المعارضة السورية تنفي الادعاء الروسي حول حسم مصير دوما

5400 شخص يغادرون الغوطة في أكبر موجة إجلاء

سوريون يستعدون للإخلاء من بلدة عربين بالغوطة الشرقية (أ.ف.ب)
سوريون يستعدون للإخلاء من بلدة عربين بالغوطة الشرقية (أ.ف.ب)
TT

المعارضة السورية تنفي الادعاء الروسي حول حسم مصير دوما

سوريون يستعدون للإخلاء من بلدة عربين بالغوطة الشرقية (أ.ف.ب)
سوريون يستعدون للإخلاء من بلدة عربين بالغوطة الشرقية (أ.ف.ب)

أبدى مقاتلو المعارضة في جماعة «جيش الإسلام» بمدينة دوما السورية، معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق، استعدادهم لإلقاء السلاح والمغادرة، حسبما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول بهيئة الأركان العامة في روسيا، بينما نفى الفصيل المعارض ذلك.
ورغم النفي ذكرت الوكالة، نقلا عن ستانيسلاف غادغيماغوميدوف، أن «الجماعة على اتصال بضباط روس ضالعين في المفاوضات»، وأن مسألة رحيلهم سيجري البتّ فيها على الأرجح في المستقبل القريب.
وبعد تقرير الوكالة الروسية نفى «جيش الإسلام» استعداد مقاتليه لإلقاء السلاح ومغادرة دوما.
وبعد 5 أسابيع على بدء هجوم لقوات النظام على الغوطة الشرقية، تواصلت روسيا تباعاً مع حركة أحرار الشام في مدينة حرستا، ثم فيلق الرحمن في 3 مدن بجنوب الغوطة الشرقية، إلى اتفاقين أُجلي بموجبهما آلاف المقاتلين والمدنيين إلى منطقة إدلب (شمال غرب).
لكن الاتفاق لم يشمل مدينة دوما التي أصبح مصيرها مجهولاً، حيث لم تتوصل المفاوضات إلى نتيجة مؤكدة حتى الآن.
ورغم ذلك تتواصل حركة النزوح الطوعي من دوما منذ أيام عدة عبر معبر الوافدين شمالاً.
وأفادت وكالة أنباء النظام السوري بخروج 1092 مدنياً، أمس، بينما خرج 15 ألف شخص في الأيام الـ5 الأخيرة، حسب المرصد.
وكانت تقارير قد أفادت بأن المفاوضات بين جيش الإسلام وروسيا مستمرة، لكن من دون التوصل إلى أي اتفاق حتى الآن لأسباب يتعلق بعضها باختلاف في الآراء داخل فصيل جيش الإسلام، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ووفقاً للمرصد، تطرقت المفاوضات إلى بنود تنصّ على «دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى المدينة»، و«بقاء الموافقين على الاتفاق داخلها» مقابل تسليم أسلحتهم، على أن تعود «الدوائر الرسمية التابعة للنظام للعمل»، إضافة إلى الخدمات الأساسية (مياه، كهرباء...)، لكن من دون دخول القوات إلى المدينة.
واليوم (الاثنين)، خرج نحو 5400 مسلح ومدني من جنوب الغوطة الشرقية، في عملية إجلاء هي الأكبر في يوم واحد من المنطقة.
وبموجب اتفاق رعته روسيا، يتعاقب خروج المسلحين وأسرهم من مدن الغوطة الشرقية باستثناء دوما. وضمّت القافلة عسكريين ومدنيين من مدن وبلدات عربين وزملكا وحزة وبلدة عين ترما وحي جوبر، شرقي دمشق.
وخرج المهجرون إلى منطقة حماة عبر 77 حافلة، ثم اتجهوا نحو قلعة المضيق ثم نحو محافظة إدلب في المخيمات الحدودية شمالي سوريا.
والاتفاق الذي توصل إليه النظام السوري وروسيا مع فصيل «فيلق الرحمن» تضمن البدء بإخراج الجرحى والمرضى إلى خارج الغوطة عن طريق الهلال الأحمر، وعدم ملاحقتهم بعد تماثلهم للشفاء، وتخييرهم بين العودة إلى الغوطة والخروج إلى الشمال السوري.
كما يتضمن الاتفاق اتخاذ كل التدابير اللازمة لتحسين الحالة الإنسانية، والتسهيل الفوري لدخول قوافل الإغاثة إلى المنطقة.
ويشير الاتفاق إلى الخروج الآمن بإشراف ومرافقة الشرطة العسكرية الروسية حصراً، لمن يرغب من الفصائل مع عائلاتهم بأسلحتهم الخفيفة، إضافة إلى من يرغب من المدنيين إلى الشمال السوري، وضمان عدم ملاحقة أيٍّ من المدنيين الراغبين بالبقاء في الغوطة من قبل النظام أو حلفائه.
وينص أيضاً على نشر نقاط شرطة عسكرية روسية في البلدات التي تقع تحت سيطرة «فيلق الرحمن» حالياً، والتي يشملها الاتفاق.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.