إسرائيل تنشر تعزيزات في الضفة وقناصة في غزة لمواجهة «مسيرات العودة»

{كتائب القسام} تطلق {مناورات دفاعية» وسط توترات وتهديدات

عناصر من {كتائب القسام} خلال مناورة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
عناصر من {كتائب القسام} خلال مناورة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تنشر تعزيزات في الضفة وقناصة في غزة لمواجهة «مسيرات العودة»

عناصر من {كتائب القسام} خلال مناورة في مدينة غزة (أ.ف.ب)
عناصر من {كتائب القسام} خلال مناورة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

أطلقت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في قطاع غزة، أمس، «مناورات دفاعية» هي الأوسع، تحت اسم «مناورات الصمود والتحدي»، وذلك للمرة الأولى بهذه الطريقة، حيث استعرضت مختلف أنواع التشكيلات العسكرية والأسلحة، بما في ذلك صواريخ وطائرات صغيرة دون طيار، ومجسمات لدبابات محلية.
وقال مسؤول باسم حماس إن هذه المناورة «تدريبية وتحاكي الدفاع أثناء العدوان والحرب وتظهر مدى جهوزية القسام والجبهة الداخلية».
وظهر مقاتلو حماس مشياً على الأقدام وفي سيارات رباعية الدفع في شوارع ومفارق قطاع غزة والمناطق الأخرى المفتوحة، فيما بدا استعراضاً للقوة. واختبرت «القسام» صواريخ تجريبية أُطلِقَت باتجاه البحر، فيما حلَّقَت طائرات صغيرة في سماء القطاع، وشوهدت دبابات محلية الصنع على شكل عربات مجرورة.
وأجرت «القسام» تدريبات على مختلف أنواع الأسلحة، ومن بينها «أسلحة أوتوماتيكية» وقاذفات «آر بي جي»، كما أجرت تدريبات في البحر وتحت الأرض.
ونشرت «القسام» صوراً ظهر فيها مقاتلوها وهم يخرجون من فوهات أنفاق.
وخلال يوم أمس، سُمِع في القطاع أصوات انفجارات عالية وإطلاق نار. وقالت «القسام» إن ذلك جزء من المناورات التي يُفتَرَض أن تنتهي صباح اليوم.
وجاءت تدريبات حماس الواسعة التي يُعتقد أن 20 ألف عنصر شارك فيها، بعد يوم من تصعيد في القطاع، شمل تسلل غزيين وإحراق حفارات للجيش الإسرائيلي على الحدود، وغارات إسرائيلية على مواقع لـ«القسام».
وكان 4 فلسطينيين كما ذكر الجيش الإسرائيلي، تسللوا من قطاع غزة إلى منطقة حدودية، وأضرموا النار في إحدى حفارات الجيش الإسرائيلي التي تعمل على كشف وتدمير الأنفاق تحت الأرض، على الحدود مع غزة. وردَّت إسرائيل بمهاجمة مواقع تابعة لحماس في رفح جنوب القطاع.
وبحسب الرواية الإسرائيلية، فقد وصل 4 شبان إلى الحفارات وهم يحملون حاويات وقود لإشعالها، وعندما بدأوا بإضرام النار، شاهدوا الجيش يصل فانسحبوا فوراً. واحترقت إحدى الحفارات بشكل متوسط.
وتقدر أوساط أمنية إسرائيلية، أن الهدف كان بث رسائل حول عدم القبول باستمرار الوضع الحالي على الحدود، وتشجيع الفلسطينيين على تنفيذ عمليات من هذا النوع ضد الحفارات. ونظرت إسرائيل إلى الحادثة بكثير من الغضب.
وكتب منسِّق الحكومة الإسرائيلية يواف بولي مردخاي: «حماس تستثمر الأموال في المظاهرات بدلاً من استثمار الأموال في المرافق الصحيّة والبنى التحتية للمياه وجودة البيئة. لذا، إياكم أن تدعوا حماس تستغلّ النساء والأطفال والسكان الأبرياء. سوف نعمل بتصميم وبيد متشدّدة ضدّ أي مسّ بالبنى التحتية الأمنية الإسرائيلية وبمحاولة الدخول باتجاه إسرائيل».
بعد ذلك، أغارت طائرات على غزة، وأطلقت القوات الإسرائيلية النار تجاه مناطق عسكرية تابعة لحماس.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: «أغارت مقاتلات سلاح الجو على هدف إرهابي تابع لمنظمة حماس الإرهابية، داخل معسكر تدريب في رفح جنوب قطاع غزة. وينظر الجيش بخطورة إلى أي محاولة للمساس ببنية تحتية أمنية، أو بالجدار الأمني، وإلى أي خرق للسيادة الإسرائيلية فوق الأرض وتحتها».
وأضاف أدرعي: «يُعتَبَر حادث المس بالجدار الأمني، بالإضافة إلى محاولة إشعال النيران بآلية هندسية، حادثاً خطيراً آخر في سلسلة أحداث في منطقة الجدار الأمني. نعتبر منظمة حماس الإرهابية مسؤولة وحيدة عن كل ما يجري في قطاع غزة أو ينطلق منه». وتابع: «يحذر الجيش من أحداث يتم دعوة مواطنين فيها لمظاهرات مزعومة، تستخدم كغطاء للمس ببنية تحتية أمنية أو بمواطني دولة إسرائيل أو بجنود الجيش. سنواصل الردَّ بيد قوية ضد أي محاولة من هذا النوع».
وكان الجيش الإسرائيلي ألقى بيانات على سكان شرق غزة يحذر فيها من الاقتراب من السياج الأمني، وأيضاً خلال المسيرات المتوقع أن تشهدها غزة في «يوم الأرض» نهاية هذا الشهر، التي دعت إليها الفصائل تحت فعالية «مسيرة العودة الكبرى».
وقالت حماس إن القصف الذي شنَّته طائرات الاحتلال جنوب قطاع غزة «يهدف إلى إفشال مسيرة العودة الكبرى المقرر انطلاقها يوم الجمعة المقبل».
وأضاف الناطق باسم الحركة، فوزي برهوم، في تصريح، إن «التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة واستهداف مواقع المقاومة، يهدفان إلى إرباك الساحة وإرهاب الناس لإفشال مسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار».
وفي حين يستعد الفلسطينيون ليوم الأرض، تستعد إسرائيل جيداً كذلك، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن تل أبيب أرسلت رسائل إلى حركة حماس عبر مصر، تحذرها فيها من «تسخين الأوضاع على الحدود».
وقرَّر الجيش الإسرائيلي نشر تعزيزات عسكرية كبيرة في الضفة الغربية وعلى طول الحدود مع غزة.
وبدأت الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة الكبرى، بتسوية الأراضي المتاخمة للحدود مع في غزة، لإقامة سواتر ترابية لحماية المتظاهرين الذين ينوون الاعتصام في خيام. ويخطط منظمو المسيرات إلى الاعتصام على بعد 700 متر من الأسلاك الفاصلة والشائكة.
وقرَّر الجيش نشر قوات تضم قناصة ووسائل غير تقليدية لتفريق المظاهرات.
ويدرس الجيش استخدام قنابل غاز عالية التركيز، وأخرى ذات رائحة كريهة (عادمة)، ومدافع طنانة لتفريق المتظاهرين.
وفي الضفة، ستدفع إسرائيل بتعزيزات إضافية تشمل بين الفترة والأخرى إغلاق عسكري، عشية عيد الفصح اليهودي وذكرى النكبة منتصف مايو (أيار) المقبل.
ويُفتَرَض أن تستمر الاستعدادات الإسرائيلية حتى الخامس عشر من شهر مايو، الذي يُفترض أن ينظم فيه الفلسطينيون مسيرات في ذكرى النكبة. وقال ناطق إسرائيلي إن الجيش سيعزز قواته بكتائب عدة في الضفة الغربية ومحيط قطاع غزة، استعداداً للمظاهرات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.