بوتفليقة يدعو الى المحافظة على التماسك الاجتماعي

بن فليس ينفي اتهامات بالعمالة لقوى أجنبية بغرض تخريب البلاد

TT

بوتفليقة يدعو الى المحافظة على التماسك الاجتماعي

قال علي بن فليس، رئيس وزراء الجزائر سابقاً، إن انتقاداته المتكررة لسياسات الحكومة «لا يمكن أن تجعل منا عملاء لعدو داخلي، ولا عملاء تحركهم قوى أجنبية تريد تخريب البلد»، في إشارة إلى اتهامات وجهت له من أحزاب موالية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، تأخذ عليه بشكل خاص، «تسويد الوضع وإنكار إنجازات الرئيس».
وجاءت هذه التصريحات في وقت دعا فيه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى الحفاظ على الوحدة الوطنية في الجزائر؛ إذ قال في رسالة وجهها أمس إلى المحامين المجتمعين بالعاصمة في «يومهم الوطني» «سنظل متفطنين إزاء الـمساعي المتسترة، وهي كثيرة في هذه الأيام، التي تدعي الدفاع عن الـمبادئ، وغيـرها من قواعد العدالة ومبادئ الشرعية الدولية، وهي في الحقيقة تُسوّغ لأهـداف أخرى، لا تخفى آثارها في دول عديدة، بعضها يكاد اليوم أن يصبح أثراً بعد عين».
وكان بن فليس يتحدث أمس في العاصمة بمناسبة اجتماع لـ«اللجنة المركزية» للحزب، الذي يرأسه «طلائع الحريات»؛ إذ أبدى استياء بالغاً من خطاب «التخوين»، الذي يردده ضده قياديون بـ«جبهة التحرير الوطني» (أغلبية)، و«التجمع الوطني الديمقراطي»، الذي يتزعمه رئيس الوزراء أحمد أويحيى». وقال بهذا الخصوص «نحن في طلائع الحريات مناضلون وطنيون، مخلصون لوطننا فقط. نعم نحن وطنيون، وغيورون على وطنهم، ويتألمون لرؤية بلدهم وهو يراوح مكانه، بينما تتقدم الأمم الأخرى، في حين لا تنقصه لا الموارد والوسائل».
وأضاف بن فليس «صحيح أننا حلمنا وأردنا رؤية بلدنا وهو منطلق في طريق الديمقراطية ودولة القانون والسيادة الشعبية، التي هي مصدر كل الشرعيات. صحيح أننا حلمنا وأردنا رؤية بلدنا وهو منطلق في طريق التقدم والرقي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما هو الشأن بالنسبة للبلدان المتقدمة، لكن لا نرى أن هذا سيتحقق».
وبحسب بن فليس، فإن «صورة وسمعة بلدنا تتشوه أكثر فأكثر، ويوماً بعد يوم في محفل الدول. إن الآخرين ينظرون إلى بلدنا اليوم على أنه بلد يقمع معلميه وأطباءه». في إشارة إلى الأزمة الحادة التي تجمع الحكومة بنقابتي التعليم والأطباء منذ شهور طويلة.
وتابع بن فليس موضحاً «إنهم ينظرون إلى بلدنا على أنه ذلك البلد الذي لا تُحترم فيه حقوق وحريات المواطنين؛ وذلك البلد الذي يسيء معاملة المهاجرين؛ وأيضاً ذلك البلد الذي يدفع بشبابه إلى الهرب منه؛ والبلد الذي يخنق كل الأصوات الحرة والمعارضة؛ وذلك البلد غير المضياف، الذي لم تعد تطيب الحياة به. هذا للأسف ما جناه النظام السياسي القائم على بلدنا».
ويثير خطاب بن فليس، الذي يشترك معه فيه معارضون إسلاميون وليبراليون عدة، حساسية بالغة لدى الحكومة، التي تقول إن أصحابه يبحثون عن «الخراب على طريقة الربيع العربي». وهذا الموضوع بالذات هو ما تضمنه خطاب الرئيس بوتفليقة أمس.
واللافت أن الحكومة، وهي تحذر من إحداث تغيير في الجزائر بالقوة، تشير دوماً إلى نماذج البلدان السيئة، وبخاصة ليبيا وتتحاشى الحديث عن التجارب الناجحة، نسبياً، كتونس.
وأوضح بن فليس، أن «الواقع يقول إن بلدنا منذ سنوات عديدة في أزمة شاملة. أزمة نتجت من الفراغ في رأس هرم الدولة. إنه الشلل الذي شمل كل الحياة السياسية والمؤسساتية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية؛ وهو الشلل الذي أثر على مكانة الجزائر أيضاً على مستوى المنطقة، التي ننتمي إليها وفي محفل الأمم. إن بلدنا يواجه انسداداً سياسياً شاملاً؛ فالقرارات تتخذ خارج إطار المؤسسات الرسمية للدولة، وحيث القوى غير الدستورية تنشط في الخفاء، وحيث تم تحويل الصلاحيات الرئاسية والاستيلاء عليها. لقد استحوذت اللوبيات على دواليب السلطة، وهي تسهر الآن على مصالحها فقط، دون أي اعتبار لمصير البلد ومصير الشعب». في إشارة إلى «منتدى أرباب العمل»، الذي يضم عشرات رجال الأعمال المنتفعين من مشروعات حكومية ضخمة، بحكم قربهم من السلطة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.