قضت محكمة مصرية، أمس، بإحالة أوراق 12 متهما من جماعة الإخوان المسلمين في قضية «أحداث كرداسة»، إلى مفتي البلاد، في خطوة تمهد لإصدار حكم الإعدام عليهم، وذلك لاتهامهم بقتل ضابط شرطة برتبة لواء في سبتمبر (أيلول) الماضي. وحددت جلسة 6 أغسطس (آب) المقبل للنطق بالحكم النهائي عليهم، كما قررت المحكمة تأجيل محاكمة 11 متهما آخرين إلى جلسة 8 أغسطس المقبل، لاتهامهم بقتل 11 من ضباط وأفراد قسم شرطة كرداسة والتمثيل بجثثهم. بينما قررت السلطات القضائية، أمس، حبس 18 من عناصر «الإخوان» ثلاث سنوات وغرامة 50 ألف في أحداث شغب وقعت في ضاحية المعادي، فبراير (شباط) الماضي.
في غضون ذلك، تمكنت السلطات الأمنية، أمس، من ضبط «خلية إرهابية» بالمنصورة في شمال البلاد، قالت إنها مكونة من ستة عناصر ينتمون لـ«الإخوان» كانت تستهدف القيام بأعمال عنف. كما أجلت محكمة جنايات القاهرة نظر محاكمة محمد بديع، مرشد عام الإخوان، ونائبه خيرت الشاطر و15 من قيادات الجماعة في القضية المعروفة إعلاميا بـ«أحداث مكتب الإرشاد»، بينما أجلت محكمة جنايات الجيزة محاكمة سبعة متهمين في قضية أخرى تعرف بـ«خلية أكتوبر».
ورفعت الأجهزة الأمنية في مصر درجة الاستعداد القصوى لمواجهة أي محاولات من قبل عناصر «الإخوان» لتعطيل مسار الحكومة الجديدة. وقالت مصادر أمنية في وزارة الداخلية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إنه «جرى وضع خطة أمنية مشددة للقضاء على البؤر الإرهابية». وقالت السلطات، إنها الأجهزة الأمنية بالمنصورة تمكنت من إحباط «عمليات إرهابية» بعد أن جرى إلقاء القبض على خلية إرهابية مكونة من ستة إرهابيين أمس. وأضافت أن العناصر من المنتمين لجماعة الإخوان، وبحوزتهم أسلحة نارية وخطط لارتكاب أعمال إرهابية خلال الفترة المقبلة ومنشورات وصورة لزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن.
وصنفت محكمة مصرية في وقت سابق جماعة الإخوان «تنظيما إرهابيا»، في خطوة سبقتها إليها الحكومة نهاية العام الماضي. ويحاكم قادة الجماعة في قضايا كثيرة وباتهامات تتراوح بين القتل أو التحريض على القتل والتخابر. وأصدرت السلطات القضائية في الأسابيع الماضية قرارات بالإعدام بحق مرشد «الإخوان» وأعضاء بالجماعة.
وقضت محكمة جنايات الجيزة المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة في طرة (جنوب القاهرة) برئاسة المستشار معتز خفاجي، أمس، بإعدام 12 من «الإخوان» في قضية «أحداث كرداسة»، لاتهامهم بارتكاب جرائم وقعت خلال الفترة من 14 أغسطس وحتى 5 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، واستهداف المنشآت العامة بغرض الإخلال بالنظام العام، وقتل ضباط وأفراد شرطة، والشروع في قتل آخرين، وإحراز أسلحة ومقاومة السلطات.
وفي سبتمبر الماضي، قتل اللواء نبيل فراج أثناء اقتحام قوات الأمن لبلدة كرداسة التابعة لمحافظة الجيزة على الضفة الغربية من نيل القاهرة، لضبط عناصر خارجة على القانون، قاموا باقتحام مركز شرطة كرداسة وقتلوا 11 من ضباط وأفراد القسم ومثلوا بجثثهم، عقب فض اعتصامي لأنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي في رابعة العدوية (شرق) والنهضة (غرب)، يوم 14 أغسطس الماضي.
وواجه المتهمون في القضية تهما تتعلق بـ«تكوين تنظيم إرهابي للقيام بالأعمال التخريبية والعدائية، ومقاومة عمليات تأمين الشرطة لأهالي مدينة كرداسة وممتلكاتهم، فضلا عن مقتل لواء الشرطة». وذكرت تحقيقات النيابة العامة، أن «المتهمين أعدوا كمينا داخل مدينة كرداسة خلال عملية اقتحامها لضبط الجناة، ثم أطلق أحدهما النيران تجاه اللواء فراج، فأصاب صدره وأسفر عن وفاته، كما ثبت أن بعض المتهمين ألقوا على قوات الشرطة قنابل يدوية فأصابوا تسعة ضباط».
وقالت مصادر قضائية لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإحالة إلى المفتي في القانون المصري، تعني الحكم بالإعدام، وقرار المفتي يكون استشاريا وغير ملزم للقاضي، الذي قد يقضي بالإعدام بحق المتهمين حتى لو رفض المفتي»، مشيرين إلى أن «المتهمين يمكنهم الطعن على الحكم أمام محكمة أعلى».
في غضون ذلك، أجلت محكمة جنايات القاهرة أمس، نظر محاكمة بديع والشاطر، و15 من قيادات الجماعة بينهم سعد الكتاتني رئيس حزب الحرية والعدالة ونائبه عصام العريان، ومحمد البلتاجي القيادي بالحزب، ومهدي عاكف المرشد العام السابق، في أحداث مكتب الإرشاد، إلى جلسة 23 يونيو (حزيران) الحالي، لتنفيذ طلبات الدفاع بالاستماع لشهود الإثبات.
ويواجه المتهمون، بحسب قرار الإحالة الصادر ضدهم «اتهامات بالتحريض على القتل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة حية غير مرخصة بواسطة الغير، والانضمام إلى عصابة مسلحة تهدف إلى ترويع الآمنين والتحريض على البلطجة والعنف، أمام مقر مكتب الإرشاد بضاحية المقطم (جنوب شرقي القاهرة)، أثناء احتجاجات 30 يونيو الماضي التي كانت تطالب برحيل مرسي، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة 91 آخرين».
في سياق آخر، عاقبت محكمة جنح المعادي برئاسة المستشار أيمن زغلول أمس، 18 إخوانيا بالحبس لمدة ثلاث سنوات وغرامة 50 ألف جنيه (نحو سبعة آلاف دولار) لكل متهم، لإدانتهم في أحداث الشغب التي وقعت في منطقة حدائق المعادي (جنوب القاهرة)، والتي شهدت اشتباكات عنيفة بين أنصار «الإخوان» وقوات الأمن والأهالي، أسفرت عن وفاة ثلاثة أشخاص وإصابة العشرات. يأتي هذا في وقت أجلت فيه محكمة جنايات الجيزة محاكمة سبعة متهمين في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم تشكيل خلية إرهابية في ضاحية «6 أكتوبر» بمحافظة الجيزة، كانت تستهدف الكنائس وأفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة.
كما أجلت محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بأكاديمية الشرطة (شرق القاهرة) القضية المعروفة إعلاميا بـ«محاكمة القرن»، المتهم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجليه جمال وعلاء ورجل الأعمال الهارب حسين سالم ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من مساعدي الوزير، لاتهامهم بقتل المتظاهرين إبان ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، وتصدير الغاز لإسرائيل والتربح، لجلسة 6 يوليو (تموز) المقبل، لاستكمال مرافعة دفاع إسماعيل الشاعر، مدير أمن القاهرة في عهد مبارك.