وصل أمس مدير المخابرات المصرية إلى الخرطوم في زيارة مفاجئة، بدعوة من رصيفه مدير المخابرات السوداني، وذلك بعد أيام من اجتماعات اللجنة الوزارية الرباعية، المكونة من وزيري الخارجية ومديري أجهزة الأمن والمخابرات في البلدين، التي تكونت بتوجيه من الرئيسين عمر البشير وعبد الفتاح السيسي، عقب قمة عقداها على هامش القمة الأفريقية الأخيرة بأديس أبابا.
وقال قريب الله الخضر، الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية، في نشرة صحافية أمس، إن مدير المخابرات المصرية اللواء عباس مصطفى كامل التقى الوزير إبراهيم غندور، وبحثا التنسيق لتسوية المشكلات العالقة بين البلدين. وذكرت الخارجية السودانية في بيانها أن اللواء كامل وصل البلاد بدعوة من رصيفه مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني صلاح عبد الله، دون تحديد مدة الزيارة.
ووفقا للخارجية، فإن الزيارة تستهدف بحث التنسيق المشترك لتسوية المشكلات العالقة بين البلدين، إكمالا لما أقرته اجتماعات اللجنة الرباعية المكونة من وزيري الخارجية ومديري جهازي الأمن والمخابرات في البلدين، التي اجتمعت في القاهرة قبل عدة أيام.
وخلال القمة التي عقدها الرئيسان عمر البشير وعبد الفتاح السيسي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي، اتفقا على تكوين لجنة رباعية لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين، والتي نتج عنها استدعاء السودان سفيره لدى مصر، ولم يعد لممارسة مهامه في القاهرة إلا الأسبوع الماضي.
ونقلت الخارجية السودانية عن اللواء كامل قوله إن البلدين توافرت لهما إرادة قوية على السير في طريق تهيئة كل الظروف للعودة بعلاقات البلدين إلى مسارها الصحيح.
وتواجه العلاقات السودانية - المصرية العديد من الصعوبات، وعلى رأسها النزاع الحدودي على مثلث حلايب، والموقف من سد النهضة الإثيوبي، واتهامات متبادلة بدعم وإيواء السودان للمعارضين الإسلاميين المصريين، ودعم مصر للمعارضة السودانية وإيوائها، بلغت حد تزويد المعارضة المسلحة الدارفورية بآليات وعربات عسكرية مدرعة، قال إنه أسرها في معارك معها.
وعاد السفير عبد المحمود عبد الحليم إلى مقر عمله في القاهرة الاثنين الماضي، بعد أن كانت الخارجية السودانية قد استدعته في الخامس من يناير الماضي، ونقلت عنه وقتها تصريحات بأنه لن يعود للقاهرة قبل حل القضايا العالقة بين البلدين.
كما التقى عوض بن عوف، وزير الدفاع السوداني، اللواء كامل، وبحث معه العلاقات بين البلدين والقضايا الاستراتيجية، ومسألة التواصل بين الأجهزة الأمنية في البلدين.
وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العميد أحمد خليفة الشامي، في بيان صحافي، إن الفريق أول ركن ابن عوف وصف العلاقة السودانية - المصرية بـ«المهمة والاستراتيجية».
ووفقا لبيان الجيش السوداني أمس، فقد شدد الفريق ابن عوف على أن «الأمن القومي المصري يمثل أمن الأمة، ومن الواجب حمايته، وهذا الواقع يحتم على مصر أيضاً، القيام بأدوار من شأنها أن تحافظ على الأمن القومي للأمة العربية».
وأشار ابن عوف إلى أهمية «تشكيل كتلة لحماية الأمن الإقليمي، في ظل التهديدات والتحديات التي تواجه تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة والإقليم، وأهمية التنسيق وتبادل المعلومات لحماية الحدود، واستلهام تجربة القوات المشتركة السودانية التشادية، بصفتها نموذجا حقق نجاحات مقدرة في جوانب متعددة».
ونقل المتحدث باسم الجيش السوداني عن اللواء كامل أن التحديات الكبيرة في المنطقة، تفرض على الطرفين التواصل والاستجابة السريعة للأحداث والمواقف المختلفة ومعالجتها، لمنع تحولها لمعيقات لعلاقة البلدين.
مدير المخابرات المصرية يصل الخرطوم في زيارة مفاجئة
مدير المخابرات المصرية يصل الخرطوم في زيارة مفاجئة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة