التحالف دك آليات للانقلابيين في صنعاء... والجيش نزع ألغامهم قبالة ميدي

نقاش لتعزيز الأمن بالمناطق المحررة في الحديدة

TT

التحالف دك آليات للانقلابيين في صنعاء... والجيش نزع ألغامهم قبالة ميدي

في الوقت الذي دكت فيه مقاتلات تحالف دعم الشرعية في صنعاء أمس، آليات حوثية، أعلن الجيش الوطني تمكن الفرق الهندسية المتخصصة بنزع الألغام والمتفجرات البحرية، التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة، من تفجير عدة ألغام بحرية زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية قبالة سواحل ميدي الساحلية التابعة لمحافظة حجة الحدودية، شمال غربي صنعاء.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن مصدر عسكري قوله إن «الفرق الهندسية التابعة للجيش عثرت على مجموعة من الألغام البحرية زرعتها الميليشيات الانقلابية شمال غربي سواحل ميدي، وقامت بتفجيرها صباح الأحد».
وذكر المصدر أن «الميليشيات تحاول تهديد المجتمع الدولي من خلال زراعة الألغام البحرية وتهديد الملاحة الدولية بهدف الضغط لإيقاف تقدم قوات الجيش والتحالف العربي لاستعادة آخر منفذ بحري تسيطر عليه الميليشيا في الحديدة».
ويأتي ذلك في الوقت الذي تمكنت فيه الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني، خلال الفترة الماضية، من انتزاع مئات الألغام التي زرعتها الميليشيات في المياه الدولية وسواحل ميدي.
كما أفشلت عدة محاولات زراعة ألغام بحرية، وكان آخرها تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن مقتل خمسة خبراء من الميليشيات في تصنيع وزراعة الألغام البحرية وأسر السادس نهاية الأسبوع الماضي.
وطبقا للمصدر العسكري، تقوم فرق التشكيل البحري التابعة للمنطقة العسكرية الخامسة بعمليات مسح دورية للمياه الدولية وسواحل ميدي للتأكد من خلوها من أي مخاطر تهدد حركة السفن والصيد البحري والملاحة الدولية بالتعاون مع الفرق الهندسية التابعة لقوات التحالف العربي.
وعلى صعيد المعارك الميدانية، سقط عشرات القتلى والجرحى من صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح بمعارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وكثفت مقاتلات تحالف دعم الشرعية، خلال الـ24 ساعة الماضية، من غاراتها الجوية على مواقع وتجمعات الانقلابيين، بما فيها تدمير تعزيزات لميليشيات الحوثي الانقلابية في جبل راس، جنوب الحديدة، كانت في طريقها إلى مواقع الميليشيات الانقلابية في الجراحي، في حين تركز القصف العنيف على مواقع وتجمعات وآليات عسكرية تابعة للانقلابيين في بيت الفقيه والمنصورة ومزارع التحيتا، سقط على إثرها عدد من القتلى والجرحى بمن فيهم إصابة القيادي الحوثي البارز المدعو أنور قائد عبد الله حاجب ومقتل عدد من مرافقيه، طبقا لتأكيدات مصادر عسكرية.
كما شنت مقاتلات التحالف سلسة غارات شمال العاصمة صنعاء استهدفت فيها مواقع عسكرية ومخازن أسلحة لميليشيات الحوثي الانقلابية في قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي، حيث سمع دوي الانفجارات تتصاعد لساعات من المواقع المستهدفة وتصاعد ألسنة الدخان.
وفي محافظة البيضاء، وسط اليمن، حيث تجددت المعارك بين الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية في مديريتي الزاهر ومكيراس في الوقت الذي تواصل قوات الجيش الوطني وعناصر المقاومة الشعبية معاركها في مديرية الملاجم بعد السيطرة على شعب ساحة بالمديرية، قال الناشط السياسي أحمد الحمزي، من أبناء المحافظة، لـ«الشرق الأوسط» إن «مقاتلات التحالف العربي دمرت آليات عسكرية وأسلحة وذخائر للانقلابيين في المواقع التابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية في المواقع الواقعة بين مديريتي ناطع والملاجم».
وأكد: «تعرض فريق الهلال الأحمر اليمني لاعتداء من قبل عناصر من الميليشيات الحوثي المتمركزة في جبل الحديدة، غرب ناطع، بعد قدوم الفريق الذي جاء بطلب من الميليشيات أنفسهم لانتشال جثثهم في محيط جبل القرحا والحمراء»، مشيرا إلى أن «الاعتداء تمثل بالقصف على سيارتهم بقذيفة مدفعية، ما أسفر عن إعطاب السيارة وإصابة أعضاء فريق الصليب الأحمر، الذي طالهم الاعتداء رغم رفعهم الراية البيضاء راية السلم».
كما أكد «اختطاف ميليشيات الحوثي الانقلابية خالد السوادي، نائب مدير مكتب الصحة والسكان في المحافظة، أثناء تواجده في سوق مديرية السوادية».
في موضوع آخر، عقد اجتماع للقيادات الأمنية في محافظة الحديدة، في العاصمة المؤقتة عدن، برئاسة نائب مدير أمن المحافظة، قائد قوات الأمن الخاصة المقدم صادق علي عطية، لمناقشة الاستعدادات الخاصة لتفعيل العمل الأمني في المناطق المحررة بمحافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن.
وقال المقدم عطية إن «ميليشيا الحوثي الانقلابية عبثت بأمن واستقرار مديريات الحديدة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود وتضافرها من خلال إعداد الخطط الأمنية لتأمين مديريتي الخوخة وحيس المحررتين من سيطرة ميلشيا الحوثي الانقلابية، والاستعداد لتأمين المديريات التي سيتم تحريرها وصولاً إلى عاصمة المحافظة»، طبقا لما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وشدد على «ضرورة العمل بجدية من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للمواطن في المناطق المحررة ومختلف مديريات الحديدة».
وثمن المقدم عطية والحاضرون اهتمام الرئيس هادي «بتأمين المديريات المحررة في المحافظة، ومتابعته لحظة بلحظة لمجريات المعارك ضد الميليشيات الحوثية، وبدعم مباشر من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».