرة بالمشتقات النفطية وكذلك إطلاق السياسيين والإعلاميين وكل المدنيين».
وثمن البيان دور التحالف الداعم للشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية «ودعمهم المستمر لليمن واليمنيين خاصة في الجانبين الإنساني والتنموي والذي لولاه ما كان لنا أن نظفر بما تحقق من النتائج الإيجابية في سبيل استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب والحد من الآثار الكارثية التي تهدد اليمن واليمنيين على المستوى الإنساني».
يشار إلى أن الأحزاب الموقعة في البيان هي «المؤتمر الشعبي العام، والتجمع اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني، والتنظيم الوحدوي الناصري، وحزب العدالة والبناء، وحركة النهضة للتغيير السلمي، وحزب اتحاد الرشاد اليمني، وحزب التضامن الوطني، واتحاد القوى الشعبية، والحزب الجمهوري حزب السلم والتنمية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».