طلبت روسيا، أمس، «أدلة» أو «اعتذارات» من الحكومة البريطانية التي تتهمها بأنّها مسؤولة عن تسميم العميل الروسي المزدوج في 4 مارس (آذار) في مدينة سالزبيري، حيث يتوقع وصول خبراء دوليين للمشاركة في التحقيق.
وقال الناطق باسم الكرملين للصحافيين، ديمتري بيسكوف «عاجلاً أم آجلاً يجب الرد على هذه الاتهامات التي لا أساس لها: إما عبر دعمها بالأدلة المناسبة أو الاعتذار».
من جهته، عبّر الاتحاد الأوروبي أمس عن «تضامن مطلق» مع بريطانيا في هجوم بغاز أعصاب وجهت فيه المسؤولية لروسيا. بدوره، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي انتخب لولاية رابعة بنتائج ساحقة، أي مسؤولية لبلاده في هذه القضية، ووصفها بأنها «مجرد هراء وتفاهات وكلام فارغ».
لكن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي جددت اتهاماتها خلال زيارة لبرمنغهام (وسط بريطانيا) أمس، وقالت: «أؤكد أن ما شهدناه يدل على أنه ليس هناك سوى استنتاج واحد، وهو مسؤولية الدولة الروسية عما حصل في شوارع سالزبري».
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، نظيره الروسي، في مكالمة هاتفية، الاثنين، إلى المساعدة في توضيح الهجوم «غير المقبول» بغاز الأعصاب على الجاسوس الروسي السابق.
وجاء في بيان لمكتبه أن ماكرون دعا «السلطات الروسية إلى إلقاء الضوء على المسؤوليات في الهجوم غير المقبول في سالزبري، واستعادة السيطرة بحزم على البرامج التي لم يتم الإعلان عنها لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية».
ولا يزال سيرغي سكريبال (66 عاماً) الجاسوس الروسي السابق الذي باع أسراراً إلى بريطانيا، وانتقل إليها ضمن صفقة تبادل جواسيس في 2010، في حالة حرجة مع ابنته يوليا (33 عاماً) بعد العثور عليهما على مقعد بحديقة في سالزبري.
ومن المتوقع أن يصل خبراء من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى بريطانيا لأخذ عينات من غاز الأعصاب المستخدم. وسيلتقي الخبراء مسؤولين من مختبر علوم وتكنولوجيا الدفاع القريب من سالزبري، حيث تم تحديد نوع الغاز (نوفيتشوك). وسيجتمعون أيضاً بالشرطة قبل إرسال نماذج إلى مختبرات دولية لتحليلها، ومن المتوقع أن يستغرق صدور النتائج أسبوعين على الأقل، بحسب مسؤولين بريطانيين.
وفي أول تعليق مباشر له على القضية بعد فوزه بولاية رئاسية رابعة في روسيا، الأحد، قال بوتين أمام أنصاره «إنه مجرد هراء وتفاهات وكلام فارغ أن يسمح أحد ما في روسيا لنفسه بالقيام بشيء كهذا قبيل الانتخابات وكأس العالم». وأكد «لقد قمنا بتدمير كافة الأسلحة الكيميائية»، مضيفاً أن روسيا مستعدة للمشاركة في التحقيقات. وتابع: «لهذه الغاية على الجانب الآخر أن يظهر اهتماماً أيضاً. وحتى الآن لم نشعر بذلك».
من جانبه، جدد أمين عام حلف الشمال الأطلسي، ينس ستولتنبيرغ، دعمه لبريطانيا، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أمس. وقال الأخير إن نفي روسيا المتكرر لتورطها في تسميم العميل الروسي السابق في بريطانيا بواسطة غاز الأعصاب «يزداد عبثية».
موسكو تطلب «أدلة» أو «اعتذارات» من بريطانيا في قضية تسميم الجاسوس
موسكو تطلب «أدلة» أو «اعتذارات» من بريطانيا في قضية تسميم الجاسوس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة