لبنان: «المستقبل» يحسم أسماء مرشحيه خلال 48 ساعة

علوش: لوائح خاصة من دون تحالفات في معظم الدوائر

TT

لبنان: «المستقبل» يحسم أسماء مرشحيه خلال 48 ساعة

تحولت الماكينة الانتخابية لتيار «المستقبل» بعد عودة رئيس الحكومة سعد الحريري من الرياض وقبل انتهاء مهلة إقفال باب الترشيحات منتصف ليل اليوم الثلاثاء، إلى ما يشبه «خلية نحل». ويبحث رئيس «المستقبل» والمقربون منه حاليا في الصيغة الأمثل لإعلان أسماء المرشحين عن كل دائرة والذي من المتوقع أن يتم ما بين العاشر والخامس عشر من الشهر الحالي.
ويشير القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش إلى أن ملامح لوائح «المستقبل» النهائية ستتبلور خلال الـ48 ساعة المقبلة، لافتا في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن تياره سيخوض الانتخابات على «لوائح خاصة به ومن دون تحالفات في معظم الدوائر وإن كنا سنتحالف مع عدد من الفرقاء في دوائر محددة». ويضيف علوش: «التحالف الرئيسي سيكون مع القوات اللبنانية، ولعل مصلحة الفريقين تكمن بذلك وبخاصة في دائرة بعلبك الهرمل، كما في دائرة الشمال الثالثة وبيروت الأولى وحتى جزين».
ويرفض علوش الجزم بتحالف انتخابي أكيد مع «الوطني الحر» سواء في دائرة زحلة أو عكار، لافتا إلى أن الأمور ستحسم في هذا المجال خلال يومين، مضيفا: «على كل الأحوال التحالف مع التيار الوطني الحر سينحصر على الأرجح بدائرتين أو ثلاث». بالمقابل، تجزم مصادر قيادية في «الوطني الحر» أن «التحالف الانتخابي» في زحلة مع «المستقبل» محسوم منذ فترة، وتضيف المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «أصلا لا مصلحة لحزب (القوات) بالانضمام إلى تحالفنا مع (المستقبل)، في زحلة باعتبار أنّه قادر على كسب مقعد نيابي ومعركته تنحصر بالسعي لكسب مقعد آخر».
وتُجمع كلّ استطلاعات الرأي والخبراء الانتخابيين على أن «المستقبل» سيكون الخاسر الأكبر مع القانون الجديد، مما يجعله يفتقد أكثر من ثلث كتلته النيابية الحالية (33 نائباً)، ويرجح علوش أن يصبح عدد نواب الكتلة «بالعشرينات».
ويشير عضو المكتب السياسي في تيار «المستقبل»، راشد فايد، إلى أنه يتم حاليا التباحث بالطريقة والصيغة المثلى لإعلان مرشحي «المستقبل» واللوائح التي سيخوض بها الانتخابات النيابية، لافتا إلى أن هناك سيناريوهين: «الأول يقول بعقد الرئيس الحريري مؤتمر صحافي موسع في بيت الوسط، أما الثاني فبتنظيم مهرجان في البيال، وهو ما سيحتاج لجهد كبير وتحضير طويل، مما يجعله مستبعدا وبالتالي احتمالا ضعيفا». ويضيف فايد في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «مع إعلان أسماء المرشحين والذي من المتوقع أن يحصل ما بين 10 و15 من الشهر الحالي، تتضح معالم اللوائح والتحالفات التي ستكون بمعظمها منسجمة مع نهجنا السياسي». ويتحدث فايد عن «أسبوع حافل ستتضح خلاله الصورة النهائية للتحالفات»، واصفا ما يُحكى عن تفاهمات انتخابية محسومة في دوائر محددة بـ«الكلام المستعجل». ويضيف: «لا شيء محسوم حتى الساعة إلا عدم تحالفنا مع حزب الله»، موضحا أن القضية الأساسية التي يخوض على أساسها «المستقبل» هذا العام الانتخابات النيابية هي «صون الاستقرار وحماية سيادة لبنان».
وكان الحريري أعلن في ذكرى اغتيال والده في 14 فبراير (شباط) الماضي أن المواجهة السياسية والانتخابية الحقيقية لتياره هي مع «حزب الله»، لافتاً إلى أن برنامج في تيار «المستقبل» للانتخابات، هو «إعادة الاعتبار لزمن رفيق الحريري، محررين من ضغوط الوصاية ومن المتسلقين على أكتاف الدولة والقانون».
ويبدو واضحا أن «المستقبل» يكثف حركته في المناطق مع اشتداد حدة المنافسة على الساحة السنية. وخلال مشاركته في ورشة عمل بعنوان «الانتخابات النيابية 2018: الشباب ينتخب»، حثّ الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري المنتسبين إلى مصلحة الشباب في تياره على تفعيل عملهم، قائلا: «لا تتركوا بيتا لا تتركوا منطقة إلا وتزوروها وتتحدثوا مع أهلها، وقولوا لهم إن تيار المستقبل بقيادة الرئيس سعد الحريري يقول لكم إننا نريد خوض هذه الانتخابات ونريد أن ننتصر في 7 أيار لمنطق الدولة وليس لمنطلق السلاح». وشدد أحمد الحريري على أن «هذا الاستحقاق ليس استحقاقا باردا، بل هو استحقاق مصيري بعد كل ما تعرض له تيار المستقبل من اغتيالات وتفجيرات وتشويه للسمعة»، مضيفا: «ما نريد قوله اليوم إنه لا أحد يستطيع تركيعنا، لأننا على حق ولأنكم أوادم، ولأن نيتنا صافية، ولأننا لم نؤذ أحدا أبدا، ولا يوجد في رقبتنا أي نقطة دم».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.