قتيلان و20 جريحا في انفجار انتحاري استهدف لبنان

تزامنا مع تنفيذ القوى الأمنية مداهمات واعتقالات في غرب بيروت

قتيلان و20 جريحا في انفجار انتحاري استهدف لبنان
TT

قتيلان و20 جريحا في انفجار انتحاري استهدف لبنان

قتيلان و20 جريحا في انفجار انتحاري استهدف لبنان

قتل شخصان على الأقل وأصيب آخرون بجروح في تفجير انتحاري استهدف حاجزا لقوى الأمن الداخلي اللبنانية على الطريق الدولي بين بيروت ودمشق، حسبما أفاد مصدر أمني لبناني والوكالة الوطنية للإعلام الرسمية.
وتزامن التفجير مع تنفيذ القوى الأمنية مداهمات في فندقين بغرب بيروت واعتقال 15 شخصا على الأقل، في خطوة لم يعرف ما إذا كانت مرتبطة مباشرة بالتفجير الذي تلاه أيضا إقفال طرق في بيروت من قبل القوى الأمنية.
وقال المصدر إن «انتحاريا فجر نفسه بسيارة يقودها على حاجز قوى الأمن الداخلي في ضهر البيدر» شرق بيروت، أعلى نقطة على الطريق الدولي بين بيروت ودمشق، الذي يكون عادة مكتظا بالسيارات.
وأفادت الوكالة الوطنية بأن التفجير أدى إلى «سقوط شهيدين وعدد من الجرحى».
كما أفاد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية بأن التفجير وقع في سيارة رباعية الدفع على الحاجز الذي غالبا ما يكون مكتظا بالسيارات والشاحنات التي تعبر بين بيروت وجبل لبنان من جهة، ومحافظة البقاع الحدودية مع سوريا من جهة أخرى.
ورأى المصور شاحنة بيك آب صغيرة شبه محترقة، في حين بدت سيارات عدة متضررة. وتجمع عشرات الأشخاص قرب الحاجز الذي فرضت قوى الأمن طوقا حوله.
وفي بيروت، أفاد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية بأن عناصر من فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، وعناصر من الأمن العام (الذي يتولى مسؤولية المعابر الحدودية وشؤون الأجانب في لبنان)، داهمت فندقين في منطقة الحمرا بغرب بيروت، واعتقلت 15 شخصا على الأقل واقتادتهم في موكب من نحو 20 سيارة رباعية الدفع ذات زجاج داكن.
وفي حين لم تصدر القوى الأمنية أي تعليق على العملية، أفادت وسائل إعلام محلية بأن الموقوفين يشتبه في ارتباطهم بمجموعات «إرهابية» كانت تعتزم تنفيذ تفجيرات في لبنان.
وبعد وقت قصير على تفجير ضهر البيدر، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن القوى الأمنية أقفلت طرقا عدة في داخل بيروت، منها عين التينة (حيث مقر إقامة رئيس مجلس النواب نبيه بري) وطريق المطار واليونسكو، الواقعة على المدخل الجنوبي للعاصمة.
وشهد لبنان سلسلة تفجيرات وأعمال عنف منذ اندلاع النزاع في سوريا المجاورة، أدت إلى مقتل العشرات. واستهدفت غالبية التفجيرات مناطق نفوذ لـ«حزب الله» اللبناني، حليف دمشق والمشارك في المعارك إلى جانب القوات النظامية السورية.
ويعود آخر التفجيرات إلى 16 مارس (آذار)، وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص في قرية النبي عثمان بمحافظة البقاع على مقربة من الحدود السورية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».