اختطاف مسؤول عسكري في طرابلس... وترقب في سبها

حفتر يلتقي مسؤولين من أميركا وبريطانيا خلال زيارة غير معلنة إلى الأردن

TT

اختطاف مسؤول عسكري في طرابلس... وترقب في سبها

اختطف مجهولون في العاصمة الليبية طرابلس، أمس، العميد مسعود ارحومة، المدعي العام العسكري التابع لحكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج.
ونقلت قناة «النبأ» التلفزيونية المحلية، الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، عن مصادر في عائلة ارحومة أن مسلحين اقتادوا أرحومة من أمام منزله بمنطقة صلاح الدين في طرابلس إلى مكان غير معلوم، مشيرة إلى أنهم كانوا يستقلون سيارتين وينتظرونه قرب منزله.
وقال مصدر أمني، من مركز شرطة الهضبة للموقع الإلكتروني لصحيفة «المرصد» الليبية، إن المركز تلقى بلاغا باختطاف ارحومة وسائقه ومرافقه الشخصي قرب منزله، مشيرا إلى أنها لم تعرف حتى الآن هوية المجموعة الخاطفة أو مطالبها.
في غضون ذلك، قال مصدر ليبي إن المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني، بدأ أول من أمس، زيارة غير معلنة إلى العاصمة الأردنية عمان، لعقد محادثات مع السلطات الأردنية، بالإضافة إلى عقد سلسلة اجتماعات مع وفود أميركية وبريطانية، في وقت تحدث فيه عبد الرحمن الشكشاك، رئيس المجلس المحلي لمدينة تاورغاء، إلى «الشرق الأوسط» عن «ضمانات بعودة النازحين قريباً».
ووضع المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، هذه الزيارة في إطار ما وصفه بـ«الاتصالات المستمرة بين حفتر والإدارة الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترمب»، معتبرا أن «هذه اللقاءات تسهم في وضع الأطراف الدولية في صورة الوضع السياسي والعسكري الراهن في ليبيا». وكشف النقاب عن أن «حفتر يسعى لإقناع المجتمع الدولي، خصوصا إدارة ترمب، بدعم جهود الجيش الوطني في محاربة الإرهاب، والمساعدة على رفع حظر التسليح المفروض عليه بموجب قرار رسمي من مجلس الأمن الدولي».
إلى ذلك، أعلنت السلطات الليبية عن اعتقال اثنين من المتورطين في محاولة الاغتيال الفاشلة، التي تعرض لها عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا مساء أول من أمس، بينما كان في زيارة إلى مدينتي غريان ويفرن بالجبل الغربي على بعد 90 كلم بالاتجاه الجنوبي للعاصمة طرابلس.
والتزم الجيش الوطني الليبي الصمت حيال اتهام السويحلي له بالتورط في محاولة اغتياله، لكن مسؤولا في الجيش قال في رد مقتضب لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الاتهامات جزء من الحملة التي يشنها السويحلي ضد الجيش الوطني وقياداته»، ووصفها بأنها مجرد «مزاعم».
وكان المكتب الإعلامي للسويحلي قد اتهم من وصفها بـ«عصابة مسلحة تابعة لعملية الكرامة» في منطقة ظاهر الجبل بالوقوف وراء هذا الهجوم المسلح، في إشارة إلى قوات عملية الكرامة التابعة للجيش بقيادة المشير حفتر.
من جهة أخرى، طالب رئيس البرلمان الليبي المستشار عقيلة صالح، في بيان مساء أول من أمس، بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ورئيسها غسان سلامة بضرورة الدفع بالعملية السياسية، ودعوة لجنتي الحوار بمجلس النواب ومجلس الدولة لاستمرار التواصل قصد إنجاز تعديل الاتفاق السياسي.
وتزامن هذا المطلب مع قرب انتهاء مهلة الأيام التسع، التي منحها الجيش الوطني خلال الأسبوع الماضي للأفارقة الموجودين في جنوب ليبيا، ومطالبتهم بمغادرة البلاد، إذ قال مسؤول في الجيش إن عملية فرض القانون التي أطلقتها قوات الجيش ستبدأ رسميا اعتبارا من الغد.
ميدانيا، حلقت طائرات حربية تابعة للجيش في سماء مدينة سبها أمس، بينما تحدث سكان محليون عن سقوط قذائف عشوائية على بعض المناطق السكنية خلال الاشتباكات المتقطعة من وقت لآخر.
وحذرت غرفة عمليات القوات الجوية بالمنطقة الجنوبية أمس من دخول أي طائرة عسكرية، سواء كانت حربية أو خاصة بالنقل العسكري، المجال الجوي في مناطق الجنوب دون إذن، وهددت في بيان مقتضب بأنه في حال تجاهل هذه التحذيرات، فإنها ستكون هدفا للمقاتلات والقاذفات والمروحيات المقاتلة بسلاح الجو الليبي، التابع للغرفة.
ومن جهتها، أعلنت حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، عن تشكيل لجنة وزارية للتفاوض في الجنوب. إذ قالت إدارة التواصل والإعلام في حكومة السراج، إن مجلسها الرئاسي أصدر أمس قرارا بتشكيل لجنة وزارية برئاسة عبد السلام كاجمان نائب السراج، وعضوية سبعة وزراء من الحكومة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.