مكافحة أعمال السطو بالضباب بدلاً من الكاميرات

يرعب اللص ويدفعه إلى الهروب

TT

مكافحة أعمال السطو بالضباب بدلاً من الكاميرات

تحدثت دائرة الإحصاء المركزية الألمانية عن 50 ألف عملية سطو على محلات وأكشاك في السنة كمعدل. ولذلك، وبدلاً من الكاميرات الخفية وأجهزة الإنذار المختلفة، تطرح شركة «بانديت» الألمانية جهازاً يطلق ضباباً كثيفاً يرعب اللص ويدفعه إلى الهروب.
وبعد فترة كساد صغيرة تقول الشركة الآن إن مخازنها فرغت من الجهاز، وإن عمالها يعملون 24 ساعة كي يتصدوا لزيادة الطلب على الجهاز.
وجهاز «تضبيب اللصوص» عبارة عن صندوق أسود صغير، يشبه مكبرات صوت أجهزة الستيريو، يعمل سوية مع جهاز الإنذار وكاميرا الفيديو. ويطلق الجهاز ضباباً كثيفاً يملأ غرفة كبيرة خلال 18 ثانية. ويعجز اللص في هذا الضباب، الذي يبدأ على مستوى وجهه، عن رؤية أي شيء ويضطر للبحث كالأعمى عن الباب بهدف الخلاص من هذا الفخ.
ويقول أحد أصحاب المحلات إن لصاً حال السطو على محله فشل في العثور على الباب وبقي في الضباب إلى حين وصول رجال الشرطة. ويضيف أنه اشترى الجهاز بعد أن تعرض محله للسطو مرتين خلال أسبوعين في شهر فبراير (شباط) الماضي.
ويؤكد يان أكرمان، من شركة «بانديت»، أن الضباب يملأ غرفة مساحتها 180 متراً مربعاً خلال ثوان. ويشير إلى أن الضباب غير سام، ومحايد هيدروجينياً ولايترك أثراً أو بللاً بعد انقشاعه.
والمقبلون على شراء جهاز «تضبيب اللصوص» هم من البنوك وأصحاب المتاجر والأكشاك وأصحاب محلات بيع الجواهر والساعات، إضافة إلى الكازينوهات ومحطات تعبئة الطاقة.
ويؤكد أكرمان أن الهدف من نصب الجهاز ليس القبض على اللصوص، وإنما إخافتهم وإبعادهم عن المحلات. وينصح لذلك أصحاب المحلات بتعليق قطعة واضحة تحذر اللصوص من استخدام الجهاز.
وتنظر الشرطة بعين القلق إلى الجهاز الذي ترفع كلفته إلى 2500 يورو. وقال متحدث باسم الشرطة إن «التضبيب» قد يحدث فوضى إذا كان المحل محتشداً بالزبائن. وأضاف أن الشرطة تنصح أصحاب المحلات بعدم لعب «دور البطولة» في الضباب، والاكتفاء بالاتصال بالشرطة أو تفعيل جهاز الإنذار.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.