السعودية الأقرب إلى قلبي وفي باريس لا أشعر بالغربة

أشرف زكي مع عائلته في العمرة
أشرف زكي مع عائلته في العمرة
TT

السعودية الأقرب إلى قلبي وفي باريس لا أشعر بالغربة

أشرف زكي مع عائلته في العمرة
أشرف زكي مع عائلته في العمرة

رحلتنا اليوم مع الفنان أشرف زكي زوج الفنانة روجينا وشقيق الممثلة ماجدة زكي. يشغل منصب نقيب المهن التمثيلية في مصر منذ عام 2015. سبق أن عين رئيساً لجهاز السينما، فضلا عن مشاركته في العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات.

- رحلاتي الخارجية قصيرة بسبب ظروف العمل وضغوطه وترتبط بعض الأماكن بذاكرتي بقصص شخصية... مثلاً لعبت العاصمة اللبنانية بيروت دوراً كبيراً في حياتي الخاصة، حيث كانت جبال لبنان وشجر الأرز شاهدةً على محطات حبنا أنا وروجينا.

- لدي أحاسيس متضاربة حول السفر... فمن جهة أعشقه خصوصاً إذا كان بصحبة زوجتي الفنانة روجينا وابنتيّ مايا ومريم، إلا أن الأرق عدوي اللدود... فمهما سعيتُ للاسترخاء والراحة لإعادة شحن طاقتي، فإن سعيي يبوء بالفشل بسبب مجافاة النوم لي في كل أسفاري إلى الخارج.

- أكثر بلد زرتُه الولايات المتحدة الأميركية، فأنا عاشق لمدينة نيويورك لأنها جميلة ومتوحشة في آن واحد... سبقت لي أيضاً زيارة باريس ولندن، واستمتعتُ كثيراً بهدوء ونظام العاصمة النمساوية فيينا، وزرتُ عدة دول عربية أخرى على رأسها السعودية والكويت والإمارات والمغرب. رحلاتي إلى السعودية، لها مكانة خاصة في نفسي، وأحرص عليها قدر الإمكان لأداء فريضة العمرة. وبينما أسفاري إلى السعودية تكون غالباً بدافع ديني، فإن الطقوس السياحية تكون في باريس التي يمكنني القول إنها وجهتي المفضلة عندما أنوي الترفيه على النفس. الجميل أنني لا أشعر فيها بالغربة على الإطلاق نظراً لعدد المصريين المقيمين فيها من الذين يستقبلونني أنا وأسرتي بمودة وحب تنسينا أننا خارج مصر. وجهتي المقبلة ستكون إما للهند أو للصين، لأنهما تُثيران خيالي وإعجابي على حد سواء. فالهند حققت نهضة فنية كبيرة رغم سوء حالتها الاقتصادية، والصين نهضة اقتصادية لا مثيل لها.

- ذكرياتي المتكررة مع أخطاء السفر، خصوصاً موعد إقلاع الطائرة، تجعلني شبه مهووس بالوقت؛ فأنا أتأكد من الموعد المكتوب على تذكرة السفر أكثر من مرة، والسبب أنني في مرة من المرات كنت متوجهاً إلى الكويت، لكنني وصلتُ إلى المطار متأخراً وبالتالي أقلعت الطائرة من دوني، فاضطررت للانتظار 12 ساعة في المطار. ولأن هذا يحدث لي في الرحلات الداخلية أيضاً، فإن الأمر ذهب بي إلى حد أنني طلبتُ في إحدى المرات من صديقي الفنان عمر الحريري الذي كان قد وصل إلى المطار قبل موعد الإقلاع بخمس ساعات تعطيل الطائرة لحين وصولي، ونجح في ذلك.

- خلال رحلاتي الخارجية، يكون التسوق على رأس أولوياتي أنا وروجينا بحكم عملنا كممثلين، فنحن في حاجة دائمة لشراء ملابس وإكسسوارات جديدة.

- أعشق المطعم الإيطالي، وإن كنتُ في كثير من الأحيان أحب تجربة الطعام التقليدي أو الشعبي في كل دولة أزورها، ما يضعني أحياناً في مواقف محرجة أو صعبة، بعدما أفاجأ باحتواء الأطعمة على بعض النكهات والمكونات التي لا أستسيغها.

- الإجازة المثالية بالنسبة لي أن أقضي يومي في راحة تامة أشاهد برامج على التلفزيون، أو أجول في شوارع المدينة التي أزورها، فأنا أعشق السير والتجول من دون هدف لأني أكتشف في كل ناصية أو زاوية شيئاً جديداً. بل أرحب في بعض الأحيان بأن أتوه وأتلمس طريق العودة من دون مساعدة. خلال رحلة إلى مدينة براغ ضيعت طريقي ووجدت أنها أفضل طريقة لكي أكتشف المزيد وأتعرف أكثر على خفاياها.

- من المواقف الطريفة التي أتذكرها وأضحك كانت رحلة كنت قد نظمتها مع أسرتي وبعض أصدقائي من الفنانين، مثل أحمد رزق، وأحمد شفيق، وأحمد صقر. وكان هناك نقاش بيني وبين زوجتي روجينا حول برنامج الرحلة. كنت أفضل زيارة مكة المكرمة في بداية الرحلة، بينما كانت هي تفضل زيارة المدينة المنورة أولاً، وفي يوم السفر ضاعت جوازاتنا، وقضينا مدة في البحث عنها، وعندما وجدناها كانت رحلة مكة المكرمة قد أقلعت.
وهكذا غلب رأي زوجتي لأننا بدأنا الرحلة من المدينة المنورة كما كانت تريد. وبالطبع انتهزت الفرصة لتقول إنه كان علي الالتزام باختيارها منذ البداية، وهو ما تُذكرني به دوماً.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».