قال أمين عام «حزب الله» السيد حسن نصر الله إنه لولا تدخل «حزب الله» للقتال إلى جانب قوات النظام السوري لكان تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)» في بيروت. ونقل عنه استعداده لتقديم «شهداء» في العراق أكثر مما قدم في سوريا بخمس مرات دفاعا عن «المقدسات».
ونقلت صحيفة «السفير» اللبنانية المقربة من «حزب الله» عن نصر الله، خلال لقاء مع قادة «كشافة المهدي»، قبل يومين بمناسبة «15 شعبان» عبر شاشات في الجنوب والبقاع وبيروت، قوله: «لو أننا لم نتدخل في سوريا في الوقت المناسب وفي الطريقة والكيفية المناسبتين.. لكان (داعش) الآن في بيروت».
واستهجن نصر الله عدم ارتفاع أي أصوات منتقدة لـ«داعش» بمقابل الأصوات التي ارتفعت ضد تدخل «حزب الله» في سوريا، وسأل: «لماذا لم نسمع تلك الأصوات تدين (داعش)». وأشاد في إطار تعليقه على سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على الموصل ومناطق أخرى في العراق، بموقف المرجعية الدينية في النجف، عادّا أن ما صدر عنها من دعوة لحمل السلاح بوجه الإرهابيين «ليس القصد منه حماية طائفة بعينها بل حماية العراق بأسره». وطرح نصر الله تساؤلات حول «أدوار بعض الدول الخليجية والإقليمية» في ما يجري في العراق، ومن المستفيد مما يجري هناك، كما رسم علامة استفهام حول حقيقة الموقف الأميركي، وقال: «عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. ثقوا بأن السحر سوف ينقلب على الساحر، ولقد انتهى الزمن الذي يسمح فيه لأحد بهدم أو تدنيس المقدسات الدينية».
وبشأن الملف اللبناني الداخلي، جدد نصر الله التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن وإنهاء حالة الفراغ الرئاسي الحاصل، مشددا على أن «حزب الله» يريد رئيسا للجمهورية في أقرب وقت، «وكما قلت في عيد التحرير؛ لا نريد رئيسا يطعن المقاومة في ظهرها». وفي سياق متصل، قال موقع «ناو ليبانون» اللبناني إن ما نقلته «السفير» عن نصر الله ليس إلا «جزءا قليلا مما قاله في اللقاء»، ناقلا عن مصادر جد مقربة من قيادة «حزب الله» قولها إن نصر الله تناول التطورات في العراق، مؤكدا أنه سينفذ ما يُطلب من الحزب «وحيث يجب أن نكون سنكون، ولقد ولى زمن تهديم المقدسات وسبي الأعراض، ودخولنا إلى سوريا كان واجبا من أجل حماية لبنان». وشدد نصر الله على أنه «طالما هناك رجل اسمه السيد القائد (المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي)، وهنالك مقاومة وشعب عراقي ومرجعيات دينية، لن يحصل أي شيء لمقدساتنا في العالم». وتابع: «هنا في لبنان آلاف المستعدين للشهادة. نحن مستعدون أن نقدم شهداء في العراق خمس مرات على ما قد قدمنا بسوريا فداء للمقدسات لأنهم أهم بكثير». بدوره، قال نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم أمس إن «الذين يعتقدون بأن (داعش) تعوضهم عن خسائرهم وخسائر مشاريعهم فيساندونها بالأساليب المختلفة، هم واهمون، وهم منبوذون لدى (داعش) كغيرهم تماما»، وقال في كلمة ألقاها أمس: «إذا كانت بعض الدول الغربية والإقليمية تعتقد أنها تستخدم (داعش) لمصالحهما، فسترى أنها سنتقلب عليهما وتدخل إلى بلدانهما واحدا واحدا، وسنسمع بـ(داعش) في كل دولهم في المنطقة العربية والإسلامية وفي العالم الغربي بتفجيرات وأعمال وإساءات، لأن هؤلاء لن يكونوا مع أحد، هم ليسوا مع أنفسهم، وهم ليسوا مع إخوانهم فكيف يكونون مع هؤلاء الآخرين».