لم تتخذ الحكومة الباكستانية في إسلام آباد أي إجراءات إدارية أو أمنية حتى الآن ضد حزب «ميلي مسلم ليغ»، الذراع السياسية لـ«جماعة الدعوة» و«فلاح الإنسانية»، وتركت أمامه المجال مفتوحا للعمل بحرية كاملة في المناطق الحضرية الرئيسية في البلاد. ويرتبط حزب «ملي مسلم ليغ» الذي تأسس حديثا برابطة عضوية مع المنظمة الأم «جماعة الدعوة» التي شرعت الحكومة المركزية في اتخاذ إجراءات صارمة ضدها مؤخرا. ويعتنق كلا الحزبين الآيديولوجية والفلسفة نفسهما، وينحدر قادة الجماعتين من أصل واحد.
وقد شرعت الحكومة الباكستانية في اتخاذ إجراءات صارمة ضد «جماعة الدعوة» و«فلاح الإنسانية» منذ شهرين، لكنها استثنت حزب «ملي مسلم ليغ».
وفي تصريح لصحيفة «الشرق الأوسط»، قال محمد تابيش، المتحدث الرسمي باسم حزب «ملي مسلم ليغ»، إن «الحكومة لم تتخذ إجراءات، لأننا كيان مستقل عن جماعة الدعوة».
تأسس حزب «ملي مسلم ليغ» على يد الأعضاء السابقين بـ«حزب الدعوة» الذين أرادوا دخول المعترك السياسي لضمان مساحة سياسية كافية للقادة ولكوادر «جماعة الدعوة» و«فلاح الإنسانية»، للبقاء في بيئة باتت طاردة لهم، نتيجة للضغوط الدولية على حكومة باكستان.
وانخرط زعيم «جماعة الدعوة»، حافظ سعيد المطلوب أميركيا، وغيره من كبار قادة الجماعة في أنشطة سياسية متعددة في أعقاب حادثة ريموند ديفيس، (الجاسوس الأميركي الذي قتل مواطنين باكستانيين في لاهور، وحصل على العفو مقابل سداد الدية).
شملت الأنشطة السياسية للحزب مباحثات مع القادة السياسيين والدينيين، واتخاذ مواقف بشأن قضايا مثل ضربات طائرات «درون» التي تسببت في مقتل عشرات المدنيين الأبرياء، ناهيك بعقد المؤتمرات الصحافية في المدن الصغيرة والكبيرة. بيد أن سعيد وضع قيد الإقامة الجبرية من قبل الحكومة الباكستانية العام الماضي، لتضع الحكومة بذلك نهاية لمشاركته في المعترك السياسي. وأفاد قادة «ملي مسلم ليغ» الذي أنشئ حديثا إلى أنهم سيحرصون على تلقي النصح من سعيد الذي يرونه «بطل الأمة الباكستانية». وبحسب مسؤولين من جماعة الدعوة رفضوا الكشف عن هوياتهم، سيسير حزب «ملي مسلم ليغ» على نهج وفكر «جماعة الدعوة» رغم أنه سيكون كيانا مستقلا.
لم تكلل جهود الحكومة الباكستانية في الماضي بالنجاح في الحد من نشاطات «جماعة الدعوة» وحليفتها «لشكر طيبة» منذ عام 2002 عندما حظرت نشاط الأخيرة بسبب ضغوط الحكومة الهندية عقب الهجوم الذي تعرض له البرلمان الهندي. ونتيجة لذلك، شرع سعيد في العمل تحت لافتة «جماعة الدعوة» التي تعرضت هي الأخرى إلى الحظر من قبل الحكومة، ونتيجة لذلك بدأت القيادة والكوادر في العمل تحت لافتة مؤسسة «فلاح الإنسانية».
افتتح حافظ سعيد بنفسه مكتب حزب «ملي مسلم ليغ»، وبعد ذلك مباشرة اعترض الحزب على الانتخابات الجزئية على مقعد «الجمعية الوطنية» في إقليم لاهور في مواجهة حزب «مسلم ليغ» الحاكم، وضمن عددا كبيرا من الأصوات. وعقب القرار الرئاسي في 9 فبراير (شباط) الماضي الذي حظر نشاطات «جماعة الدعوة» و«فلاح الإنسانية»، عمل قادة الجماعة عن النأي بأنفسهم عن الجماعة الأم. وفي تصريح لصحيفة «مورنينغ ميل»، قال محمد تبيش: «من الواضح أننا جماعة مستقلة ومن أهم مؤشرات ذلك أن الحكومة لم تشرع في اتخاذ أي إجراء ضدنا».
تأسس حزب «ملي مسلم ليغ» على يد أعضاء «جماعة الدعوة» ممن دافعوا عن التحول إلى نمط السياسة السلفية في المجتمع الباكستاني، وهي السياسة التي طالما ارتبطت بالصراع في مواجهة القوات الهندية في منطقة كشمير الخاضعة لسيادة الهند.
باكستان: الذراع السياسية لـ«الدعوة» بمنأى عن إجراءات الحكومة
حافظ سعيد المطلوب أميركياً افتتح بنفسه مكتب الحزب
باكستان: الذراع السياسية لـ«الدعوة» بمنأى عن إجراءات الحكومة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة