يتجمع المدنيون والمقاتلون في جيب يسيطر عليه فصيل فيلق الرحمن المعارض في جنوب الغوطة الشرقية في الشوارع منذ صباح اليوم (السبت)، بانتظار إجلائهم بموجب اتفاق مع الجانب الروسي.
وخرج أكثر من 105 آلاف مدني من الغوطة حتى الآن عبر «الممرات الآمنة» التي حددتها قوات النظام السوري مع تقدمه ميدانياً داخل المنطقة.
ومن المقرر أن تبدأ اليوم عملية إجلاء مقاتلين ومدنيين من جنوب الغوطة الشرقية، بناء على اتفاق بين فصيل فيلق الرحمن والجانب الروسي، وفق ما أكد الطرفان.
وأورد تلفزيون النظام السوري أمس أن الاتفاق يقضي بـ«نقل نحو سبعة آلاف شخص من المسلحين وعائلاتهم من زملكا وعربين وعين ترما»، فضلاً عن أجزاء من حي جوبر الدمشقي المحاذي لها، وذلك «بعد تسليم السلاح الثقيل والمتوسط وخرائط الأنفاق».
وذكر أن تنفيذ الاتفاق سيبدأ عند التاسعة (07.00 ت غ) من صباح اليوم، إلا أنه لم يتم رصد تحرك أي من الحافلات من وإلى المناطق المعنية بالاتفاق وفق مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية.
وللمرة الأولى منذ أسابيع، شهدت شوارع مدينة عربين اليوم حركة كثيفة لمدنيين ومقاتلين منذ الصباح، في مشهد لم تألفه خلال الأسابيع الأخيرة مع تكثيف قوات النظام عملياتها على المنطقة.
وبادر كثير من السكان إلى تنسيق حاجياتهم وأغراضهم تمهيداً للرحيل، تزامناً مع نقل سيارات إسعاف عددا من الجرحى من مدنيين وعسكريين إلى نقطة تجمع محددة في مدينة زملكا.
وفي شوارع يحيط بها الركام من الجهتين وتشهد أبنيتها على حجم الدمار الذي خلفه القصف، مشى مدنيون سيراً أو على متن دراجات هوائية. كما تجمعت نسوة مع أطفالهن.
وأمام مبنى مدمر بشكل شبه كامل في عربين، شوهد العشرات من السكان، وبينهم مقاتلون، وهم ينتظرون وبقربهم دراجات نارية، ويتسامرون في مجموعات صغيرة.
وتأتي عملية الإجلاء اليوم غداة خروج مئات المقاتلين من فصيل حركة أحرار الشام على دفعتين من مدينة حرستا بناء على اتفاق مع الجانب الروسي.
وخرج يوما الخميس والجمعة أكثر من أربعة آلاف شخص بينهم أكثر من 1400 مقاتل بحسب تلفزيون النظام السوري.
ومكنت عملية الإجلاء هذه قوات النظام من توسيع نطاق سيطرتها لتشمل أكثر من تسعين في المائة من مساحة المنطقة التي كانت تحت سيطرة الفصائل، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتتعرض الغوطة الشرقية منذ 18 فبراير (شباط) لحملة عسكرية عنيفة لقوات النظام، تمكنت فيها القوات من تضييق الخناق بشدة تدريجياً على الفصائل المعارضة بعد تقسيم المنطقة إلى ثلاثة جيوب منفصلة، ما دفع بمقاتلي المعارضة إلى القبول بالتفاوض.
وبعد اتفاقي حرستا والجنوب، لا يزال مصير مدينة دوما، كبرى مدن المنطقة ومعقل «جيش الإسلام»، الفصيل الأقوى في الغوطة الشرقية، غير معروف مع استمرار المفاوضات بشأنها مع الجانب الروسي.
مدنيون ومقاتلون يتجمعون في جنوب الغوطة تمهيداً لإجلائهم
105 آلاف غادروا المدينة إلى الآن عبر «الممرات الآمنة»
مدنيون ومقاتلون يتجمعون في جنوب الغوطة تمهيداً لإجلائهم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة