«رئاسية مصر» تبدأ اليوم وسط تحفيز على المشاركة واستنفار أمني

60 مليون ناخب يحق لهم التصويت... والصحة تعلن الطوارئ في المستشفيات

لافتتان عملاقتان للسيسي على بناية تطل على ميدان التحرير عشية الانتخابات أمس (أ.ب)
لافتتان عملاقتان للسيسي على بناية تطل على ميدان التحرير عشية الانتخابات أمس (أ.ب)
TT

«رئاسية مصر» تبدأ اليوم وسط تحفيز على المشاركة واستنفار أمني

لافتتان عملاقتان للسيسي على بناية تطل على ميدان التحرير عشية الانتخابات أمس (أ.ب)
لافتتان عملاقتان للسيسي على بناية تطل على ميدان التحرير عشية الانتخابات أمس (أ.ب)

تنطلق الانتخابات الرئاسية في مصر، اليوم (الاثنين)، وتستمر على مدار 3 أيام ليختار الناخبون بين الرئيس الحالي وافر الفرص عبد الفتاح السيسي والذي يسعى لولاية ثانية، ورئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى، وخيمت أجواء تحفيز الناخبين على المشاركة على غالبية تصريحات المسؤولين الحكوميين، فيما فرضت عناصر الجيش والشرطة سيطرتها في اللجان الانتخابية في المحافظات المختلفة.
وقال رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبد العال، إن «إقبال المصريين بكثافة على لجان الانتخابات الرئاسية سيعطي رسالة واضحة لكل دول العالم بأن الشعب المصري متحد وملتف حول قيادته السياسية». وأضاف، في تصريحات على هامش اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي في مدينة جنيف بسويسرا أن «على كل الراغبين في الاستقرار وفي بناء مجتمع مصري حديث، المشاركة في الانتخابات وممارسة حقهم الدستوري المكفول لكل مواطن مصري بلغ 18 عاما».
ويحق لنحو 60 مليون مصري، التصويت في الانتخابات الرئاسية، فيما تراوحت نسب المشاركة في الانتخابات السابقة في حدود 47.4 في المائة.
من ناحية أخرى، وجه المستشار لاشين إبراهيم رئيس «الهيئة الوطنية للانتخابات»، رسالة للقضاة المشرفين على الانتخابات، وقال فيها إن إشرافهم «يحافظ على إرادة الناخبين ويحميها، ويمكنهم من اختيار رئيسهم بحرية وفي مناخ تسوده الطمأنينة»، ومضيفا أن «التاريخ المشرف لقضاء مصر وقضاتها، والذي سجل بأحرف من نور وحرصكم التام على الحيدة والتجرد وإرساء دعائم العدل بين الناس، جعلكم محل ثقة واطمئنان الشعب المصري».
وواصل مخاطبا القضاة، أنتم بأداء «هذا الواجب الذي يحمي إرادة المصريين إنما تؤدون رسالة لا تقل قدسية عن تحقيق العدالة».
وعدّ المتحدث العسكري للقوات المسلحة، تامر الرفاعي، أن انتشار عناصر التأمين التابعة للقوات المسلحة وتسلم اللجان والمقار الانتخابية «مساهمة في توفير مناخ آمن للمصريين للإدلاء بأصواتهم بأمان وطمأنينة وردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة الوطن وحقه الدستوري».
وقالت وزارة الداخلية إن مختلف مديريات الأمن أتمت «كافة الاستعدادات لتأمين سير العملية الانتخابية وخطط انتشار القوات بالمحاور الرئيسية والمواقع الهامة والحيوية على مستوى الجمهورية، وذلك بالتنسيق مع القوات المسلحة».
وأعلنت الحكومة التي يتولى نحو 95 ألف موظف من مختلف قطاعاتها مساعدة 13 ألف قاض في إدارة الانتخابات «الانتهاء من كافة الاستعدادات، بالتنسيق مع المحافظات». وقال اللواء أبو بكر الجندي وزير التنمية المحلة، أمس، بأنه تم «تجهيز كافة مقار اللجان الانتخابية بالمحافظات، وتوفير وسائل الراحة بها لاستقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم، فضلاً عن تجهيز غرفة عمليات بالوزارة لمتابعة انتظام العمل، وإعداد تقارير متابعة لرصد المعوقات المؤثرة على العملية الانتخابية، وكذلك متابعة معدلات المشاركة».
وعلى النهج ذاته، قرر، الدكتور أحمد عماد الدين راضي، وزير الصحة والسكان «رفع درجة الاستعداد بجميع المستشفيات إلى الدرجة القصوى»، وقال إنه تم الدفع بـ2400 سيارة إسعاف مجهزة وموزعة في محيط اللجان الانتخابية الرئيسية والفرعية والميادين والطرق الرئيسية بكافة محافظات الجمهورية.
وأشار إلى أنه تم «توزيع سيارات الإسعاف بحيث تقوم كل سيارة بتغطية من 5 – 7 لجان انتخابية بكل محافظة، ورفع درجة الاستعداد بجميع مرافق الإسعاف»
وأفاد بتجهيز 71 مستشفى بجميع محافظات الجمهورية، لنقل حالات الطوارئ الخاصة بالانتخابات لها، كما تم تأمين الأدوية والمستلزمات والتجهيزات الطبية بالمستشفيات ومديريات الشؤون الصحية بالمحافظات. ولفت إلى أنه «تمت مراجعة مخزون أكياس الدم بمحافظات الجمهورية حيث يوجد 20 ألف كيس دم بمختلف الفصائل».
في غضون ذلك التقت السفيرة هيفاء أبو غزالة رئيسة بعثة الجامعة العربية لمتابعة الانتخابات الرئاسية المصرية برئيس وفد الاتحاد الأفريقي لمتابعة الانتخابات، عبد الله ديوب وزير خارجية مالي الأسبق والوفد المرافق له بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك لمتابعة سير الانتخابات الرئاسية التي تبدأ اليوم.
وأكدت أبو غزالة أن «البعثة ستبذل كافة الجهود الممكنة لضمان نجاح مهمتها، وذلك في إطار ما تضمنته مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين جامعة الدول العربية والهيئة الوطنية للانتخابات».
وتطرق اللقاء لبحث عمل البعثة في الانتخابات الرئاسية الجارية، وعرض الأنشطة والاستعدادات الخاصة ببعثة الجامعة العربية، وقالت السفيرة إن تواجد بعثة الاتحاد الأفريقي لمتابعة الانتخابات الرئاسية هام جداً ويأتي في إطار متابعة ومراقبة العملية الانتخابية، وكان الاتحاد الأفريقي أعلن عن نشر بعثة لمتابعة الانتخابات الرئاسية في مصر، مشيراً إلى أنه سيتابع الانتخابات الرئاسية تلبية للدعوة التي تلقاها من الحكومة المصرية والهيئة الوطنية للانتخابات بجمهورية مصر العربية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.