مجلس الأمن يناقش أفكاراً تندد بانقلابيي اليمن وصواريخهم

{الشرق الأوسط} تنشر مسودة من مشروع البيان المرتقب

جانب من العمليات الإغاثية التي ينفذها الموظفون المحليون مع وكالات الإغاثة الأممية في اليمن (حساب «أوتشا» في «تويتر»)
جانب من العمليات الإغاثية التي ينفذها الموظفون المحليون مع وكالات الإغاثة الأممية في اليمن (حساب «أوتشا» في «تويتر»)
TT

مجلس الأمن يناقش أفكاراً تندد بانقلابيي اليمن وصواريخهم

جانب من العمليات الإغاثية التي ينفذها الموظفون المحليون مع وكالات الإغاثة الأممية في اليمن (حساب «أوتشا» في «تويتر»)
جانب من العمليات الإغاثية التي ينفذها الموظفون المحليون مع وكالات الإغاثة الأممية في اليمن (حساب «أوتشا» في «تويتر»)

ما زال أعضاء مجلس الأمن «يتبادلون الأفكار» في شأن إصدار مشروع بيان رئاسي للتعبير عن «القلق البالغ» من استمرار تدهور الحال الإنسانية في اليمن، مع التنديد بـ«أشد العبارات» بالهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي بالصواريخ الباليستية ضد أهداف مدنية في المملكة العربية السعودية.
ويعبر مشروع البيان الرئاسي الذي حصلت «الشرق الأوسط» عن نسخة منه، عن «القلق البالغ» لدى مجلس الأمن إزاء «استمرار تدهور الوضع الإنساني في اليمن، والأثر الإنساني المدمر للصراع على المدنيين»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة «تقدر أن 22.2 مليون شخص في حاجة الآن إلى مساعدات إنسانية»، علماً بأن هذا العدد أكثر بـ3.4 مليون شخص عن العام الماضي. ويعرب أيضاً عن «قلقه العميق من الضعف الحاد للمدنيين حيال تفشي مرضَي الكوليرا والدفتيريا، في ضوء سوء التغذية الحاد، وتهديد المجاعة وضعف المؤسسات اليمنية، بما في ذلك النظام الصحي»، داعياً كل الأطراف إلى «تسهيل برامج التطعيم، للسكان المتضررين، من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية».
ويقدر المجلس في المشروع المقترح «الإعلان الذي صدر أخيراً حول خطة العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن من قِبل التحالف بقيادة السعودية، والتسليم الذي جرى أخيراً لأربع رافعات من برنامج الأغذية العالمي إلى ميناء الحديدة، فضلاً عن خطط لتركيب أربع رافعات إضافية في موانئ المخا وعدن والمكلا، وإيداع ملياري دولار في البنك المركزي اليمني»، مع ملاحظة «عزم التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية على إنشاء جسر جوي إلى مأرب لتسهيل تسليم المساعدات وتوزيعها».
ويعبر المجلس في بيانه المقترح عن «قلقه الشديد من مستوى العنف في اليمن، بما فيها الهجمات العشوائية في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وتأثير ذلك على المدنيين، وبينهم العدد الكبير من الضحايا المدنيين والأضرار التي لحقت بالأهداف المدنية». ويدعو كل الأطراف إلى «الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي، بما في ذلك احترام مبدأ التناسب والتمييز في كل الأوقات بين السكان المدنيين والمتقاتلين، وبين الأهداف المدنية والأهداف العسكرية، واتخاذ كل التدابير الممكنة لتقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين والأهداف المدنية والبنية التحتية، وإنهاء تجنيد الأطفال واستخدامهم، وغير ذلك من الانتهاكات المرتكبة ضدهم في انتهاك للقانون الدولي المرعي الإجراء، من أجل منع المزيد من معاناة المدنيين». ويدعو أيضاً كل الأطراف إلى «احترام وحماية المدارس والمرافق الطبية والأفراد»، مشدداً على «ضرورة ضمان أمن العاملين في المجال الإنساني وموظفي الأمم المتحدة». ويندد «بأشد العبارات» بهجمات الحوثيين بالصواريخ الباليستية ضد المملكة العربية السعودية، مع «التعبير عن القلق بخاصة من هجمات 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و19 ديسمبر (كانون الأول) 2017 التي عرّضت المناطق المدنية للخطر»، مكرراً مطالبته الطرفين بالاتفاق على طرق للوقف الدائم للعمليات القتالية. ويلاحظ المجلس «بقلق بالغ الأثر الذي تتركه القيود المفروضة على وصول الواردات التجارية والإنسانية على الحالة الإنسانية»، داعياً الأطراف إلى «تيسير الوصول الفوري لهذه الواردات الأساسية إلى البلد وتوزيعها في كل أنحائه من أجل الوصول إلى جميع السكان المدنيين». وطلبت الكويت، وهي العضو العربي الوحيد في المجلس، إضافة عبارة عن «زيادة الوصول إلى مطار صنعاء، ولا سيما من أجل الإمدادات الإنسانية المنقذة للحياة ونقل الحالات الإنسانية العاجلة، مع اتخاذ كل التدابير المناسبة لتنفيذ حظر الأسلحة عملاً بالفقرة 14 من قرار مجلس الأمن 2216، وضمان سلامة وأمن المطارات والمجال الجوي»، مشددة على أن «تشغيل الخدمات الجوية والبحرية الإنسانية للأمم المتحدة والخدمات ذات الصلة لموظفي الوكالات الإنسانية ينبغي أن يستمر دون عوائق». وطلبت الكويت أيضاً التأكيد على «ضرورة ضمان المساءلة عن الانتهاكات في اليمن».
ويدعو المشروع «كل الدول الأعضاء إلى التنفيذ الكامل للحظر المفروض على الأسلحة حسبما تقتضيه قرارات مجلس الأمن ذات الصلة»، مؤكداً «دعمه لآلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش، التي تسهل الشحن التجاري إلى اليمن، بما في ذلك إجراء عمليات تفتيش للسفن التجارية التي تزيد على 100 طن متري». ويقر بأن «الدول الأعضاء التي تقوم بعمليات تفتيش الشحن وفقا للفقرة 15 من قرار مجلس الأمن 2216، مطالبة بتقديم تقارير خطية إلى لجنة العقوبات على اليمن على النحو المنصوص عليه في الفقرة 17 من القرار 2216، مع التأكيد على حاجة كل الأطراف إلى منع أي آثار سلبية على تسليم السلع التجارية أو الإنسانية». ويؤكد أن مجلس الأمن «يأخذ على محمل الجد محاولات الحوثيين شن هجمات ضد الشحن في باب المندب، وهو ممر شحن مهم استراتيجياً»، مؤكداً على «صون استمرار ممارسة حقوق وحريات الملاحة داخل وحول مضيق باب المندب وفقاً للقانون الدولي ذات الصلة». ويندد بـ«استخدام الألغام البحرية من جهات غير التابعة للدولة، بما فيها قوات الحوثي»، معبراً عن «قلقه العميق من أن تصل الألغام (...) إلى قنوات الشحن الدولية، وأن تشكل بالتالي تهديداً للشحن التجاري وخطوط الاتصالات في البحر».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.