أحزاب تونسية ترفض مقترح «النهضة» لتوحيد مرشح الرئاسة

المجلس الوطني التأسيسي يحدد اليوم مواعيد إجراء الانتخابات

أحزاب تونسية ترفض مقترح «النهضة» لتوحيد مرشح الرئاسة
TT

أحزاب تونسية ترفض مقترح «النهضة» لتوحيد مرشح الرئاسة

أحزاب تونسية ترفض مقترح «النهضة» لتوحيد مرشح الرئاسة

يتوقع أن يصادق المجلس الوطني التأسيسي في تونس على مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال جلسة عامة تعقد اليوم (الجمعة).
واقترحت الهيئة المستقلة للانتخابات تاريخ 26 أكتوبر (تشرين الأول) موعدا لإجراء الانتخابات التشريعية، و23 نوفمبر (تشرين الثاني) تاريخ الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية و28 ديسمبر (كانون الأول) تاريخ الدورة الثانية.
إلى ذلك، رفض عدد من الأحزاب التونسية مقترحا تقدمت به حركة النهضة الإسلامية يهدف إلى توافق عام حول شخصية وطنية لتولي منصب الرئاسة.
وتقدمت الحركة أمس (الخميس) بمبادرة تقوم على إطلاق مشاورات مع الأحزاب السياسية والمنظمات من أجل التوافق على شخصية وطنية حزبية أو مستقلة لتولي منصب الرئاسة.
وعللت الحركة التي حازت على أغلبية المقاعد في انتخابات المجلس التأسيسي 2011، هذه المبادرة بتفادي تشتت أصوات الناخبين والحد من حدة التجاذب السياسي.
وأوضحت في بيان لها أن «المبادرة التي تتقدم بها من أجل مرشح رئاسي توافقي لا تهدف إلى تغيير قواعد الديمقراطية، ولا إلى إلغاء الانتخابات، بل هي مبادرة وطنية تعزز الوفاق بعيدا عن الحسابات الحزبية الضيقة».
لكن عددا من الأحزاب رد على الفور برفض هذا المقترح، ومن بينها حزب التكتل من أجل العمل والحريات، الشريك السابق لحركة النهضة في الائتلاف الحكومي المستقيل.
وقال أمين عام الحزب محمد بالنور في تصريحات إذاعية إن «الأحزاب لا يجب أن تعوض الشعب في اختياره لرئيس الجمهورية، وإن قواعد الديمقراطية تقتضي بأن ينتخب الشعب انتخابا حرا أحد المرشحين للرئاسة.
ومن المتوقع أن يرشح حزب التكتل رئيسه مصطفى بن جعفر؛ الرئيس الحالي للمجلس الوطني التأسيسي لخوض السباق الرئاسي».
ورفض الحزب الجمهوري بدوره مقترح حركة النهضة، وصرح رئيس الهيئة السياسية للحزب، أحمد نجيب الشابي، المرشح لمنصب الرئاسة أن «الأصل في الديمقراطية هو التنافس»، محذرا من «إعادة تجربة عام 1988 التي أفضت إلى التوافق بين أغلب الأحزاب حول الرئيس السابق زين العابدين بن علي ليستمر في المنصب 23 عاما»، ورفض حزب المسار الديمقراطي أيضا مبادرة حركة النهضة.
وتضم قائمة المرشحين للسباق إلى كرسي الرئاسة حتى الآن، كلا من رئيس حزب نداء تونس الباجي قايد السبسي، ورئيس تيار المحبة المقيم في لندن الهاشمي الحامدي، وقد أعلنا بشكل رسمي ترشحهما، بينما يتوقع أن يكون الرئيس المؤقت الحالي المنصف المرزوقي عن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية من بين المتنافسين على المنصب.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.