العاهل الأردني يؤكد استعداد بلاده للتعامل مع تطورات المنطقة وحماية حدودها وأراضيها

الملك عبد الله الثاني قال إنه لن يتهاون مع كل من يحاول أن يعبث بأمن الأردن

العاهل الأردني يؤكد استعداد بلاده للتعامل مع تطورات المنطقة وحماية حدودها وأراضيها
TT

العاهل الأردني يؤكد استعداد بلاده للتعامل مع تطورات المنطقة وحماية حدودها وأراضيها

العاهل الأردني يؤكد استعداد بلاده للتعامل مع تطورات المنطقة وحماية حدودها وأراضيها

قال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إن «المملكة جاهزة للتعامل مع أي تطورات في المنطقة لحماية شعبها وحدودها وأراضيها»، في إشارة ضمنية إلى الأحداث الحالية في العراق بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» على مدن وبلدات عراقية. وأشار إلى وجود تنسيق عال بين الحكومة الأردنية والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية.

وقال الملك عبد الله الثاني خلال زيارته، أمس، رئاسة الوزراء ولقائه رئيس الحكومة عبد الله النسور: «أطمئن الجميع أن الأردن قوي واتخذ كل الاحتياطات، ومستعد للتعامل مع أي تطورات في المنطقة لحماية شعبه وحدوده وأراضيه».

وأضاف خلال ترؤسه جانبا من اجتماع مجلس الوزراء: «الحمد لله، نحن في الأردن في موقف قوي جدا، وهناك تعاون وتنسيق بين الحكومة والقوات المسلحة والأجهزة الأمنية لحماية الأردن وحماية حدودنا وأمننا الداخلي، ونحن نراقب ما يجري في الإقليم، ونحن بألف خير».

وحذر العاهل الأردني من المساس بأمن المملكة، وقال: «من فترة لأخرى، نلمس حالات وتجاوزات سلبية في المجتمع علينا جميعا التعاون في مواجهتها، ولا بد من تعزيز فرض سيادة القانون وتطبيقه على الجميع بعدالة وبكل جدية». وتابع: «في كل زياراتي خلال آخر ستة أشهر تقريبا، ما سمعته من جميع الأردنيين من الشمال إلى الجنوب هو المطالبة بفرض سيادة القانون وتطبيقه»، مشددا على أن سيادة القانون خط أحمر بالنسبة لنا جميعا «ولا أحد أكبر من القانون أو الدولة».

وأضاف مؤكدا: «هذه الرسالة سمعتها مباشرة من المواطنين، وأنتم في الحكومة تسمعونها مني اليوم، بأننا لن نتهاون مع كل من يحاول أن يعبث بأمن الأردن من الخارج أو من الداخل».

من جهة أخرى، دعا العاهل الأردني إلى «أهمية متابعة المسؤولين ميدانيا الخدمات المقدمة إلى المواطنين والوقوف على احتياجاتهم وحل مشكلاتهم مباشرة على أرض الواقع». وقال: «ألتقي معكم اليوم للتأكيد على مجموعة قضايا تهم المواطنين، خصوصا في شهر رمضان المبارك ومتطلباته».

ولفت إلى استمرار تدفق اللاجئين السوريين، ما سيزيد الضغط على الخدمات في معظم المحافظات، خصوصا في المفرق وإربد، شمال الأردن، وأضاف: «عليه يجب العمل بشكل أكبر للمحافظة على نوعية ومستوى الخدمات المقدمة للمواطنين».

وكان رئيس أركان القوات المسلحة الأردنية الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن تفقد الحدود الأردنية - العراقية شاملا التشكيلات والوحدات العسكرية من مختلف الصنوف والمراقبات الأمامية ومركز الكرامة الحدودي.

ووجه الزبن بالتعامل «بكل حزم مع كل ما من شأنه تعكير صفو وأمن المواطنين وعدم السماح لأي كان من الاقتراب أو اختراق أي شبر من حدود الأردن بصورة غير قانونية وباستخدام أقصى درجات القوة وبمختلف أنواع الأسلحة».

واستمع الفريق الزبن خلال زيارته إلى إنجازات عسكرية من القادة العسكريين حول مختلف الأمور المتعلقة بواجبات ومهام هذه التشكيلات والوحدات واطلع على مختلف الإجراءات المتخذة لحماية أمن الحدود ومنع أي محاولات للتسلل والتهريب أو أي محاولات من شأنها المساس بأمن الأردن أو مواطنيه أو حرمة أراضيه.

وتفقد معبر الكرامة مع العراق واطمأن على الإجراءات المتخذة من قبل الأجهزة المعنية لإدامة العمل على هذا المعبر.

واستقبل الفريق الزبن في مكتبه بالقيادة العامة أمس الفريق أول الركن السير نيكولاس هاوتن رئيس هيئة الأركان المشتركة البريطاني والوفد المرافق له، لبحث أوجه التعاون والتنسيق بين القوات المسلحة والجيش في البلدين وآليات تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين.

وكان رئيس هيئة الأركان البريطاني وصل إلى عمان في زيارة رسمية للمملكة يزور خلالها عددا من المواقع العسكرية والمشاريع المشتركة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.