ليبيا تمدد تسجيل الناخبين في الخارج... والبرغثي يصعد مع السراج

التحقيق مع طاقم مركبين مصريين أوقفا قرب سواحل درنة

منازل مدمرة في مدينة بنغازي أمس بعد سبع سنوات من الاقتتال (أ.ف.ب)
منازل مدمرة في مدينة بنغازي أمس بعد سبع سنوات من الاقتتال (أ.ف.ب)
TT

ليبيا تمدد تسجيل الناخبين في الخارج... والبرغثي يصعد مع السراج

منازل مدمرة في مدينة بنغازي أمس بعد سبع سنوات من الاقتتال (أ.ف.ب)
منازل مدمرة في مدينة بنغازي أمس بعد سبع سنوات من الاقتتال (أ.ف.ب)

في محاولة جديدة لتشجيع الليبيين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، التي تخطط بعثة الأمم المتحدة لإجرائها قبل نهاية العام الحالي، أعلنت أمس المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا عن تمديد عملية تسجيل الناخبين في الخارج، وذلك للمرة الثانية على التوالي، بحيث تستمر حتى نهاية الشهر الحالي.
واعترفت المفوضية في بيان لها بأن هذا القرار يأتي «نظرا لتواضع أعداد المسجلين عبر منظومة التسجيل بالخارج، ولعدم تمكن البعض من التسجيل لأسباب تتعلق باستخدام التقنية العصرية، أو التعامل مع الموقع الإلكتروني الذي خصصته لهذا الغرض»، قبل أن توضح أنها باشرت اعتبارا من أمس تسلم طلبات التسجيل مباشرة من المواطنين عن طريق السفارات الليبية في الخارج.
ولفتت المفوضية إلى أن عدد الذين سجلوا أسماءهم حتى لحظة إغلاق عملية التسجيل الأولى منتصف ليلة أول من أمس بلغ 6267 فقط شخصا، قبل أن تعلن عن التمديد الذي سيستمر حتى نهاية الشهر الحالي.
وقال عبد الحكيم بالخير، نائب رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، إن هذا القرار جاء لمنح الجالية الليبية في الخارج فرصة نهائية لتمارس حقها في التسجيل، ولاحقاً في إدلاء صوتها في أي عملية انتخابية مقبلة.
وتسعى بعثة الأمم المتحدة لدعم عملية إجراء انتخابات لاختيار الرئيس المقبل لليبيا، وبرلمانها الوطني بحلول سبتمبر (أيلول) المقبل، على الرغم من استمرار الفوضى الأمنية والعسكرية في البلاد بعد سبع سنوات على الإطاحة بنظام حكم العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
في غضون ذلك، صعد العقيد المهدي البرغثي، وزير الدفاع في حكومة الوفاق الوطني التي يترأسها فائز السراج، من خلافه مع السراج، وطالب في رسالة موجهة إلى فتحي المجبري، عضو المجلس الرئاسي لحكومة السراج، بتشكيل لجنة تحقيق وزارية تضم وزيري العدل والداخلية للتحقيق في التهم الموجهة إليه في حادث الاعتداء على قاعدة للجيش الوطني بقاعدة «براك الشاطئ» الجنوبية خلال العام الماضي.
وقال البرغثي إن السراج «تفرد بالمجلس الرئاسي للحكومة، ومنع إعلان النتائج، مع معرفته ببراءتي وعدم مسؤوليتي»، معتبرا أن عدم قيام السراج بواجبه نحو الجنوب ونحو القوة التي تتبعه بقاعدة تمنهنت، وعدم أخذه بمقترحاته ومقترحات نواب الجنوب بالمجلس، شكلت عوامل تسببت في كارثة «براك الشاطئ».
ورأى البرغثي أن ما حدث في مدينة بنغازي مثل «خذلانا لها بسبب عدم استجابة (الرئاسي) للوقوف مباشرة مع أهلي في حربهم على الإرهاب، وهو ما أفقد شرق البلاد الثقة في حكومة الوفاق... وقد كان جزاء حرس المنشآت النفطية التشريد والتنكيل، وهم الذين حاربوا الإرهاب، وفتحوا الموانئ النفطية أمام الحكومة».
وأضاف البرغثي أنه اضطر لمخاطبة المجبري نائب السراج «لانعدام ثقته في السراج، ولتعمده غير المبرر والمريب وإصراره وعدم نيته في إعلان النتائج».
وتحدى البرغثي، وهو مقاتل سابق في الجيش الوطني الليبي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، وانشق عليه للانضمام لحكومة السراج، قرار الأخير بوقفه عن العمل، حيث ظهر في عدة مناسبات رسمية قبل أن يلتقي مطلع العام الحالي مع السراج. لكن الخلافات بين السراج ووزير دفاعه ما زالت قائمة، ما يعكس حالة التخبط التي تعاني منها الحكومة، المدعومة من المجتمع الغربي والأمم المتحدة.
من جهة ثانية، قال العميد أحمد المسماري، الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني، لـ«الشرق الأوسط» إن الجيش يجري حاليا تحقيقات مع طاقمي مركبين صيد مصريين تم إيقافهما أمس بالقرب من سواحل مدينة درنة شرقي البلاد. موضحا أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها وقف سفن أو جرافات صيد مصرية تدخل المياه الإقليمية الليبية لممارسة الصيد غير المشروع، ولفت إلى أن «المركبين الآن تحت التحقيق الأمني. وإذا لم يثبت أي قصد إرهابي سيحال طاقمهما للجهات ذات العلاقة للتحقيق معهم في قضية اختراق المياه الإقليمية الليبية».
وعلى صعيد غير متصل، التقى المشير خليفة حفتر، قائد الجيش، بمقره في مدينة المرج مساء أول من أمس مشايخ وأعيان قبيلة المغاربة. وقال بيان مقتضب للجيش إن حفتر أشاد خلال الاجتماع بتضحيات قبيلة المغاربة من أجل أمن الوطن وكرامة المواطن، ووقوفهم خلف الجيش الوطني في حربه على الإرهاب وإقامة دولة المؤسسات، مشيرا إلى أن شيخ قبيلة المغاربة صالح الأطيوش جدد في المقابل دعم، ووقوف أبناء القبيلة خلف الجيش بقيادة حفتر.
إلى ذلك، قال مصدر بميناء الزاوية الليبي إنه تم استئناف التحميل في الميناء النفطي، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق مع عاملين أضربوا عن العمل، ومنعوا سفنا من الرسو.
وقال المصدر، الذي طلب عدم تعريفه: «جرى التوصل إلى اتفاق بين المضربين والشركة واستؤنف التحميل».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.