داليدا خليل: أي خطأ أرتكبه اليوم ستكون نتائجه مضاعفة عليّ

تطل للمرة الأولى في إعلان تجاري تلفزيوني

داليدا خليل
داليدا خليل
TT

داليدا خليل: أي خطأ أرتكبه اليوم ستكون نتائجه مضاعفة عليّ

داليدا خليل
داليدا خليل

قالت الممثلة داليدا خليل بأن دخولها عالم الإعلانات التجارية جاء في وقته بعدما شعرت بأن المنتج الذي تروج له يتلاءم مع شخصيتها الحقيقية. وتضيف في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تلقيت في الماضي عروضا كثيرة، إلا أنها لم تجذبني لا بمضمونها ولا بشكلها. وعندما عرض علي أن أكون سفيرة هذا المنتج (كريم تجميل عالمي) في لبنان والعالم العربي وافقت لأن الموضوع ككل يشبهني فأمثل فيه المرأة الطبيعية التي تسعى إلى الحفاظ على إطلالتها النضرة والشابة». وترى داليدا خليل التي استطاعت أن تحصد لقب برنامج «ديو المشاهير» منذ فترة قصيرة، بأن المجال الإعلاني يشكل حاليا إضافة للممثل، ولذلك نشاهد نجوما عالميين يدخلونه من بابه العريض ويروجون لمنتجات مختلفة حسب قناعاتهم. وتعلق: «المهم في الموضوع هو خيارات الممثل ولذلك عندما عرضوا علي الترويج لماركة لرقائق البطاطا (شيبس)، رفضت كوني أمارس الرياضة وأنتبه إلى شكلي الخارجي فلا يناسبني أن أكذب على المشاهد وأروج لمنتج لا أتناوله».
وتشير داليدا خليل إلى أنها اليوم باتت تعد للمليون قبل إقدامها على أي عمل: «المسؤولية باتت كبيرة جدا، ولذلك فإن أي خطأ أرتكبه سينعكس مضاعفا. هذا الأمر يدفعني إلى درس أي عرض بدقة واستشير من هم حولي لأطلع على رأيهم. فإما أن الخطوة المستقبلية تليق بمشواري وإما لا». وعن مدى استخدامها لوسائل التواصل الاجتماعي ترد: «أستخدمها بحدود معينة فلا أبالغ. واعتبرها سيفا ذا حدين ونتائجها السلبية تفوق تلك الإيجابية التي يسعى إليها المشاهير من خلال التأثير الذي يرغبون في إحداثه على الآخرين. فمن المبالغ فيه ما يقوم به البعض من إشراك متابعيهم في تفاصيل حياتهم الصغيرة، وجعل التصنع والسطحية بطلين يهيمنان على تحركاتهم». وتتطرق داليدا من هذا المنطلق إلى غياب الاتصال المباشر بين الناس رغم الهالة الكاذبة التي ترسمها هذه الوسائل على مستخدميها بأنها تقربهم من بعضهم وتقول: «إننا نعاني من غياب حوارات حقيقية بيننا إذ أن المبالغة في استخدام وسائل «السوشيال ميديا» شغلتنا عن علاقاتنا الإنسانية فخسرنا الكثير». وتختم داليدا هذا الموضوع: «ومن ناحيتي فإن استخدامي لهذه الوسائل يتمحور حول أعمالي بشكل عام، بعيدا كل البعد عن حياتي الشخصية وتحركاتي اليومية».
حاليا تطل داليدا خليل على محبيها في مسلسل تلفزيوني يعرض على شاشة «إم تي في» بعنوان «50 ألف» وهو النسخة العربية لمسلسل تركي (حب للإيجار). وهو يحصد نسبة مشاهدة عالية نظرا لأداء خليل المحترف فيه: «تم انتقاد المسلسل بشكل جارح في أولى حلقاته كونه مستوحى من مسلسل تركي. ولكن فيما بعد استمتع المشاهد به وهو يشهد حاليا نسبة متابعة مرتفعة». وهي تصف هذا العمل بـ«لايت» وليس بالكوميدي وبأنه يعتمد على حبكة نص جميلة تتلون بمواقف تراجيدية وأخرى رومانسية وخفيفة الظل. «استمتعت كثيرا بهذه التجربة لا سيما أنني عملت فيها إلى جانب ممثلين لم يسبق أن تعاونت معهم قبل أمثال مجدي مشموشي وعماد فغالي وميرنا مكرزل». وعن الفكرة التي تكونها اليوم عن شخصيتها التمثيلية على مر مشوارها الفني تقول: «تغيرت أمور كثيرة فأصبحت أكثر نضجا ومطواعة بشكل لافت، أنخرط في أجواء عملي بسلاسة بعيدا عن أي خلفية مسبقة كانت تسكنني في الماضي. كما أنني صرت لا أقدم على عمل ما لا يقنعني، ففي الماضي قمت بخطوات ناقصة ولكني لست نادمة عليها لأنني تعلمت منها الكثير». وعما يستفزها اليوم على الساحة تقول: «لم يعد هناك من تمييز بين الرسالة التي نرغب في إيصالها للناس والانحراف. هناك حالة جنون وتزاحم على حصد الشعبية ولو على حساب الحياة الخاصة للفنان. فالفوضى الموجودة اليوم على الساحة مرعبة عنوانها «مرض الشهرة»، مما يغيب المعنى الحقيقي للرسالة الفنية التي نمتهنها». وتختم: «من الأفضل على بعض الفنانين أن يلزموا منازلهم وأن يهتموا بحياتهم العادية في حال وجودهم «خارج الصحن» لفترة من الوقت، لا أن يلجأوا إلى فبركة إطلالات يعتقدون بأنها ستبقيهم على الساحة وتحافظ على مكانتهم».
وعن أعمالها الجديدة تقول: «هناك فيلم سينمائي سيخرج إلى النور قريبا من إخراج نديم مهنا بعنوان «سكت الورق» (تكملة لمسلسل يحمل نفس الاسم) وهو من كتابة مروان نجار. وسآخذ فترة استراحة حاليا بعد جهد كبير بذلته في برنامج «ديو المشاهير» من ناحية وفي تصوير مسلسل «50 ألف» من ناحية ثانية».
اليوم وبعد أن أصبحت داليدا خليل متمرسة في التمثيل وتتزود بخبرات ناضجة في عالم الرقص والغناء من خلال تجربتيها في برنامجي «رقص مع النجوم» و«ديو المشاهير»، فإنها تتمنى تقديم عمل مسرحي استعراضي تماما كما نصحها به أسامة الرحباني وسيمون أسمر عضوا لجنة الحكم في برنامج «ديو المشاهير» بعد أن لمسا تفوقها في الغناء والرقص والتمثيل. «أتمنى القيام بعمل مماثل شرط أن يكون متكاملا ويليق بالمشاهد اللبناني. فأنا لم يسبق أن فكرت بهذا الأمر وكان لي تجربة مسرحية واحدة خلال دراستي الجامعية. فعادة لا أخطط، وأترك الأمور للفرصة والوقت المناسبين، وأنا في انتظار العرض المناسب في هذا الموضوع».
وعن أخبار قلبها تقول: «عادة لا أحب إشراك الناس في أخباري الخاصة والحميمة». ولكنك في بداياتك أعلنت أنك مخطوبة من أحد المحامين؟ تضحك وترد: «تزوج وصار لديه أطفال وفي تلك الحقبة كنت صغيرة وفي بداياتي. أما اليوم فعملي يحتل معظم اهتماماتي، وهذا النوع من الأخبار عندما يأخذ منحى جديا وأكون مقتنعة به إلى آخر حد، عندها فقط سأتشاركه مع محبي».


مقالات ذات صلة

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق من وجهة نظر العلاج بالفنّ (غيتي)

علاج القلق والكآبة... بالمسلسلات الكورية الجنوبية

رأى خبراء أنّ المسلسلات الكورية الجنوبية الزاخرة بالمشاعر والتجارب الحياتية، قد تكون «مفيدة» للصحة النفسية؛ إذ يمكنها أن تقدّم «حلولاً للمشاهدين».

«الشرق الأوسط» (سيول)
يوميات الشرق الفنانة مايان السيد في لقطة من البرومو الترويجي للمسلسل (الشركة المنتجة)

«ساعته وتاريخه»... مسلسل ينكأ جراح أسرة مصرية فقدت ابنتها

أثار مسلسل «ساعته وتاريخه» التي عرضت أولى حلقاته، الخميس، جدلاً واسعاً وتصدر ترند موقع «غوغل» في مصر، خصوصاً أن محتوى الحلقة تناول قضية تذكّر بحادث واقعي.

داليا ماهر (القاهرة )

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
TT

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)
وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

في الدورة الرابعة من مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، تنافست أعمال استثنائية نقلت قصصاً إنسانية مؤثّرة عن واقع المرأة في إيران وأفغانستان. وسط أجواء الاحتفاء بالفنّ السينمائي بوصفه وسيلةً للتعبير والتغيير، قدَّم فيلما «السادسة صباحاً» للإيراني مهران مديري، و«أغنية سيما» للأفغانية رؤيا سادات، شهادتين بارزتين على تحدّيات النساء في بيئاتهن الاجتماعية والسياسية.

«السادسة صباحاً»... دراما الصراع مع السلطة

يروي الفيلم قصة «سارة»، الشابة الإيرانية التي تتأهّب لمغادرة طهران لإكمال دراستها في كندا. تتحوّل ليلة وداعها مواجهةً مفاجئةً مع «شرطة الأخلاق»؛ إذ يقتحم أفرادها حفلاً صغيراً في منزل صديقتها. يكشف العمل، بأسلوب مشوّق، الضغط الذي تعيشه النساء الإيرانيات في ظلّ نظام تحكمه الرقابة الصارمة على الحرّيات الفردية، ويبرز الخوف الذي يطاردهن حتى في أكثر اللحظات بساطة.

الفيلم، الذي أخرجه مهران مديري، المعروف بسخريته اللاذعة، يجمع بين التوتّر النفسي والإسقاطات الاجتماعية. وتُشارك في بطولته سميرة حسنبور ومهران مديري نفسه الذي يظهر بدور مفاوض شرطة يضيف أبعاداً مرعبة ومعقَّدة إلى المشهد، فيقدّم دراما تشويقية.

لقطة من فيلم «أغنية سيما» المُقدَّر (غيتي)

«أغنية سيما»... شهادة على شجاعة الأفغانيات

أما فيلم «أغنية سيما»، فهو رحلة ملحمية في زمن مضطرب من تاريخ أفغانستان. تدور الأحداث في سبعينات القرن الماضي، حين واجهت البلاد صراعات سياسية وآيديولوجية بين الشيوعيين والإسلاميين. يتبع العمل حياة «ثريا»، الشابة الشيوعية التي تناضل من أجل حقوق المرأة، وصديقتها «سيما»، الموسيقية الحالمة التي تبتعد عن السياسة.

الفيلم، الذي أخرجته رؤيا سادات، يستعرض العلاقة المعقَّدة بين الصديقتين في ظلّ انقسام آيديولوجي حاد، ويُظهر كيف حاولت النساء الأفغانيات الحفاظ على شجاعتهن وكرامتهن وسط دوامة الحرب والاضطهاد. بأداء باهر من موزداح جمال زاده ونيلوفر كوخاني، تتراءى تعقيدات الهوية الأنثوية في مواجهة المتغيّرات الاجتماعية والسياسية.

من خلال هذين الفيلمين، يقدّم مهرجان «البحر الأحمر» فرصة فريدة لفهم قضايا المرأة في المجتمعات المحافظة والمضطربة سياسياً. فـ«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة، مع الإضاءة على دور الفنّ الحاسم في رفع الصوت ضدّ الظلم.

في هذا السياق، يقول الناقد السينمائي الدكتور محمد البشير لـ«الشرق الأوسط»، إنّ فيلم «السادسة صباحاً» ينساب ضمن وحدة زمانية ومكانية لنقد التسلُّط الديني لا السلطة الدينية، واقتحام النيات والمنازل، وممارسة النفوذ بمحاكمة الناس، وما تُسبّبه تلك الممارسات من ضياع مستقبل الشباب، مثل «سارة»، أو تعريض أخيها للانتحار. فهذه المآلات القاسية، مرَّرها المخرج بذكاء، وبأداء رائع من البطلة سميرة حسنبور، علماً بأنّ معظم الأحداث تدور في مكان واحد، وإنما تواليها يُشعر المُشاهد بأنه في فضاء رحب يحاكي اتّساع الكون، واستنساخ المكان وإسقاطه على آخر يمكن أن يعاني أبناؤه التسلّط الذي تعيشه البطلة ومَن يشاركها ظروفها.

على الصعيد الفنّي، يقول البشير: «أجاد المخرج بتأثيث المكان، واختيار لوحات لها رمزيتها، مثل لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي للهولندي يوهانس فيرمير، ورسومات مايكل أنجلو على سقف كنيسة سيستينا في الفاتيكان، وغيرها من الرموز والاختيارات المونتاجية، التي تبطئ اللقطات في زمن عابر، أو زمن محدود، واللقطات الواسعة والضيقة».

يأتي ذلك تأكيداً على انفتاح مهرجان «البحر الأحمر السينمائي»، ومراهنته على مكانته المرتقبة في قائمة المهرجانات العالمية، وترحيبه دائماً بكل القضايا المشروعة.

ونَيل «أغنية سيما» و«السادسة صباحاً» وغيرهما من أفلام هذه الدورة، التقدير، وتتويج «الذراري الحمر» للتونسي لطفي عاشور بجائزة «اليُسر الذهبية»، لتقديمه حادثة واقعية عن تصفية خلايا إرهابية شخصاً بريئاً... كلها دليل على أهمية صوت السينما التي أصبحت أهم وسيلة عصرية لمناصرة القضايا العادلة متى قدّمها مُنصفون.

وأظهر المهرجان الذي حمل شعار «للسينما بيت جديد» التزامه بدعم الأفلام التي تحمل قضايا إنسانية عميقة، مما يعزّز مكانته بوصفه منصةً حيويةً للأصوات المبدعة والمهمَّشة من مختلف أنحاء العالم.