العثماني: اتفاقية التبادل الحر لم تمس مصالح المغرب في أفريقيا

الخلفي اعتبر تقرير «العفو الدولية» حول أحداث جرادة «غير منصف»

TT

العثماني: اتفاقية التبادل الحر لم تمس مصالح المغرب في أفريقيا

قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية، إن المغرب، وخلال جميع مراحل التوقيع على اتفاقية منطقة التبادل الحر الأفريقي، التي تم التوقيع عليها خلال أشغال القمة الأفريقية الاستثنائية بكيغالي برواندا، كان حريصا على مصالحه الحيوية والدفاع عن قضاياه الأساسية، وفي مقدمتها قضية وحدته الترابية وسيادته الوطنية، لأنها «أمور لا يمكن التساهل فيها».
وأوضح العثماني، خلال ترؤسه أمس اجتماع الحكومة، أنه «خلافا للتخوفات التي وردت من بعض وسائل الإعلام، أطمئن الجميع بأن الاتفاقية هي في الحقيقة مدعمة لموقف المغرب ولمصالحه في أفريقيا، خصوصا أنها تنص صراحة على أن التجمعات السياسية والاقتصادية الإقليمية الأفريقية الموجودة تشكل البناء الأساس لها».
ويأتي تصريح العثماني، ردا على ما تناقلته تقارير إعلامية بشأن ضغوط مارستها جبهة البوليساريو على أعضاء دول الاتحاد الأفريقي، من أجل استثناء السلع والبضائع التي مصدرها الأقاليم الجنوبية للمغرب (الصحراء) من دخول منطقة التجارة الحرة القارية.
وأوضح رئيس الحكومة المغربية أن التوقيع على هذه الاتفاقية يتوج عودة المغرب للاتحاد الأفريقي، الذي «يبقى فاعلا قويا في قارته الأفريقية، ومؤمنا باستمرار التعاون جنوب - جنوب، خصوصا على مستوى القارة الأفريقية»، مذكرا بالمشاريع التي أطلقها الملك محمد السادس التي كانت موضوع اتفاقيات دولية، ومن أبرزها أنبوب الغاز من نيجيريا إلى شمال أفريقيا. كما أشار العثماني إلى أن إحداث منطقة للتبادل الحر الأفريقي ظل «حلما يراود الأفارقة منذ عقود... وبالتالي فإن التوقيع على هذه الاتفاقية شكل لحظة مهمة بالنسبة إلى عدد من الدول الأفريقية، بما فيها المغرب الذي يؤمن بالانفتاح في إطار ضوابط ضامنة للمصالح العليا للوطن».
وفي سياق منفصل، وردا على سؤال حول موقف المغرب من الإحاطة التي قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كولر لمجلس الأمن أول من أمس بشأن قضية الصحراء، قال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أمس، إن الإحاطة «تضمنت توضيحات مهمة ووضحت عددا من الادعاءات التي كان يروج لها خصوم الوحدة الترابية، خصوصا فيما يتعلق بالدور الريادي للأمم المتحدة في تدبير هذا الملف».
وأشار الخلفي، الذي كان يتحدث في لقاء صحافي عقده عقب اجتماع الحكومة، أن البيان الصحافي الذي صدر عن رئاسة مجلس الأمن، والذي أكد موقف الأمم المتحدة بشأن منطقة الكركرات وعدم المس بالوضع القائم «يشكل جوابا على الاستفزازات وعلى عملية انتهاك وقف إطلاق النار».
وأوضح الخلفي أن وفد المملكة في لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة كان مؤطرا بمرجعية خطاب الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، وهي مرجعية واضحة، تنص على أن لا حل خارج السيادة المغربية وخارج مبادرة الحكم الذاتي، موضحا أن «ملف الصحراء اختصاص حصري للأمم المتحدة، وأن المغرب يرفض أي نقاشات جانبية تؤدي إلى تحريف المسار»، مشيرا في السياق ذاته إلى أن المغرب سيتعاون مع الأمم المتحدة في إطار هذه الثوابت، وستصدر توضيحات أخرى بعد صدور تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن الصحراء في أبريل (نيسان) المقبل.
وفي موضوع منفصل، وصف الخلفي تقرير منظمة العفو الدولية (أمنستي) بشأن أحداث العنف التي شهدتها مدينة جرادة الأربعاء الماضي، إثر تدخل قوات الأمن لفك اعتصام عدد من المحتجين بأنه «غير منصف»، ولا يستند إلى معطيات كما هي على الأرض، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة شدد على أهمية احترام القانون في التعامل مع المتظاهرين، وأن الحكومة حريصة في المقابل على إنصاف المدينة، وإنقاذها من التهميش والمعاناة، مبرزا أن هناك جهودا كبيرة تبذل في مجال تنمية المنطقة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.