وزير الخارجية الألماني يدعو للمثابرة في مكافحة {داعش}

TT

وزير الخارجية الألماني يدعو للمثابرة في مكافحة {داعش}

دعا وزير الخارجية الألماني الجديد هايكو ماس (من الحزب الديمقراطي الاشتراكي) للتحلي بالمثابرة في مكافحة تنظيم داعش. وحذر ماس، أمس، في أول خطاب له بالبرلمان الألماني (البوندستاغ) بصفته وزيرا للخارجية، قائلاً: «نجاحاتنا هشّة». وأشار إلى أنه رغم أن التحالف الدولي حقق أوجه نجاح مهمة في مواجهة تنظيم داعش، ولم يعد للتنظيم أي سلطة في العراق، فإنه لم يُهزم بعد.
وشدد ماس على ضرورة مواصلة الالتزام بمكافحة التنظيم، وقال: «التخاذل سيكون بمثابة إشارة خاطئة تماماً في الوقت الحالي». وقبل يوم من طرح قرار تمديد عمل القوات الألمانية في العراق وأفغانستان، ضمت وزيرة الدفاع أورسولا فون دير لاين صوتها إلى صوت ماس، وقالت إن «داعش» لم يهزم بعد، وإنه انتقل إلى العمل السري. ودعت فون دير لاين، من الحزب الديمقراطي المسيحي، إلى مد العون العسكري الألماني على مستوى التسليح والتدريب من كردستان العراق إلى العراق كله.
يذكر أن وجود الجيش الألماني يقتصر حالياً على منطقة الأكراد شمال العراق.
وعلى صعيد الإرهاب أيضاً، نشرت صحيفة «بيلد» واسعة الانتشار صورة للمتطرف «سمير.ب» يجالس إرهابيين من «داعش» في مطعم برليني يوم 14 أغسطس (آب) 2014. وأشارت الصحيفة إلى أن الاثنين الآخرين هما «بلال.هـ» و«حسام.هـ» وكلاهما لقي حتفه في القتال إلى جانب «داعش» في سوريا. وأضافت الصحيفة أن شرطة الحدود ألقت القبض على جزائري الأصل «سمير.ب» في مطار فرنكفورت يوم 28 ديسمبر (كانون الأول) 2014 وهو يحمل مبلغ 9 آلاف يورو وطائرة صغيرة من دون طيار (درون). وسحبت الشرطة جوازه ومنعته من السفر لشكها في أنه كان ينوي السفر إلى سوريا للانضمام إلى «داعش».
ويأتي تقرير «بيلد» بعد أن وقفت محكمة هانوفر ضد قرار شركة إنتاج السيارات العالمية «فولكس فاغن» فصل «سمير.ب» من العمل. وكانت الشركة الألمانية في فولفسبورغ أنهت عقد العمل مع ميكانيكي السيارات بسبب تهديده العمال الآخرين، وبسبب الإعلان عن رغبته في الالتحاق بـ«داعش» في سوريا والعراق.
واتهمت الشركة «سمير.ب»، (30 سنة)، بالتخطيط لتنفيذ تفجيرات داخل مصانع الشركة، وتوقيت العملية مع موعد اجتماع عام يضم نحو 10 آلاف من العمال والموظفين. وكان «سمير.ب» طوال المحكمة يستفز القاضي والشهود ويصور الصحافيين، وأجبره القاضي على مسح تسجيل فيديو صوره بجهازه الجوال داخل قاعة المحكمة.
وقررت «فولكس فاغن» الطعن في قرار المحكمة أمام المحكمة الاتحادية، في خطوة قد تؤجل إعادته إلى العمل في الشركة. وأشارت محامية الشركة إلى أن قرار الفصل جاء بسبب مخاوف العمال من «سمير.ب» بسبب تطرفه. وتحدثت المحامية عن مؤشرات على أن المتهم متورط بتجنيد متشددين آخرين في مدينة فولفسبورغ للقتال إلى جانب «داعش». وقد استعاد «سمير.ب» جواز سفره منذ مطلع العام الحالي.
وفي كولون، اضطر المجلس الأعلى للمسلمين إلى غلق مركزه حتى إشعار لاحق بعد تلقيه رسالة تهدد بقتل رئيس المجلس أيمن مزايك. وكان المجلس تلقى الأربعاء الماضي رسالة تحتوي على مسحوق أبيض مثير للريبة أثار الرعب بين موظفي المركز والعاملين فيه. تضمن المظروف، الذي لم يحمل عنوان المرسل، رسالة قصيرة كتبت بخط اليد وموجهة إلى مزايك بالاسم. وتقول الرسالة: «مزايك؛ سنذبحك إذا لم تكف عن إهانة حزب (البديل لألمانيا)». وتطالب الرسالة مزايك بالرحيل عن ألمانيا، واحتوت على رمز «منظمة الصاعقة النازية» ورسم مشنقة علق شخص ما عليها. ومعروف أن حزب «البديل لألمانيا» الشعبوي محسوب على اليمين المتطرف، ويشرك ناخبوه بنشاط في «حركة المواطنين الأوروبيين» المناهضة للإسلام. ونجح الحزب خلال الانتخابات الأخيرة في الصعود إلى البرلمان الاتحادي محققاً نسبة 12 في المائة. حضر رجال الشرطة والمطافئ بكثافة بعد تبليغ المركز عن الرسالة والمسحوق الأبيض فيها، إلا أن الفحص المختبري أثبت بعد ذلك أن المسحوق غير ضار.
وقال مزايك: «لا نشعر بأننا محميون» وإن العاملين في المركز يعيشون حالة صدمة ولا يشعرون بالاطمئنان، وإن قرار غلق أبواب المركز في كولون اتخذ في اجتماع للمجلس في العاصمة برلين. وواصل مزايك أن المجلس يتلقى التهديدات والشتائم باستمرار، إلا أن رسالة التهديد «بلغت مدى جديداً».
وتأسس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا سنة 1987، وهو من المنظمات التي تشارك بشكل رئيسي في المؤتمر الإسلامي السنوي في دائرة المستشارة، ويضم 35 جمعية ومنظمة إسلامية وأعضاء مستقلين.
وفي إجابتها عن سؤال لكتلة حزب «الخضر» البرلمانية حول التعديات على المسلمين في ألمانيا، أحصت وزارة الداخلية الألمانية أكثر من 950 اعتداء على مسلمين ومساجد في سنة 2017. وأشارت الوزارة إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أكثر من هذا بكثير، وأن الاعتداءات على المساجد تسببت بإصابة 33 شخصاً.


مقالات ذات صلة

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

العالم إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

إسبانيا: السجن لأعضاء خلية «إرهابية» خططت لاستهداف مصالح روسية

قضت محكمة إسبانية، الجمعة، بالسجن 10 سنوات على زعيم خلية «إرهابية» نشطت في برشلونة، و8 سنوات على 3 آخرين بتهمة التخطيط لهجمات ضد أهداف روسية في المدينة، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية». وذكرت «المحكمة الوطنية» في مدريد، في بيان، أنها أدانت «4 أعضاء في خلية إرهابية متطرفة مقرُّها برشلونة، حدّدوا أهدافاً روسية لتنفيذ هجمات ضدَّها في عاصمة كاتالونيا بشمال شرقي إسبانيا. وأضافت المحكمة، المسؤولة خصيصاً عن قضايا «الإرهاب»، أنها برّأت شخصين آخرين. وجاء، في البيان، أن زعيم الخلية «بدأ تحديد الأهداف المحتملة، ولا سيما المصالح الروسية في عاصمة كاتالونيا، وأنه كان في انتظار الحصول على موادّ حربية». وأوض

«الشرق الأوسط» (مدريد)
العالم اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

اعتقال سوري بتهمة التخطيط لهجمات في ألمانيا

أعلنت السلطات الألمانية، الثلاثاء، القبض على سوري، 28 عاماً، في هامبورغ للاشتباه في تخطيطه شن هجوم ارهابي. وأعلن المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، والمكتب الإقليمي للشرطة الجنائية في ولاية هامبورغ، ومكتب المدعي العام في الولاية أنه يُشتبه أيضاً في أن شقيق المتهم الذي يصغره بأربع سنوات، ويعيش في مدينة كمبتن ساعده في التخطيط. ووفق البيانات، فقد خطط الشقيقان لشن هجوم على أهداف مدنية بحزام ناسف قاما بصنعه.

«الشرق الأوسط» (هامبورغ)
العالم هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

هولندا تُدين أربع نساء أعادتهن من سوريا بتهمة الإرهاب

حكمت محكمة هولندية، اليوم (الخميس)، على أربع نساء، أعادتهنّ الحكومة العام الماضي من مخيّم للاجئين في سوريا، بالسجن لفترات تصل إلى ثلاث سنوات بعد إدانتهنّ بتهم تتعلق بالإرهاب. وفي فبراير (شباط) 2022 وصلت خمس نساء و11 طفلاً إلى هولندا، بعدما أعادتهنّ الحكومة من مخيّم «الروج» في شمال شرقي سوريا حيث تُحتجز عائلات مقاتلين. وبُعيد عودتهنّ، مثلت النساء الخمس أمام محكمة في روتردام، وفقاً لما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية، حيث وجّهت إليهن تهمة الانضمام إلى مقاتلين في تنظيم «داعش» في ذروة الحرب في سوريا، والتخطيط لأعمال إرهابية. وقالت محكمة روتردام، في بيان اليوم (الخميس)، إنّ النساء الخمس «قصدن ساحات ل

«الشرق الأوسط» (لاهاي)
العالم قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

قتيلان بإطلاق نار في هامبورغ

أفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بسقوط قتيلين عقب إطلاق نار بمدينة هامبورغ اليوم (الأحد). وأوضحت الصحيفة أنه تم استدعاء الشرطة قبيل منتصف الليل، وهرعت سياراتها إلى موقع الحادث. ولم ترد مزيد من التفاصيل عن هوية مطلق النار ودوافعه.

«الشرق الأوسط» (برلين)
العالم الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

الادعاء الألماني يحرّك دعوى ضد شابين بتهمة التخطيط لشن هجوم باسم «داعش»

أعلن الادعاء العام الألماني في مدينة كارلسروه، اليوم (الخميس)، تحريك دعوى قضائية ضد شابين إسلاميين بتهمة الإعداد لشن هجوم في ألمانيا باسم تنظيم «داعش». وأوضح الادعاء أنه من المنتظر أن تجري وقائع المحاكمة في المحكمة العليا في هامبورغ وفقاً لقانون الأحداث. وتم القبض على المتهمَين بشكل منفصل في سبتمبر (أيلول) الماضي وأودعا منذ ذلك الحين الحبس الاحتياطي. ويُعْتَقَد أن أحد المتهمين، وهو كوسوفي - ألماني، كان ينوي القيام بهجوم بنفسه، وسأل لهذا الغرض عن سبل صنع عبوة ناسفة عن طريق عضو في فرع التنظيم بأفغانستان. وحسب المحققين، فإن المتهم تخوف بعد ذلك من احتمال إفشال خططه ومن ثم عزم بدلاً من ذلك على مهاج

«الشرق الأوسط» (كارلسروه)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».