تسعى أندية مانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام إلى تضميد جراح خروجها من ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، عندما تخوض نهاية الأسبوع دور الثمانية في كأس إنجلترا لكرة القدم. وكانت الأندية الثلاثة من بين خماسي قوي بلغ دور الستة عشر من المسابقة القارية، لكن وحدهما مانشستر سيتي وليفربول نجحا في بلوغ دور الثمانية. وكان توتنهام الأقرب إلى التأهل بعد تعادله على أرض يوفنتوس الإيطالي 2 - 2، قبل أن يخسر 1 - 2 في عقر داره، فيما قدم مانشستر يونايتد أداءً مخيباً أمام ضيفه إشبيلية الإسباني وخسر 1 - 2. أما تشيلسي فدفع ثمن الواقعية أمام الأرجنتيني ليونيل ميسي وبرشلونة الإسباني.
ويستقبل يونايتد الساعي إلى لقبه الثالث عشر في المسابقة لمعادلة الرقم القياسي لآرسنال، برايتون، اليوم، حيث يأمل في متابعة المشوار ضمن مسابقة تشكل أمله الأخير هذا الموسم في إحراز أحد الألقاب، نظراً لابتعاده بفارق 16 نقطة عن مانشستر سيتي متصدر الدوري. لكن «الشياطين الحمر» تعرضوا لانتقادات لاذعة لمقاربتهم السلبية لمباراة إشبيلية الأخيرة، خصوصاً الطريقة التي طبقها مدربهم البرتغالي جوزيه مورينيو. وعلت أصوات «هجوم، هجوم، هجوم» في مدرجات ملعب «أولد ترافورد» الثلاثاء، لحث اللاعبين على الهجوم، على غرار التشكيلات التاريخية للمدربين مات بازبي وأليكس فيرغسون.
وقال مهاجم يونايتد البلجيكي روميلو لوكاكو، الذي كان من قلائل الناجين من الانتقادات بعدما سجل في مرمى إشبيلية هدفه الـ24 هذا الموسم «لدينا كأس واحدة نطاردها وهي كأس إنجلترا». وتابع: «أردنا الذهاب بعيداً في دوري الأبطال، هذا ما يحتاجه نادٍ مثل مانشستر يونايتد، لكن لم نفعل ذلك ونحن خائبون». وستتركز الأنظار على قرار مورينيو حول إمكانية إشراك لاعب الوسط الفرنسي بول بوغبا المتعثر أخيراً والقادم الجديد من آرسنال التشيلي ألكسيس سانشيس الذي لم يتأقلم بعد في «أولد ترافورد»، وسجل هدفاً وحيداً في 10 مباريات.
ويتعين على توتنهام العيش من دون مهاجمه الدولي هاري كين المصاب بتمزق في كاحله حتى الشهر المقبل، عندما يحل على سوانزي سيتي. لكن أداء الكوري الجنوبي سون هيونغ - مين يمنح مشجعي فريق شمال لندن الأمل في التعويض عن هدافهم الدولي. وتعرض كين للإصابة عندما كان فريقه متأخراً أمام بورنموث صفر - 1 الأسبوع الماضي، لكن سون سجل ثنائية وقاد فريقه إلى الفوز 4 - 1 رافعاً رصيده إلى 7 أهداف في آخر أربع مباريات. وقال المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي قاد توتنهام إلى المركز الثالث بعد 30 مرحلة على انطلاق الدوري، إنه فخور بإنجازات لاعبيه في السنوات الأخيرة، ولو عجزوا عن تحقيق الألقاب، لأنه ليس بمقدورهم «شراء» الكؤوس. ويبحث بوكيتينو الذي يشرف على سبيرز منذ ثلاث سنوات عن لقب وحيد هذه السنة وبلوغ نصف النهائي ثم النهائي على «ملعبه» راهناً «ويمبلي». وقال الأرجنتيني «الناس التي تفهم في كرة القدم جيداً، تعرف أن هذا المشروع (توتنهام) مثير جداً، لأننا لسنا فريقاً يشتري الألقاب، نحن نادٍ يستحق الألقاب». ويحتل توتنهام المركز الثالث في ترتيب الألقاب، إذ توج 8 مرات آخرها في 1991.
وكما يونايتد وتوتنهام، لم يحظ تشيلسي، بطل الدوري الموسم الماضي، بفرصة التقاط أنفاسه بعد الخروج الأوروبي، وهو يحل على ليستر سيتي غداً، باحثاً عن لملمة جراح خسارته الثلاثية أمام برشلونة، عندما سجل ميسي هدفين من بين قدمي حارسه البلجيكي العملاق تيبو كورتوا. وبرغم الخسارة الصريحة، قدم لاعبو المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي أداءً رجولياً، وأصابوا القائم مرتين كما في الذهاب، في ظل اعتماد الفرنسي أوليفييه جيرو رأس حربة ومنح النجم البلجيكي أدين هازارد دوراً حراً. ويتوقع أن يشارك جيرو مجدداً أمام ليستر الذي يركز على الكأس في ظل حلوله ثامناً في ترتيب البرميرليغ (الدوري الإنجليزي)، بعيداً عن حسابات التأهل إلى دوري أبطال أوروبا أو الهبوط إلى الدرجة الثانية. وتوج تشيلسي باللقب 7 مرات، أولها في 1972 وآخرها في 2012، فيما حل ليستر وصيفاً أربع مرات آخرها في 1969. وفي مباراة وحيدة تضم فريقاً من خارج البرميرليغ، يستقبل ويغان من الدرجة الثالثة الذي أقصى مانشستر سيتي القوي من الدور الخامس (1 - صفر) ساوثهامبتون غداً.
الدوري الإنجليزي
يتوقع المدرب الألماني يورغن كلوب من فريقه التعلم من الأخطاء التي ارتكبها الأسبوع الماضي، وذلك عندما يتواجه «الحمر» مع ضيفهم واتفورد اليوم في المرحلة 31 من الدوري الإنجليزي التي يغيب عنها الكبار الآخرون لارتباطهم بدور الثمانية في بطولة الكأس. واعتبر كلوب أن فريقه كان بطيئاً في التعامل مع الكرات «التائهة» خلال المباراة التي خسرها السبت الماضي ضد غريمه مانشستر يونايتد (1 - 2) الذي ألحق بليفربول هزيمته الرابعة فقط هذا الموسم. وفرط ليفربول في فرصة إزاحة يونايتد عن الوصافة، لكن في ظل انشغال الأخير وتوتنهام الذي استفاد من خسارة رجال كلوب ليصبح ثالثاً، بمسابقة الكأس خلال عطلة نهاية الأسبوع الحالي، ستكون الفرصة متاحة أمام «الحمر» لوضع منافسيه الأساسيين على التأهل المباشر إلى دوري الأبطال تحت الضغط.
ويمني كلوب النفس بأن يتكرر سيناريو أكتوبر (تشرين الأول)، حين خسر فريقه أمام توتنهام ثم انتفض وخاض 14 مباراة متتالية دون هزيمة، ويناير (كانون الثاني) الماضي، عندما حقق 4 انتصارات وتعادل إثر هزيمة أمام سوازي سيتي.
وشدد المدرب الألماني بعد الخسارة أمام يونايتد «يجب أن نرد... الأخطاء كانت واضحة. لا يمكن أن نترك (مدافعه الكرواتي) ديان (لوفرن) يدافع وحيداً... الأمور لا تسير بهذه الطريقة». ويأمل كلوب أن يتجنب لاعبوه سيناريو المواجهة الأخيرة مع واتفورد على ملعب «فيكاريدج رود» حين تخلفوا مرتين في المرحلة الافتتاحية، ثم عوضوا وتقدموا بفضل الهدف الأول للمصري محمد صلاح بقميص الفريق، قبل أن يتلقوا هدف التعادل 3 - 3 في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع.
وكانت تلك المباراة الافتتاحية إشارة واضحة على ضعف دفاعي ما زال يعاني منه ليفربول حتى الآن، وأبرز دليل مباراة السبت الماضي ضد يونايتد حين اهتزت شباكه في الشوط الأول بهدفين كان بالإمكان تجنبهما لماركوس راشفورد، ثم اصطدم بعدها بحائط دفاعي صلب لفريق المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. وتعكس إحصاءات المباراة ضد يونايتد ما اختبره ليفربول في «أولد ترافورد»، إذ بلغت نسبة استحواذه على الكرة 67.9 في المائة، وسدد على المرمى في 14 مناسبة مقابل 5 فقط لرجال مورينيو، ورغم ذلك خرج في نهاية المطاف خاسراً. وأشار لاعب الوسط الألماني إيمري جان إلى أن هدفي يونايتد جاءا نتيجة الضعف في التعامل مع الكرات التائهة في منطقة الجزاء، مضيفاً: «في مركزي أنا، هذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة لي. يجب أن نتعلم من ذلك، وأن ننفذه بشكل أفضل ضد واتفورد». وواصل: «ارتكبنا أخطاء ساذجة جداً حين تلقينا الهدفين. يجب أن ندافع بشكل أفضل».
ورغم خيبة الخسارة للمرة الثانية فقط في المراحل الـ21 الأخيرة، بإمكان ليفربول التفاؤل بوضعه هذا الموسم، فهو من بين فريقين إنجليزيين من أصل خمسة شاركوا في المسابقة موجودين في دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا. كما أن الفريق بكامل عافيته من حيث اللاعبين ووحده ناثانيل كلاين ليس في تصرف كلوب بسبب إصابة طويلة الأمد في ظهره، والمباريات المتبقية له في الدوري تبدو في متناوله، أقله على الورق، وأصعبها سيكون ضد الجار اللدود إيفرتون في 8 الشهر المقبل، وتشيلسي حامل اللقب على ملعب الأخير في 5 مايو (أيار) خلال المرحلة قبل الأخيرة.
وفي منافسات القاع يلتقي وست بروميتش إلبيون الذي يتذيل الترتيب بفارق ثمان نقاط عن منطقة الأمان مع مضيفه بورنموث صاحب المركز الثاني عشر اليوم. ويدرك الآن باردو مدرب وست بروميتش إلبيون أنه لا بديل عن الفوز على بورنموث، من أجل إحياء أي فرصة للبقاء في دوري الأضواء، خصوصاً أن هزيمة الفريق على ملعبه أمام ليستر سيتي 1 - 4 الأسبوع الماضي ضاعفت من محنة الفريق. وقال باردو «لا أشعر بالفخر عن الجزء الأخير من المباراة لأننا فقدنا إيماننا بأنفسنا». وأضاف: «علينا أن نظهر رد الفعل وأن نخرج من حالة الإحباط».
ويدرك بورنموث أيضاً أنه إذا أراد تأمين وجوده في الدوري الإنجليزي الممتاز فعليه الفوز على وست بروميتش، خصوصاً أنه يبتعد بفارق ست نقاط فقط عن منطقة الخطر. الأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة لستوك سيتي صاحب المركز الثاني من القاع عندما يستضيف إيفرتون اليوم. ويلتقي اليوم أيضاً هيديرسفيلد تاون مع ضيفه كريستال بالاس. ويحتل هيديرسفيلد المركز الخامس عشر برصيد 31 نقطة بفارق أربع نقاط عن منطقة الهبوط، ويحل كريستال في المركز الثامن عشر برصيد 27 نقطة، وبالتالي فإنهما كلاهما يرفع شعار لا بديل عن الفوز من أجل الاقتراب خطوة من حلم البقاء في الدوري الممتاز.
مانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام تتطلع لتضميد جراحها الأوروبية في الكأس الإنجليزية
ليفربول يواصل صراعه لوصافة بطولة الدوري... ووست بروميتش يحلم بالنجاة
مانشستر يونايتد وتشيلسي وتوتنهام تتطلع لتضميد جراحها الأوروبية في الكأس الإنجليزية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة