تطبيق هاتفي روسي للكشف عن «باركنسون» وفقر الدم

نسبة دقته تصل إلى 95 %

تطبيق هاتفي روسي للكشف عن «باركنسون» وفقر الدم
TT

تطبيق هاتفي روسي للكشف عن «باركنسون» وفقر الدم

تطبيق هاتفي روسي للكشف عن «باركنسون» وفقر الدم

تتحرك البشرية بسرعة عالية نحو عصر تصبح فيه التقنيات عنصرا رئيسيا في حياة كل إنسان، توفر له شروط الرفاهية وتضمن له كل الخدمات التي اعتاد سابقاً أن يحصل عليها من إنسان آخر. ومع كل ما تحمله القفزة النوعية السريعة في عالم التقنيات من محاذير على النمط الطبيعي لحياة الإنسان ونشاطه في شتى المجالات، إلا أن التطور التقني - الرقمي ما زال يحمل في معظم جوانبه فائدة للبشر، لا سيما عندما يتعلق الأمر بابتكارات حديثة في المجال الطبي.
وبعد دخول التقنيات عالية الدقة غرف الجراحة والأمراض القلبية والعينية وغيره، ها هي الرقميات تدخل مجال التشخيص المبكر للأمراض. وكشفت وكالة «تاس» الروسية عن تطبيق جديد للهواتف النقالة، صممه طالب جامعي روسي، ويتيح إمكانية الكشف المبكر عن بعض الأمراض.
وتمكن سيرغي بلينتسوف، الطالب في الجامعة الوطنية للأبحاث، في مدينة نيجني نوفغورود، من تصميم تطبيق للهواتف النقالة، أطلق عليه اسم «meCare»، ويقول إن «هذا التطبيق يمكنه متابعة الوضع الصحي للمستخدم، ويحذره على الفور بحال اكتشافه الأعراض الأولية للمرض». ولا تقتصر إمكانات التطبيق الجديد على الكشف عن أعراض الحالة المرضية، بل ويقوم بتشخيص أولي للمرض، لكن ليس لأي مرض، إذ تمت برمجته حتى اللحظة للتعامل مع مرضين، هما فقر الدم وداء باركنسون، ويجري العمل حاليا على تحسين الأداء، لزيادة قائمة الأمراض التي يتمكن التطبيق من التعامل معه.
وحسب طبيب الصحة العامة فلاديمير ميخائيلوفيتش، فإن هذا التطبيق الجديد «خطوة مهمة بكل تأكيد، إلا أنها لا تغني عن مراجعة الطبيب»، وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الحديث يدور هنا عن تطبيق يساعد في التشخيص الأولي، وأكد: «هذا أمر مهم للغاية لأن التطبيق قادر على تحديد الأعراض الأولية لفقر الدم وداء باركنسون، وهي أعراض قد لا تثير في بداياتها اهتمام أو انتباه المريض نفسه، ولهذا فهو يساعد إن جاز التعبير في الكشف مبكرا عن المرض، ما يساعد على اختيار العلاج المناسب والحيلولة دون تفاقم سريع للحالة المرضية». ووصف ميخائيلوفيتش التطبيق الجديد بأنه «مساعد جيد للطبيب»، لكنه نصح الأشخاص الذي سيستخدمونه بعد انتشاره، بعدم تجاهل التشخيص، وعدم الاكتفاء بالمعلومات التي يقدمها هذا التطبيق، والذهاب إلى طبيب مختص لمتابعة الحالة ووضع التشخيص النهائي.
وللكشف عن أعراض داء باركنسون، يعتمد التطبيق مجموعة اختبارات حركية، منها مثلا يقوم التطبيق بكتابة كلمة على شاشة الهاتف الجوال، ويطلب من المستخدم كتاباتها على سطح الشاشة، وبهذا الشكل يدرس حركة أطراف الأصابع ومنها يشخص حالة الأعصاب وعمل الجهاز الحركي بشكل عام. واختبار آخر يعتمد «حركة الصوت»، إذ يطلب التطبيق من المستخدم تكرار عبارة يختارها هو وأخرى يقترحها عليه الهاتف. وأخيرا هناك اختبار بسيط، حيث يطلب التطبيق من المستخدم السير لمدة 2 - 4 دقيقة، وأن يضع الهاتف أثناء السير في جيبه، ويقوم التطبيق بتحليل الحركة ليحدد ما إذا كانت هناك أعراض تشير إلى احتمال الإصابة بداء باركنسون. ويؤكد الجامعي الروسي والطبيب – الباحث المشرف على المشروع أن دقة استنتاجات التطبيق الجديد تصل حتى 95 في المائة.
وبالنسبة لمرض فقر الدم لا بد من ربط التطبيق بصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمستخدم، وبصورة خاصة ملفات صوره (السيلفي) في تلك الصفحات. ويقوم التطبيق مع إضافة صور جديد بمقارنة جملة من التفاصيل وملامح وجه المستخدم، وبناء عليه يحدد أعراض المرض إن كانت موجودة. والمثير أن التطبيق يعتمد على آخر 15 صورة للمستخدم تم نشرها على حساباته في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وفور ربطة بتلك الصفحات يعمل التطبيق بشكل تلقائي ودائم، ويتابع الصور الجديدة ويقارنها بالسابقة للكشف عن أي تغيرات تشي بأعراض مرضية. وجرى تصميم التطبيق بطريقة تجعله يهتم فقط بصور وجه المستخدم، أما الصور المشتركة والجماعية أو التي تتم معالجتها عبر برامج الصور، فإنه يتجاهلها. وتجري حاليا اختبارات عملية على هذا التطبيق الجديد، ويتوقع طرحه في السوق خلال الأشهر القريبة القادمة.


مقالات ذات صلة

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

صحتك بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية

7 نصائح للرجال للياقة بدنية تتجاوز العمر

القواعد الأساسية للرجال المعاصرين تمكِّنهم من الحفاظ على لياقتهم البدنية ليتمتعوا بصحة أفضل يوماً بعد يوم وفي أي عمر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك الرمان يزود الجسم بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام (غيتي)

تحسين الكولسترول والوقاية من السرطان... فوائد هائلة لتناول الرمان يومياً

بتناول حبات الرمان يومياً تضمن أن تزود جسمك بمضادات الأكسدة ومضادات الفيروسات ومضادات الأورام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك مريضة بسرطان الثدي (رويترز)

تقرير: النساء الشابات أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من الرجال

تمثل حالة الأختين رورك ظاهرة منتشرة في الولايات المتحدة، وهي تشخيص المزيد من النساء الشابات بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك 8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

8 مؤشرات تهمك حول الطقس للعناية بصحتك

ربما تكون مثل كثير من الناس الذين من أوائل الأشياء التي يقومون بها كل صباح هو النظر من النافذة لمعرفة حالة الطقس

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.