لقاء وزاري في آستانة تحضيراً لقمة روسية ـ تركية ـ إيرانية

TT

لقاء وزاري في آستانة تحضيراً لقمة روسية ـ تركية ـ إيرانية

أكدت مصادر دبلوماسية روسية أن اتصالات جارية مع أنقرة وطهران لترتيب لقاء على مستوى وزراء خارجية البلدان الثلاثة في آستانة منتصف الشهر. وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن الاجتماع الوزاري مخصص لمناقشة تطورات الموقف في سوريا والخطوات اللاحقة المطلوبة لتعزيز العمل المشترك في إطار مناطق خفض التصعيد، وجهود إطلاق عملية سياسية على أساس القرار الدولي 2254، ونتائج اجتماع سوتشي.
كانت وزارة خارجية كازاخستان قد أعلنت أن اجتماعاً سيُعقد للمسؤولين المعنيين والفريق المكلف بملف المعتقلين في سوريا، 15 من الشهر الجاري، يليه في اليوم التالي اجتماع لوزراء خارجية البلدان الثلاثة.
وقال مصدر في الخارجية الكازاخية، أمس: «عشية اجتماع وزراء الدول الضامنة تقرر عقد اجتماع يضم المسؤولين المعنيين ومجموعة العمل المشتركة المكلّفة بقضايا تحرير المعتقلين والرهائن ونقل جثث المحتجزين والبحث عن المفقودين» في سوريا.
وأشار إلى أنه «وفقاً للمعلومات الواردة من الدول الضامنة لعملية آستانة حول سوريا، يجتمع وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا في العاصمة الكازاخية آستانة في 16 مارس (آذار) لبحث سبل تسوية الأزمة السورية».
موضحاً أن «اجتماع وزراء الخارجية سينعقد من دون حضور مراقبين وبمعزل عن مشاركة الأطراف السورية». لكنه أضاف أن الخارجية الروسية أبلغت الجانب الكازاخي أنها ستقوم بدعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا للاجتماع.
ولم توضح مصادر في الخارجية الكازاخية اتصلت بها «الشرق الأوسط»، أمس، ما إذا كانت الدعوة وُجهت إلى فصائل سورية للمشاركة في الاجتماع المكرس لمناقشة ملف المعتقلين. واكتفت بالإشارة إلى أن الحضور سوف يقتصر على «مسؤولين مكلفين بمتابعة هذا الملف».
تزامن ذلك، مع إعلان أنقرة، أمس، عن تحضيرات جارية لعقد قمة ثلاثية تجمع الرؤساء فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان وحسن روحاني في إسطنبول الشهر المقبل. مشيرة إلى أنها مخصصة لمناقشة الشأن السوري. وقال المتحدث باسم الخارجية التركية حاني أقصوي: «رؤساء تركيا وروسيا وإيران سيبحثون الشأن السوري وتطورات الوضع في سوريا في اجتماع يُعقد في إسطنبول في الرابع من أبريل (نيسان) المقبل».
وأضاف أنه سيتم بحث التحضير للقمة وجدول أعمالها على مستوى وزراء خارجية البلدان الثلاثة في آستانة.
وتجنب الكرملين، أمس، نفي أو تأكيد صحة المعطيات حول التحضير للقمة الثلاثية، لكن مصادر دبلوماسية قالت إن نتائج الاجتماع الوزاري ستُظهر ما إذا كانت القمة سوف تُعقد في الموعد المقترح. ولفتت إلى اتصالات نشطة جارية بين الأطراف الثلاثة لبحث الموضوع.
ولم يستبعد الكرملين الشهر الماضي، عقد قمة ثلاثية «في غضون أسابيع» لبحث الملف السوري وإطلاق مرحلة جديدة من العمل المشترك لتثبيت وقف النار والانتقال إلى عملية سياسية. لكن القمة التي ترددت معطيات في البداية عن احتمال عقدها منتصف هذا الشهر، تأجلت بسبب خلافات برزت بين أنقرة وطهران حول العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، ولعبت موسكو دوراً نشطاً لتقريب وجهات النظر بين الطرفين وتقليص التوتر بينهما.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».